في عام 1967 فوجئ العالم باتخاذ عبد الناصر الرئيس المصري آنذاك لإجراءات تصعيدية خطيرة يمكن أن تؤدي لاشتعال حرب بين العرب والكيان الصهيوني كان أبرزها إغلاق مضيق العقبة، الذي كان مضيقا مصريا خالصا لأن جزيرتي تيران وصنافير كانتا في ذلك الوقت مصريتان!!
هل كان يريد عبد الناصر أن يحارب؟
لا !
لم يكن عبد الناصر يريد أن يحارب قطعا.. وكل الدلائل تشير إلي هذه الحقيقة المرة!
وأهم هذه الدلائل إرساله لزكريا محي الدين، رجل واشنجتون في مصر، وهو من الضباط الأحرار، إرساله إلي أمريكا في صباح الخامس من يونيو 1967، يوم النكسة– ليقول لهم أن عبد الناصر يناور ولا يريد الحرب.
عبد الناصر، الذي كان يدرس الاستراتيجية في الكلية الحربية قبل أن يصل إلي حكم مصر، كان يريد أن يجرب لعبة حافة الهاوية!! فقدم بأفعاله وبتهديداته الحنجورية الفارغة أعظم ذريعة للعدو الصهيوني. قدم الذريعة التي استغلها اللاعب الصهيوني بمهارة فائقة لتحقيق مخططاته التوسعية بموافقة ودعم أمريكي.
“سياسة حافة الهاوية هي سياسة يُقصد بها تحقيق مكاسب معيّنة عن طريق تصعيد أزمة دولية ما، ودفعها إلى حافة الحرب … مع إيهام الخصم أنك تأبى التنازل أو الرضوخ ولو أدّى بك ذلك إلى اجتياز هذه الحافة الخطرة.”
ومبتدع هذه السياسة وهذا المصطلح هو السياسي الأمريكي البارع جون فوستر دالاس، وزير خارجية الولايات المتحدة في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور، وأحد أبرز رجالات الحرب الباردة، الحرب التي كانت تدور حول حافة الهاوية.
الكبار الأقوياء والأذكياء فقط هم الذين يجيدون لعبة حافة الهاوية، وتجريب هذه السياسة من قبل الصغار انتحار.
وهذه اللعبة لعبتها كل من أمريكا والاتحاد السوفيتي السابق في قضية ازمة الصواريخ الكوبية 1962، وكان عند كل طرف ما يردع الطرف الآخر، ويجعله يفكر ألف مرة قبل أن يتخذ أي إجراء خطر.
ولعبها زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون عندما قال في خطاب تلفزيوني “الولايات المتحدة بأسرها تقع في مرمى أسلحتنا النووية والزر النووي دائما على مكتبي وهذا واقع وليس تهديدا”. فرد عليه ترامب، وقال في تغريدة على تويتر إن لديه أيضا زرا نوويا لكنه “أكبر وأقوى بكثير مما لديه، والزر الذي أملكه فعال”.
والآن تلعب لعبة “حافة الهاوية” في الخليج .. ولكن بعد أن تطورت تطورا كبيرا.
اللعبة في الخليج لعبة ابتزاز واستغلال وتسخين وصهر وفك وتركيب.