تقود الأمم المتحدة والقاهرة جهوداً مكثفة لمنع تدهور الأوضاع في قطاع غزة بعد قرار الاحتلال فرض حصار بحري شامل على القطاع، ومنع دخول المساعدات القطرية، والمماطلة المستمرة في تنفيذ تفاهمات التهدئة التي كان يفترض أن تقود لتخفيف الحصار عن قطاع غزة.
وقد عقد منسق الأمم المتحدة نيكولاي ميلادنوف سلسة من الاجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في غزة لبحث تثبيت التهدئة وحذرت حركة حماس الاحتلال من مواصلة التنصل من تفاهمات التهدئة، كما يصل خلال الأيام القليلة القادمة الوفد الأمني المصري إلى القطاع لبحث تثبيت التهدئة ونزع فتيل التوتر الذي عاد إلى قطاع غزة.
رسالة تحذير من حماس
مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لسياسية المماطلة والتسويف وتشديده للحصار البحري على قطاع غزة، نقلت حركة المقاومة الإسلامية حماس رسالة تحذير للاحتلال عبر منسق الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف الذي وصل إلى قطاع غزة لمنع انهيار الأوضاع والدخول في مواجهة عسكرية جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال .
وقال القيادي في حركة حماس خليل الحية إن حماس تتابع مع جميع الوسطاء إلزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ تفاهمات التهدئة، وإن “المقاومة لن تقبل أن يدفع الشعب الفلسطيني ثمن الاختلاف الإسرائيلي الداخلي”.
وكشف الحية أن حماس ستبحث مع الوسيط القطري الذي سيصل غزة، اليوم السبت، ومع الوسيط المصري غدا الأحد خطورة الأوضاع في غزة والأزمة الإنسانية فيها بسبب استمرار الحصار، لافتاً أن حماس لن تقبل بأي حال من الأحوال التراجع عن تنفيذ التفاهمات.
أما النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر فقال إن تلكؤ الاحتلال في تنفيذ تفاهمات فك الحصار سيكلفه ثمنًا باهضًا، وإن الاحتلال لن ينعم بالهدوء، في ظل استمرار حصار غزة
وأشار بحر إلى أن المقاومة لن تسمح للاحتلال بالالتفاف على تنفيذ تفاهمات التهدئة بفك الحصار، وإن المقاومة لها أساليبها لإرغام الاحتلال على تنفيذ تفاهمات التهدئة .
الاحتلال سيواصل المماطلة
في السياق ذاته قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب لــ “المجتمع” إن :”مماطلة وتسويف الاحتلال في تنفيذ تفاهمات التهدئة كان متوقعاً، ولا بد من إلزام الاحتلال من قبل الأمم المتحدة والقاهرة لتنفيذ تفاهمات التهدئة، وإن الاحتلال يتحمل تبعات التصعيد في القطاع”.
وحذر حبيب من خطورة الوضع في قطاع غزة، واستمرار الاحتلال في الهروب من استحقاقات التهدئة.
بدورها ذكرت وسائل إعلام عبرية أن “جيش الاحتلال يستعد لتغير سياسته العسكرية في قطاع غزة، وتصعيد هجماته إذا وافق المستوى السياسي على ذلك “.
وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن الحرائق التي ما زالت تندلع في غلاف قطاع غزة نتيجة إطلاق البالونات الحارقة من القطاع تنذر بتفجر الأوضاع من جديد، خاصة أن وتيرة إطلاق البالونات الحارقة زادت وتيرتها بشكل كبير، لافتة إلى أن هناك حالة من الغضب والاحتقان في صفوف المستوطنين الذين يقطنون في غلاف غزة بسبب عودة توتر الأوضاع من جديد في القطاع .
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أنه يدرس بجدية اغتيال واستهداف من يطلق البالونات الحارقة من قطاع غزة على المستوطنات، وأن هناك طائرات مسيرة باتت تراقب الأوضاع في القطاع بشكل مكثف في انتظار الموافقة على الدخول في مرحلة استهداف من يطلق البالونات المتفجرة بالقصف كما حدث خلال الأشهر الماضية .