أعلنت موريتانيا الأحد النفير العام ضد وباء كورونا الذي أدخله إلى أرضها مواطن أسترالي يعمل خبيرا في شركة كندية لاستخلاص الذهب، حيث اتخذت الحكومة سلسلة اجراءات وقائية، بينما انصب اهتمام المواطنين وسط خوف عام، على شراء الكمامات واقتناء مواد التعقيم التي بلغت أسعارها السماء، وعلى تداول الأخبار والمعلومات المتعلقة بانتشار الفيروس داخل البلد وخارجه.
وغرد الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني على حسابه في تويتر مخاطبا المواطنين بقوله: “بعد ظهور حالة معزولة ومؤكدة من مرض كورونا في بلدنا يحملها مواطن أجنبي جاء بها من الخارج، أود أن أطمئنكم أننا نتابع الموضوع باهتمام بالغ، وقد تم اتخاذ الإجراءات اللازمة على جميع المستويات”.
وقال: “أحثكم في هذا الظرف الخاص على التحلي باليقظة والتقيد بإرشادات الجهات المختصة”.
أعلنت اللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة تفشي فيروس كورونا “كوفيد 19″، عن استراتيجية للتصدي لهذا الوباء بينها، خضوع كل المسافرين القادمين من المناطق المتضررة للعزل الصحي الذاتي لمدة 14 يوما يبقون فيها في منازلهم بعيدا عن الاتصال بأي شخص آخر، وستضع المصالح الحكومية المعنية الآلية المناسبة لتنفيذ الإجراء.
وقررت اللجنة حسب بيان نشرته الأحد، تقليص عدد نقاط العبور الحدودية وتعزيز نظام المراقبة الصحية فيها، بما يضمن التحكم في مداخل البلاد، ومراقبة صحية ناجعة لكل الداخلين.
وعملاً بهذه القرارات التي اتخذتها اللجنة الوزارية المكلفة بتسيير الخطة الوطنية لمكافحة وباء فيروس كورونا كوفيد 19، قررت وزارة الداخلية الموريتانية، حسبما ورد في بيان نشرته الأحد “إغلاق جميع نقاط العبور البرية مع الدول الشقيقة والصديقة المجاورة باستثناء خمس نقاط برية على حدود موريتانيا ومالي والمغرب”.
وأكد البيان “أن هذا الإجراء يدخل في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات العمومية من أجل تفادي انتشار وباء الكورونا حفاظا على صحة مواطنينا وكذا الرعايا الأجانب المقيمين في بلادنا”.
وقررت اللجنة الوزارية كذلك إغلاق جميع المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، من مدارس وجامعات ومعاهد مدة أسبوع كامل، على أن يعاد النظر في هذه الفترة وفق ما يقتضيه تطور الوضع.
ودعت اللجنة “جميع المواطنين، من باب الاحتراز، إلى تجنب التجمعات والفعاليات والأحداث التي تكون مناسبة لاجتماع العديد من الأشخاص في حيز واحد”، كما أعلنت عن “وضع رقم أخضر 1155، للرد على استفسارات المواطنين المتعلقة بهذا الوباء، ولتمكينهم من الإبلاغ عن أية حالات أو أعراض يشتبهون فيها”.
ودعت الحكومة الموريتانية “المواطنين إلى ضرورة الالتزام بكل التدابير الوقائية المطلوبة”، معلنة “أن مختلف قطاعات الدولة ووسائلها معبأة بما فيه الكفاية لمواجهة أي طارئ، وهي ملتزمة كذلك بالإعلان الفوري عن كل المستجدات المتعلقة بهذا الوباء وقانا الله من شره”.
وفي إطار تفاعلات هذه الكارثة، طالب ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا الحكومة بوقف الرحلات الجوية القادمة إلى البلاد من الدول الأوروبية تفاديا لانتقال عدوى فيروس كورونا.
وألغت الحكومة الموريتانية السبت رحلتين سياحيتين كانتا قادمتين من فرنسا باتجاه مدينة أطار، شمالي البلاد، وذلك بسبب مخاوف من انتشار فيروس كورونا.
وأكدت وزارة التجارة والسياحة “أن قرار إلغاء الرحلتين جاء بتعليمات من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني”.
وأضافت الوزارة في منشورها: “تقرر إلغاء كل الرحلات السياحية القادمة من فرنسا إلى مدينة أطار وذلك كإجراء احترازي لمواجهة وباء كورونا”.
هذا ويخضع حاليا للحجز الطبي، عشرة أشخاص التقوا المواطن الأسترالي الذي أدخل فيروس كورونا إلى الأراضي الموريتانية.
ومن بين المحجوزين موظف استقبال كان أول من التقى بالمواطن الأسترالي في مطار نواكشوط حين عودته من أوروبا في التاسع من مارس الجاري، ومن بينهم كذلك سائق نقل الأسترالي المصاب من المطار إلى منزله، وكذا موظفة رافقت الاسترالي لاستكمال إجراءات إقامته بمكتب إدارة شؤون الهجرة.