بعد أن أصاب فايروس كورونا المستجد 17 نزيلاً في السجون التركية، وقضى على 3 منهم، أقر البرلمان التركي، مساء الإثنين، قانون عفو سيشمل 45 ألف محكوم في السجون التركية، لتخفيف الازدحام فيها ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة الوباء الذي يجتاح العالم.
وقال نائب رئيس البرلمان التركي: إن حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، وحزب الحركة القومية اليميني المتحالف معه، أيدا مشروع القانون الذي أقره البرلمان بأغلبية 279 صوتاً مقابل رفض 51.
وبموجب القانون الجديد، الذي يستثني السجناء المدانين بقضايا الإرهاب، والقتل، والمخدرات، والجرائم الجنسية، سيتم الإفراج عن السجناء في السجون المفتوحة، والمحكومين ممن يطبق عليهم الإفراج المشروط من تاريخ سريان القانون وحتى 31 مايو المقبل.
كما ينص القانون على إمكانية تمديد فترة الإفراج شهرين إضافيين لـ3 مرات، في حال استمرار انتشار الفيروس.
قانون يراعي الضمير
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف القانون بـ”الإنساني” الذي “يراعي ضمير الشعب التركي”.
وقال في مؤتمر صحفي عقده، أمس الثلاثاء، معلقاً على مصادقة البرلمان على القانون: إن القانون سيدخل حيز التنفيذ عقب تدقيقه على وجه السرعة، مؤكداً اتخاذ بلاده كافة الإجراءات اللازمة لحماية نزلاء السجون من خطر كورونا.
وتابع أردوغان: بدأنا في دراسة شاملة ستعيد النظر بالكامل في التوازن بين الجريمة والعقوبة، بعد أن حققت تركيا إصلاحات مهمة على مدار السنوات الـ18 الماضية، موضحاً أن إستراتيجية الإصلاح القضائي أهم حلقة في المرحلة الحالية.
وأضاف: لدينا الكثير للقيام به من أجل تحقيق العدالة التي هي المثل الأعلى للإنسانية.
وختم الرئيس التركي حديثه بالإشارة إلى أنه لا يمكن وقف تأنيب الضمير في مكان لا توجد فيه عدالة في العقوبات.
تجدر الإشارة إلى أن الكثير من السجون في تركيا تحولت في عهد حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى ورشات عمل تنتج الكثير من البضائع الاستهلاكية.
وذكرت تقارير إعلامية أن 302 سجن من أصل 374 سجناً في تركيا تضم ورشات عمل مختلفة، بالإضافة إلى أنها تقدم دورات للتدريب المهني.
وتقول إحصاءات رسمية تركية: إنّ عدد ورش العمل التي يعمل فيها السجناء في أنحاء تركيا وصل عام 2018، إلى نحو 1700 ورشة عمل، تضم أكثر من 50 ألف سجين، يعملون ضمن إطار البرنامج الذي تشرف عليه وزارة العدل التركية.
وتتوزع منتجات ورش العمل بين المنسوجات، والخشب، والمخابز، وتربية النحل، والفواكه والخضر، وتُباع في المقام الأول للمؤسسات العامة، في حين يجري تسويق بعضها في القطاع الخاص.
المعارضة التركية ترفض
المعارضة التركية سجلت اعتراضها على قانون العفو، واعتبرته مخالفاً لمبادئ الدولة، وذكرت أنها تستعد لإلغائه عبر رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الدستورية العليا.
وقال نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، إنغين أوزكوج: إن التعديل الجديد لم يشمل الجرائم التي تشمل الاستخبارات العامة، واعترضنا على المشروع بعد أن استثنى الصحفيين والأكاديميين.
وزعم النائب التركي المعارض أن العفو يشمل النصابين والسارقين ومرتكبي الجرائم من الطعن وحتى الجرائم المنظمة، ولم يتم العفو عن جرائم مرتكبة ضد الحزب الحاكم باعتبارها ضد الدولة.
وتابع، في تصريح صحفي، أمس الثلاثاء: أن التعديل يخالف مفهوم الدولة، فإن شملت العدالة الجميع؛ عندها تكتسب العدالة معنى ما والميزان هنا لم يتزن، حيث تم العفو عن جرائم مرتكبة ضد المجتمع.
وأكد أوزكوج أن المعارضة تعتزم نقل التعديل إلى المحكمة الدستورية العليا، حيث يتم العمل من قبل الفريق القانوني بالحزب، فيما سيواصلون جهودهم لأن يشمل التعديل جميع السياسيين المحكومين.
جدير بالذكر أن معدل إصابات فيروس كورونا في تركيا بدأ بالتراجع في الأسبوع الرابع من انتشاره، بحسب وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة.
وقال الوزير في مؤتمر صحفي، أمس الثلاثاء، عقب مشاركته في اجتماع المجلس العلمي التركي الخاص بكورونا، عبر تقنية “الفيديو كونفرانس”: إن: تركيا سجلت 107 وفيات جديدة بالفيروس، لترفع الحصيلة إلى 1403.
وتابع: إجمالي عدد الإصابات ارتفع إلى 65 ألفاً و111، بعد تسجيل 4062 حالة.
وأضاف قوجة أن عدد المتعافين ارتفع إلى 4799، بعد تماثل 842 شخصاً للشفاء.
ونوه الوزير التركي إلى أن الفرق الطبية المتخصصة بالبحث عن مصدر العدوى والتابعة لوزارة الصحة التركية تراقب 251 ألفاً و28 شخصاً، موضحاً أن التشخيص المبكر يساهم في الحد من تفشي الفيروس من جهة، ومن جهة أخرى في الحفاظ على أرواح الكثير من الأشخاص في الفئة المعرضة للخطر، في إشارة إلى المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
ولفت إلى أنه تم حتى اليوم تحديد 261 ألفاً و989 شخصاً ضمن سلسلة الأشخاص الذين خالطوا مصابين بكورونا، وتم التوصل إلى 96% منهم، مستدركاً أن الكوادر المتخصصة بالبحث عن مصدر العدوى تضم في عموم تركيا 4600 فريقاً.
وختم قوجة بالتأكيد على أن تراجع وتيرة إصابات كورونا في تركيا دليل ملموس على أننا نسير في الطريق الصحيح.