يبدو أن أسواق النفط تتجه نحو الأسوأ في ظل تواصل تخمة المعروض وتهاوي الطلب بسبب تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، في ظل تفشي فيروس كورونا الذي أوقف معظم الأنشطة في مختلف دول العالم.
وقالت وكالة الطاقة الدولية، اليوم الأربعاء، إن صناعة النفط حول العالم قد تسجل أسوأ مراحلها على الإطلاق، بسبب حجم تراجع الطلب.
وأبلغ المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، صحافيين خلال مؤتمر، أن ضعف الطلب على الخام وتخمة المعروض الفائضة عن الحاجة وهبوط الأسعار، قد تعطي الشهر الجاري، لقب “إبريل الأسود”.
وفي وقت سابق اليوم، قالت الوكالة في تقرير، إن الطلب العالمي على النفط الخام سيتراجع بمقدار 23.1 مليون برميل يوميا، في الربع الأول 2020، مدفوعا بالتبعات الاقتصادية لفيروس كورونا.
وذكرت أن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا، خلال إبريل/ نيسان الجاري، ما يعني تراجعا بنسبة 29 في المئة من إجمالي الطلب قبل الجائحة، البالغ 100 مليون برميل يوميا.
ونفذت أغلب دول العالم إجراءات وقائية صارمة لمنع تفشي الفيروس، شملت فرض قيود على حركة التنقل الجوي والبري، وتجميد عجلة الاقتصاد في عديد القطاعات.
ورأى التقرير أن إمدادات تحالف “أوبك +” ستتراجع بمقدار 12 مليون برميل بالمتوسط اعتبارا من مايو/أيار المقبل، مع دخول اتفاق بخفض قياسي للإنتاج حيز التنفيذ.
والأحد الماضي، أعلنت عدة دول نفطية في تحالف “أوبك+”، إتمام اتفاق لأكبر خفض تاريخي مدروس لإنتاج النفط الخام، بواقع 10 ملايين برميل يومياً، يتحمل منها التحالف 9.7 ملايين، يبدأ تنفيذه مطلع مايو المقبل.
لكن وكالة الطاقة توقعت أن الاتفاق لن يترك آثاراً إيجابية فورية على الأسواق العالمية، وستحتاج مزيدا من الوقت لتراجع تخمة المعروض.
فيما قدرت تراجع إمدادات من جانب منتجين آخرين مستقلين، بمقدار 2.3 مليون برميل يومياً، كمتوسط خلال العام الجاري.
وقال غولدمان ساكس في تقرير سابق إن خفض كبار منتجي النفط للإنتاج بمقدار عشرة ملايين برميل يومياً لن يكفي لتحسين التوازنات العالمية في سوق تعاني من انهيار الطلب بسبب فيروس كورونا وتنامي تخمة الإمدادات.
وكانت أسواق النفط قد تكبّدت خسائر باهظة بسبب الحرب النفطية بين كل من روسيا والسعودية، والتي أدت إلى تهاوي سعر برميل برنت إلى ما دون 25 دولارا، قبل أن يتحسن خلال الفترة الأخيرة.
وتذبذبت العقود الآجلة لأسعار النفط، في نطاق ضيق مائل نحو التراجع، اليوم، بعد أن ارتفعت في التعاملات المبكرة.