يواصل الكيان الصهيوني عمله ليل نهار من أجل استكمال بناء جداء إسمنتي بينه وبين قطاع غزة في محاولة منه لمنع تسلل الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة عام 1948، إما لتنفيذ عمليات ضده وضد مواطني الاحتلال، أو للفلسطينيين الذين يحاولوا التسلل من أجل العمل والبحث عن لقمة عيشهم بعد أن ساءت أحوالهم في القطاع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي.
وذكرت وسائل إعلام صهيونية أن الجيش عزز من أنظمة الرصد البحري والبري لمنع عمليات التسلل من قطاع غزة إلى داخل الحدود مع “إسرائيل”.
وبحسب الإعلام الصهيوني، فإن جيش الاحتلال أدخل تحسينات وقام بتحديث نظام الرصد البحري والبري على حدود شمال قطاع غزة، هدف هذه التحسينات منع عمليات التسلل، مشيرة إلى أن الأنظمة المبتكرة تم تطويرها في الصناعات العسكرية “رفائيل”.
من جهته، قال المحلل مصطفى إبراهيم، في تصريحات لـ”المجتمع”: إن الكيان الصهيوني يقوم بسياسات إجرائية وانتقامية منذ فرضه حصاراً عام 2006، ويحاول تشديد حصاره على القطاع عزله عن باقي العالم بحجج أمنية.
وأضاف إبراهيم أن الاحتلال بدأ يفكر ببناء الحواجز والجدران في أعقاب حربه على القطاع عام 2014 منذ عام؛ حيث بدأت المؤسسة الأمنية التابعة للكيان الصهيوني في البحث عن سُبل مواجهة أخطار الأنفاق، وقررت إقامة جدار تحت الأرض، وآخر فوقها كحل للأنفاق وتسلل المقاومين الفلسطينيين، مضيفاً أنها رصدت ميزانية كبيرة لبناء الجدار واستخدام التكنولوجيا أيضاً لمنع التسلل إليها حفاظاً على أمنها ومواطنيها.
وقال: إن الكيان الصهيوني يحاول منع تسلل رجال المقاومة الفلسطينية إلى الأراضي المحتلة، إضافة إلى المواطنين الذين يتسللون من أجل العمل داخل الخط الأخضر، مبيناً أن الخطورة زادت بالنسبة للكيان الصهيوني خلال مسيرات العودة الكبرى التي انطلقت في الثلاثين من مارس عام 2018؛ حيث كانت هناك محاولات تسلل لتنفيذ عمليات وخططها لزيادة إجراءاتها الأمنية على الحدود الشرقية والغربية للقطاع
وأشار إلى أن هذه الإجراءات التي يتخذها الاحتلال تأتي في إطار الإجراءات الأمنية المعتاد عليها منذ زمن، ويستخدم التكنولوجيا الفائقة التي يمتلكها والأدوات التي يحاول من خلالها منع المتسللين للدخول إلى الحدود لزيادة أمنه.
وقال: الكيان الصهيوني يعتقد أنه محارب من كل العالم، ويحاول أن يغلق على نفسه، ربما يكون أيضاً له علاقة دينية وأيديولوجية في معتقداتهم بالإغلاق على أنفسهم خوفاً على حياتهم.
وبين أن الكيان أيضاً يريد تضييق الخناق على سكان القطاع ويحاصرهم براً وبحراً وعزلهم عن باقي العالم عن طريق إقامة الحواجز والجدران وتقسيم كافة محافظات الوطن بالضفة الغربية وقطاع غزة.