أعربت الأمم المتحدة، عن “الحزن الشديد والصدمة لمقتل طفلين قيل: إن جيش ميانمار استخدمهما كدروع بشرية في مقاطعة راخين (آراكان- غرب)”، قبل نحو عشرة أيام.
وأضاف ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية، خلال مؤتمر صحفي، أن “الصبيين قتلا في تبادل لإطلاق النار بين جيش ميانمار، المعروف باسم تاتماداو، وجيش (إنقاذ روهنجيا) آراكان الانفصالي”.
وتابع: “الحادث وقع في 5 أكتوبر (الجاري) في بلدة بوثيداونغ، وهي نقطة ساخنة لانتهاكات الجيش ضد الأطفال، منذ منتصف عام 2019”.
وأوضح أن “الطفلان كانا ضمن مجموعة من حوالي 15 مزارعا محليا يُقال إنهم أُجبروا جميعا على السير أمام وحدة تاتماداو، لضمان خلو الطريق المؤدي إلى معسكر عسكري من الألغام الأرضية، ولحماية الجنود من نيران العدو المحتملة”.
واستطرد: “وقد اندلع قتال بين التاتماداو وجيش آراكان، وبعدها عُثر على الصبيين مقتولين بطلقات نارية”.
وأشار دوجاريك إلى بيان أصدرته وكالات الأمم المتحدة في ميانمار دعت فيه إلى “تحقيق كامل وشفاف وسريع في الحادث، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة واستخدام الأطفال وقتلهم في ميانمار”.
وقالت الوكالات الأممية، في بيانها، إن “هذا الحادث المروع بمثابة تذكير صارخ بأن الأطفال معرضون لخطر القتل أو الإصابة كلما ارتبطوا بالقوات والجماعات المسلحة بأي صفة أو وظيفة”.
وأعربت عن “انزعاجها الشديد” من الزيادة المقلقة في التقارير عن قتل وجرح أطفال في ميانمار، حيث قُتل أو شُوه أكثر من 100 طفل في النزاع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2020، وهو أكثر من نصف العدد الإجمالي في 2019، ويتجاوز بشكل كبير عدد الضحايا من الأطفال في 2018″.
وحثت الوكالات الأممية “جميع أطراف النزاع على تكثيف الجهود لضمان حماية الأطفال من جميع الانتهاكات الجسيمة، وضمان الوصول إلى المساعدة والخدمات الإنسانية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس في استخدام القوة حيث يوجد مدنيون”.
ومنذ 25 أغسطس 2017، تشن القوات المسلحة في ميانمار ومليشيات بوذية حملة عسكرية ترتكب خلالها مجازر وحشية بحق أقلية الروهنجيا المسلمة في آراكان.
وأسفرت هذه الجرائم المستمرة عن مقتل آلاف الروهنجيين، بحسب مصادر محلية ودولية متطابقة، فضلا عن لجوء قرابة مليون إلى بنغلادش، وفق الأمم المتحدة.
وتعتبر حكومة ميانمار الروهنجيا “مهاجرين غير نظاميين” من بنغلادش، فيما تصنفهم الأمم المتحدة “الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم”.