لم تشفع أنبوبة الأكسجين الملازمة للفلسطيني المريض نضال أبو عاهور (45 عاما)، إنما حملها جنود الاحتلال معه إلى سيارة الاعتقال نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، ليمضي حكما بالسجن لمدة عام، رغم تدهور حالته الصحية.
وعبّرت عائلة الأسير أبو عاهور (45 عاما)، في لقاء مع وكالة الأناضول، عن قلقها الشديد من إمكانية أن يفقد حياته في أية لحظة، مطالبة بـ”تدخل دولي” للإفراج عنه، بينما قالت جهات رسمية إنه يعاني من الإهمال الطبي وقد يفقد حياته في أية لحظة.
والأسير أبو عاهور من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، وأفرج عنه بكفالة مالية خلال يوليو/تموز الماضي نظرا لتدهور حالته الصحية بسبب معاناته من فشل وسرطان في الكلى، لكن أعيد اعتقاله مجددا لقضاء حكم بالسجن لمدة عام.
** ممنوعون من الزيارة
تقول نداء، ابنة الأسير نضال، إنها تتوق لمشاهدة والدها قبل أن يمسه سوء.
وتضيف “من حقي يكون أبي عندي مثل باقي الأطفال، يجب أن يفرجوا عنه”.
وتابعت “والدي مريض ومعه فشل كلوي وسرطان، طبعا خائفة عليه”.
وأشارت إلى أن عائلتها ممنوعة من زيارته، والحديث إليه والاطمئنان على صحته.
وقالت “إسرائيل تمنعنا من رؤيته، حتى التلفون ممنوع نحكي معه، مطلبي أن يفرج عنه”.
أما شقيقه عيسى أبو عاهور، فقال إن العائلة، بمن فيهم زوجته وبناته الخمسة وابنه، يعيشون في قلق دائم.
ويضيف “وضعه الصحي سيء جدا، لما روّحناه (أفرج عنه) أول مرة، دفعنا كفالة 12 ألف شيكل (نحو 3500 دولار)، ونقلناه إلى العناية المكثفة بمستشفى في بيت لحم) وظل فاقدا للوعي خمسة أيام”.
** اعتقلوه مع أنبوبة الأوكسجين
وأضاف “نضال يعاني من السرطان والفشل الكلوي، ومع ذلك فوجئنا ونحن نجلس معه أمام بيته، بجنود الاحتلال يدخلون البيت بينما (أنبوبة) الأوكسجين على وجهه، حملوه هو والأوكسجين على الحمّالة، ونقلوه لجيب الاعتقال (سيارة عسكرية)”.
وأضاف “الآن هو في سجن الرملة، ولا نعرف عنه شيئا سوى ما ينقله المحامون”.
وتابع “حينما يُعلنون عن وفاة أسير، نتخيل أنه سيكون أخونا لأن وضعه حرج جدا”.
وعندما أفرجت قوات الاحتلال عن الأسير نضال في يوليو/تموز الماضي، نُقل فورا إلى قسم غسيل الكلى بمستشفى بيت جالا الحكومي، وتحدث في حينه عن مشاهد للأسرى المرضى في سجن الرملة، وأجهش بالبكاء على حال زملائه.
** وضع مقلق وخطير
من جهته، يقول مُنقذ أبو عطوان، مدير مكتب هيئة شؤون الأسرى (رسمية) في بيت لحم، إن الأسير أبو عاهور “مصاب بمرض السرطان، ولديه مشاكل في الكلى”.
وأضاف في حديثه لوكالة الأناضول “من الطبيعي أن يكون الوضع مقلقا، وخطيرا جدا بالنسبة لحياة الأسير نضال”.
وأشار إلى تقدم هيئة الأسرى والمحررين بعدة التماسات “لما تُسمى محكمة العدل العليا الإسرائيلية من أجل إطلاق سراحه وتقديم العلاج اللازم له، لكن للأسف، رُفضت (الالتماسات) من قبل ما يسمى بالقضاء الإسرائيلي”.
وحمّل المسؤول الفلسطيني حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة أبو عاهور “خاصة وأنه مرّ بمراحل حرجة جدا، ولا يتم تقديم العلاج اللازم والمناسب له”.
وقال إن “سلطات الاحتلال تريد التخلص منه من خلال توفير الأجواء لتفشي كافة الأمراض”.
وتابع أن حكومة الاحتلال تضرب عرض الحائط بكافة المطالب والمناشدات.
وقال أبو عطوان “لا نثق بالخدمات الطبية التي تقدمها حكومة الاحتلال لأسرانا”.
واتهم سلطات الاحتلال ب “اختبار عقاقير طبية، ليس لها علاقة بما يعانيه الأسرى مما يؤدي لقتلهم”.
وقال إن حكومة الاحتلال تدّعي تقديم العلاج للأسرى في سجن الرملة (مرفق صحي يتبع مصلحة السجون) لكنه بات مكانا لتعذيب كل الأسرى المرضى (…) بل باتت تتعامل معه مصلحة السجون كبديل لأعواد المشانق للتخلص من الأسرى”.
** طلب لمنظمة الصحة
وفي نوفمبر/تشرين ثاني كشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قدري أبو بكر، عن طلب الهيئة من منظمة الصحة العالمية، زيارة 40 معتقلا مرضى في سجون إسرائيل.
ووفق الهيئة، فإن 700 معتقل فلسطيني يعانون من أمراض مختلفة، بينهم 40 يعانون من أمراض صعبة مثل السرطان والفشل الكلوي.
وتعتقل إسرائيل في سجونها نحو 4400 أسير فلسطيني، بينهم 40 سيدة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال قرابة 170، والمعتقلين الإداريين (دون تهمة) نحو 380، وفق بيانات فلسطينية رسمية.