يتّجه البرلمان التونسي لإعادة العمل بالإجراءات الاستثنائية بسبب تزايد الإصابات بفيروس كورونا، في وقت دعا فيه اتحاد الشغل إلى تعليق الدراسة لعشرة أيام لكسر حلقة العدوى، في وقت صنّف فيه المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض، تونس من بين الدول عالية الخطورة بالنسبة لوباء كورونا.
ومن المنتظر أن تجتمع خلية الأزمة داخل البرلمان لاتخاذ قرار قد يفضي الى العودة للعمل بالإجراءات الاستثنائية على خلفية تطور الوضع الوبائي بالبرلمان.
وقال ماهر العيادي طبيب البرلمان، في تصريحات صحافية، إن الوضع الوبائي في البرلمان “خطير” ويستدعي العمل بالإجراءات الاستثنائية، مشيرا إلى إصابة عدد كبير من النواب والموظفين داخل المجلس بفيروس كورونا.
ودعت جامعة التعليم الثانوي (تابعة لاتحاد الشغل) تعليق الدراسة لعشرة أيام على الأقل لكسر حلقة العدوى بفيروس كورونا. وأكدت في بيان أصدرته الأربعاء “رفضها المطلق الحديث مجددا عن البرتوكول الصحي كحل وقائي يمكن اعتماده، نظرا لغيابه التام في أغلب المؤسسات التربوية، وعدم التزام وزارة التربية بتعهداتها في التوفير المسترسل والدائم لمستلزمات الوقاية”.
كما أكدت ضعف التنسيق بين وزارتي التربية والصحة ”ما جعل عمليات التقصي تقتصر فقط على المؤسسات التي ثبت فيها انتشار واضح للفيروس وارتفاع عدد المصابين بها وأمام خطورة الوضع الوبائي وتواصل ارتفاع عدد الإصابات في المؤسسات التربوية وبناء على التقييم الذي قامت به الجامعة من خلال لقائها التشاوري مع مؤسساتها الجهوية والذي يؤكد التقدم الكبير في إنجاز البرامج في مختلف المستويات بالمرحلة الإعدادية والثانوية وهو ما يجعل الفترة الزمنية المتبقية من السنة الدراسية كافية لإنهاء البرامج وإنجاز الامتحانات”.
وأطلق عدد من الأطباء من الأطباء “صيحة فزع” مطالبين الحكومة بفرض حجر صحي شامل للسيطرة على الوباء، حيث دون الدكتور زكريا بوقرة على حسابه في موقع فيسبوك “لا مفر من الحجر الصحي الشامل (…) المناعة الجماعية لفيروس يتحول مع مناعة محددة في الوقت لا تأتي قبل ان يصيب مئة في المئة من السكان في الوقت نفسه. المناعة الجماعية هي وهم قاتل وسياسة اجرامية ستحطم الدول التي تتبعها لعقود. والبرازيل خير دليل”.
وكتبت الباحثة المختصة في علم المناعة سمر صمّود “عندما يكون لديك مكان واحد في غرفة الإنعاش ويجب أن تختار بين شخصين، الأول عمره 15 والثني عمره 21 عاما”، في إشارة الوضع السيء الذي تعيشه المستشفيات التونسية في ظل أزمة كورونا.
وعلّق غسان القصيبي، المستشار الاعلامي في اتحاد الشغل بقوله “عندما يقر الأطباء أن العدوى وصلت إلى الأطفال الذين سنهم بين 15 و20 سنة، ألا يعني ذلك ضرورة اتخاذ قرار ايقاف الدروس لمدة محددة خاصة وأن الإطار التربوي أكد أنهم استكملوا تقريبا البرنامج الدراسي. الوضع الوبائي يتطلب قرارات جريئة لحماية الشعب من استفحال العدوى و خطورة الوصول إلى الطاقة القصوى في مستشفياتنا”.
فيما نفى رئيس قسم الأطفال في المستشفى العسكري محمد الدوعاجي تزايد نسبة الإصابات بفيروس كورونا في صفوف الأطفال، مضيفا “من يبلغ عمره 15 سنة لا يتم إيواؤه في القسم ذاته مع من سنهم في العشرين وتصريحات د. صمود لا تستقيم ولا يقبلها عقل، وقد اتصلت بأصدقائي في أقسام الانعاش وأكّدوا لي أنّه لا وجود لحالات تستوجب الانعاش بسبب كورونا في قسم الأطفال”.
وأكد أن التطعيم لا يحد من انتشار العدوى بقدر تحكّمه في خطورة الفيروس، وأوضح أكثر بقوله “اليوم يجب التركيز على توجيه التلاقيح لمستحقيها من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة فالأطفال ليسوا أولوية (…) وتعليق الدراسة يجب أن يكون آخر قرار تتّخذه الحكومة بمعنى بعد الاعلان عن الحجر الشامل مثلا’.
وأدرج المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض تونس من بين الدول “عالية الخطورة” بالنسبة لانتشار فيروس كورونا، حيث أوصى جميع المسافرين، سواء تلقوا اللقاء أو لم يتلقوه، بتجنب السفر إلى تونس في الوقت الحالي، على اعتبار أنهم قد يكونوا معرضين للإصابة بشكل كبير بالفيروس، بسبب وجود سلالات عدة متحورة للفيروس في هذا البلد.
وعلّق الدكتور زكريا بوقرة على هذا الأمر بقوله “ما نبّهت إليه منذ أشهر بدأ يحدث الآن. تونس تدخل تدريجياً في قائمة الدول الموبوءة وسيتم عزلها تماماً في الأشهر القادمة. اليوم بعد أن قطعت المغرب جميع الرحلات من وإلى تونس، الولايات المتحدة الأمريكية تحذر رعاياها من السفر إلى تونس”.
وكانت السلطات المغربية قررت أخيرا تعليق جميع الرحلات الجوية من وإلى تونس، بسبب تفشي فيروس كورونا