دعم مستمر من مصر الرسمية والشعبية لوقف نزيف الدم في الأراضي الفلسطينية خاصة في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، تصدره إطلاق شيخ الأزهر الإمام الأكبر د. أحمد الطيب نداء عالميا لمساندة الشعب الفلسطيني، بالتزامن مع استمرار تحركات وزير الخارجية المصرية سامح شكري، بجانب إجراءات طبية داعمة، وفعاليات شعبية ما زالت إلكترونية في أغلبها المطلق بسبب حظر التظاهرات في مصر وفق آخر القوانين الصادرة.
نداء الإمام الأكبر
شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، واصل دوره المناهض منذ بداية الأحداث، وقال مساء الجمعة:” أدعو شعوب العالم وقادته لمساندة الشعب الفلسطيني المسالم والمظلوم في قضيته المشروعة والعادلة من أجل استرداد حقه وأرضه ومقدساته”.
وطالب في بيان جديد وصل “المجتمع” نسخة منه، بوقف العدوان الصهيوني قائلاً:” أوقفوا القتل وادعموا صاحب الحق، وكفى الصمت والكيل بمكيالين إذا كنا نعمل حقًّا من أجل السلام، وأدعو الله أن يرحم شهداء فلسطين، وأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته”.
وفي السياق نفسه، كثف سامح شكرى وزير الخارجية المصري اتصالاته حتى وقت متأخر من مساء الجمعة، لبحث إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية وباقي الأراضي المحتلة.
وأوضح بيان لوزارة الخارجية المصرية منتصف ليلة السبت 15 مايو اطلع عليه مراسل “المجتمع” أن وزير الخارجية تلقى اتصالاً من نظيره التونسى عثمان الجرندى، بحثا خلاله “جهود إنهاء الهجوم “الإسرائيلي” والمواجهة في الأراضي الفلسطينية” وفق البيان.
وثمَّن الوزير سامح شكري جهود تونس فى إطار مجلس الأمن والدور الذى تقوم به للتعبير عن الموقف العربى ضمن الموقف الذى اعتمده مجلس الجامعة العربية الثلاثاء الماضي.
ونسَّق الوزيران فيما يخص الاستعداد لجلسة مجلس الأمن المفترض عقدها غداً الأحد لـ “بحث المخارج الممكنة من حالة التأزم الحالية عبر وقف لإطلاق النار يحقن دماء الضحايا الذين يروحون نتيجة العمليات العسكرية والهجوم “الإسرائيلي” على قطاع غزة” بحسب البيان.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري بحث الجمعة خلال اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي استمرار تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية؛ حيث تناول أهمية مواصلة العمل على إيجاد السُبل الفورية الكفيلة بوقف العدوان والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني.
واتفق الوزيران خلال الاتصال على أن “الأحداث الجارية لا تؤكد سوى على ضرورة التحرُّك الجدي نحو استئناف مسار عملية السلام، الأمر الذي يمنح أفقاً سياسياً حقيقياً بغية إنهاء الصراع عبر الحل العادل والدائم الذي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، كما يحقق استقرار الأوضاع في مُجمل المنطقة”.
حملة توقيعات وقافلة طبية
على الأرض، شهدت التحركات الشعبية تطوراً ملموساً، حيث أخلت السلطات المعنية مساء الجمعة سبيل الصحفية المصرية نور الهدى زكي بعد أن أعلنت دعمها لفلسطين برفع علم الدولة الفلسطينية في ميدان التحرير الشهير.
وبحسب، وسائل إعلام محلية، فقد وصل إلى مستشفى رفح العام قافلة طبية كبيرة برئاسة د. محمود عامر مدير مرفق إسعاف شمال سيناء وذلك ضمن استعدادات مصر لاستقبال الجرحى الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة عبر معبر رفح البري بدءا من اليوم السبت.
وتضم القافلة الطبية 15 سيارة إسعاف مجهزة بأعلى التجهيزات الطبية و5 أطباء من أساتذة الجامعات المصرية من مختلف التخصصات الطبية و10 مسعفين متخصصين للحالات الحرجة وأدوية ومستلزمات طبية مختلفة.
وقالت وسائل إعلام مقربة من السلطات المصرية:”إن السلطات المصرية أغلقت معبر رفح البري خلال إجازة عيد الفطر المبارك إلا أن مصر ستفتح المعبر بدءا من السبت بسبب الظروف الاستثنائية لاستقبال جرحى قطاع غزة من ضحايا العدوان “الإسرائيلي”.
ودشنت 10 أحزاب مصرية حملة توقيعات إلكترونية دعماً للشعب الفلسطيني، على بيان لها طالب بإلغاء كافة اتفاقيات السلام والتطبيع مع الكيان الصهيوني، وتقديم الدعم اللازم لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وكسر الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر بشكل دائم.
ومن بين الهيئات التي دشنت الحملة:” حزب الكرامة- حزب السلام الديمقراطي – حزب الوفاق القومى الناصرى – حزب الدستور – حزب العيش والحرية –– الحركة الشعبية المصرية لمقاومة الصهيونية – مصريات مع التغيير – الجبهة الوطنية لنساء مصر – حزب المحافظين”.
وفي السياق نفسه، استمر دعم المصريين للشعب الفلسطيني إلكترونياً بالتزامن مع الاحتفال بحلول عيد الفطر المبارك، وتصدرت 3 وسوم تدعم فلسطين ترند “تويتر” في مصر خلال الساعات الأخيرة، وهي :” “رسالة من قلبى لفلسطين”، و”فلسطين تنتفض”، و”القدس أقرب”.
وكان لافتاً خلال الساعات الأخيرة نشر مفتي الديار المصرية السابق والمقرب من مؤسسات الدولة المصرية د. على جمعة تغريدة له على موقع تويتر أعلن فيها تضامنه مع الشعب الفلسطيني وحرصه على تحرير فلسطين.
وكتب د. جمعة:” القدس عاصمة فلسطين الأبدية” تعليقاً على فيديو لخطبة له، يدعو فيها لتحرير القدس.
وكان “حزب مستقبل وطن” المحسوب على مؤسسات الدولة وله الأغلبية البرلمانية أعلن مع بدء الأحداث في الأراضي المحتلة رفضه الكامل للممارسات العنصرية التي تمارسها سلطات الاحتلال في فلسطين المحتلة.
وأعرب الحزب، في بيان رسمي، عن إدانته واستنكاره لكافة محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي الموجهة للشعب الفلسطيني في حى الشيخ جراح وكافة أراضي القدس المحتلة.
وطالب الحزب المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته نحو حماية الشعب الفلسطيني من الانتهاكات غير القانونية التي تستهدف حقوقه، مؤكداً أن قضية فلسطين مسئولية عالمية وأن القدس بما فيها من مقدسات حق أصيل للشعب الفلسطيني.