أورد تقرير بصحيفة نيويورك تايمز (New York Times) أن قول حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إنها تدافع عن القدس، جعل من الصعب على الدول العربية عدم إدانة “إسرائيل”، لكن هذه الإدانة ظلت في إطار الخطاب فقط.
وأضاف أن العالم العربي موحد في إدانة الغارات الجوية “الإسرائيلية” على غزة والطريقة التي اجتاحت بها الشرطة “الإسرائيلية” المسجد الأقصى في القدس؛ فقد تحدثت الحكومات، واندلعت الاحتجاجات، واشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي.
وجاء في التقرير أن الإدانات العربية بشكل عام هي مجرد أقوال على الأقل حتى الآن. فقد تغيرت مخاوف المنطقة منذ التوغل “الإسرائيلي” الكبير الأخير في غزة في عام 2014، مع مخاوف جديدة بشأن النفوذ الإيراني، وقلق جديد بشأن الاضطرابات الشعبية في الدول العربية، والاعتراف المتزايد بواقع “إسرائيل” في العالم العربي.
حتى التي طبّعت
وذكر التقرير أنه حتى تلك الدول التي قامت بتطبيع العلاقات مع “إسرائيل” العام الماضي -مثل الإمارات والبحرين والسودان والمغرب- انتقدت بعضها علانية السياسات “الإسرائيلية”، ودعت إلى دعم الفلسطينيين والدفاع عن القدس، لأن تصعيد العنف شكل ضغطا كبيرا عليها، وهي التي كانت تجادل بأن علاقتها الوثيقة مع “إسرائيل” ستساعد في كبح الإجراءات “الإسرائيلية” التي تستهدف الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن الباحثة في سياسات الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي بواشنطن هـ. هيلير قولها إنها لم تر أي دولة عربية لم تعرب عن دعمها للفلسطينيين على المستوى الخطابي، وسيكون من الصعب عليهم قول أي شيء بخلاف ذلك “لكن ما يفعلونه مختلف تماما“.
وأشارت إلى أن الحكومة المصرية، التي تعتبر حماس فرعا من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وتشكل خطرا على المنطقة، ظلت حذرة من المشاعر العامة.
ونسبت الصحيفة إلى أوفير وينتر المتخصص في الشؤون المصرية والعالم العربي في معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب القول بأن خطبة الجمعة في جامع الأزهر في القاهرة، وهو أحد أكثر المؤسسات الدينية العربية نفوذا، انتقدت بشكل غير عادي جبن القادة العرب في الدفاع عن القدس، وهي خطبة لا بد أن تحظى بموافقة الحكومة.
ويرى محللون، وفقا للتقرير، أن المواجهة بالنسبة للدول العربية التي اعترفت بـ”إسرائيل” مؤخرا تشكل إحراجا ومعضلة لأنها تختبر تأثيرها على “إسرائيل”.
خوف من لاعبين أكثر راديكالية
ويشير التقرير إلى أن الحكومة المصرية تشعر بالقلق، كما هو الحال بالنسبة للكثيرين في “إسرائيل”، من أن تدمير حماس قد يفتح الباب أمام لاعبين أكثر راديكالية في غزة.
وقال إن مصر والأردن اللتين تربطهما علاقات دبلوماسية مع “إسرائيل” منذ فترة طويلة، منخرطتان بعمق في محاولة تهدئة الصراع، لكن يجب أن يحذرا أيضا من الغضب العام، والذي لن يتفاقم إلا إذا شنت “إسرائيل” حربا برية واسعة النطاق ضد حماس في غزة.
وأشار التقرير إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أرسل مسؤولين أمنيين لمحاولة التوسط بين “إسرائيل” وحماس، لكنه لم يقل الكثير عن الأحداث الجارية. أما وزير خارجيته سامح شكري، فقد قال لزملائه العرب في اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية إن الطريقة التي ينوي بها العرب رسميا وشعبيا متابعة ما يجري في القدس هي أعظم رسالة تؤكد أن فلسطين كانت وستظل دائما القضية العربية المركزية.
حماس ضربت على وتر حساس
وقال مدير برنامج فلسطين في معهد الشرق الأوسط خالد الجندي إن “رسالة حماس الصاخبة بأنها تطلق النار على إسرائيل دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى ضربت على وتر حساس”، مضيفا أن غزة شيء، لكن القدس مهمة لجامعة الدول العربية وأصحاب المصلحة الواضحين، وخاصة الأوصياء على الأماكن المقدسة في الإسلام.
وقالت محامية حقوق الإنسان والزميلة الزائرة في كارنيجي زها حسن إن مداهمات الشرطة “الإسرائيلية” العنيفة للمسجد الأقصى في أقدس ليلة في رمضان في أحد أقدس المواقع الإسلامية أجبرت الإمارات والبحرين على الإدانة اللفظية.
وقال وينتر هذه المرة الصراع ليس فقط حول غزة، ولكن حول القدس والأقصى، والمسلمون ملتزمون بالدفاع عنهما، مضيفا أن حماس قامت بعمل جيد في إستراتيجيتها الخاصة بالرسائل، ويجب على الدول العربية التعامل مع ذلك.