الصيام ركن من أركان الإسلام لا شك.. ” كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ” نعم.. أعني صيام رمضان، وهناك صيام النوافل؛ ومن هذه النوافل الأيام الست من شوال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَن صامَ رَمَضانَ ثُمَّ أتْبَعَهُ سِتًّا مِن شَوَّالٍ، كانَ كَصِيامِ الدَّهْرِ”
(صحيح مسلم).
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في هذه الرواية: ” إنما كان كصيام الدهر – شوال – لأنه الحسنة بعشرة أمثالها؛ فرمضان بعشرة أشهر، والستة من شوال بشهرين”.
نعم أيها القارئ الكريم.. هذا من منطلق فهم الحسنة بعشرة أمثالها، فيكون مقابل ” ٣٦ ” يوماً يعادل ” ٣٦٠ ” يوماً بقياس الحسنة بعشرة أمثالها.
صيام الست من شوال هو من صيام النوافل لا شك، وصيامها فيه الخيار ستة أيام متوالية أو متفرقة، وبدون أدنى شك صيام الأول من شوال لا يجوز شرعاً فهو أول أيام العيد؛ وصيام العيد محرم سواء عيد الفطر أو عيد الأضحى، فالعيد يوم الجائزة، يوم الأكل والشراب.
الصوم أيها القارئ الكريم؛ من الأعمال الجليلة، والتي تكون سببا في تكفير الذنوب؛ وكما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبيناً ذلك ” الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ”(صحيح مسلم).
نعم.. هذا بالنسبة للفرض الركن رمضان نسأل الله أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام والدعاء وصالح الأعمال.
والنوافل لها ما لها من الأمور الجليلة التي لها مردود طيب على العبد المسلم الصائم، ويكفي الصائم أنه لا يرد دعاءه كما قال صلى الله عليه وسلم: ” ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ وَعِزَّتِي لأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ” (صحيح الترمذي)، وهنا الصوم مطلق الفرض أو النوافل معنيان في هذا الحديث.
وفي رواية أخرى قرن صلى الله عليه وسلم أجر الصيام بأجر قراءة القرآن بقوله صلى الله عليه وسلم: ” الصيام والقرآن يشفعان للعبد يقول الصيام: أي ربي إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، فيشفعان “، وأيضاً هنا العبارة واللفظة مطلقة في الصيام كما هي مطلقة في قراءة القرآن العظيم ودراسته.
لقد تحدث العلماء في فوائد الصيام بعد رمضان، قال بعض العلماء الصيام في شعبان وشوال مثل صلوات النوافل قبل وبعد صلاة الفرض.
وقال بعضهم؛ إن العيد هو يوم الجائزة؛ فرمضان مقابل صيامه جائزة يأخذها مأجور يوم العيد، والعبد يصوم شوال شكراً وحمداً لهذه النعمة التي أكرم الله تعالى بها عبده، فهي حمد وشكر – ست شوال – على النعم؛ صيام وقيام فرض، وقبول وأجر من رب عظيم، مقابله حمد وشكر من عبد يحمد ربه ويشكره. ومن أجمل ما قيل فيها ما قاله ابن القيم يرحمه الله تعالى في صيام الست من شوال: ” سر لطيف، وهو أنها تجري مجرى الجبران لرمضان، وتقضي ما وقع فيه من التقصير في الصوم فتجري مجرى سنة الصلاة بعدها ومجرى سجدتي السهو.
نعم أيها القارئ الكريم؛ فلنحرص عليها ففيها الخير الكثير دنيا وآخرة.
ـــــــــــــــــ
إعلامي كويتي.