في ذكرى النكبة الفلسطينية التي توافق 15 مايو، ومع استمرار العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة، واصلت العديد من النقابات المهنية المصرية إعلان التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني والمطالبة بتصعيد الموقف الرسمي المصري، بالتزامن مع استمرار مؤسسة الأزهر الشريف في مسار دعمها للقضية، حيث تم تشكيل لجنة تقصى حقائق وملاحقة قانونية دولية وحملة نقابية لجمع تبرعات مادية مع استقبال الجرحى، كما لم تتوقف وزارة الخارجية المصرية عن مساعيها لوقف العدوان الصهيوني.
حملة تبرعات وعلاج
ودشنت نقابة أطباء مصر حملة تبرعات أمس السبت لصالح دعم الشعب الفلسطيني.
وقالت النقابة في بيان مقتضب على الصفحة الرسمية للنقابة:” دعماً لإخواننا في فلسطين تستقبل لجنة مصر العطاء بالنقابة التبرعات من جميع المواطنين في كل المحافظات”.
وأعلنت النقابة عن فتح باب التطوع للأطباء لعلاج المصابين الفلسطينيين وعمل قوافل دعم بالمستلزمات الطبية والأدوية من خلال لجنة “مصر العطاء”.
وأفادت سفارة دولة فلسطين بمصر اليوم بوصول عشر سيارات إسعاف مصرية لنقل جرحى العدوان الصهيوني الغاشم لعلاجهم في المستشفيات المصرية، حيث خصصت مصر ثلاث مستشفيات مصرية لاستقبالهم وعلاجهم وهي العريش وبئر العبد والإسماعيلية.
كما شكلت السفارة وفق بيان وصل مراسل “المجتمع” نسخة منه لجنة استقبال ومتابعة في معبر رفح والمستشفيات المتخصصة للجرحى لمرافقتهم ومتابعة شؤونهم حتى الاستشفاء والعودة إلى الوطن.
تحركات قانونية
وفي سياق متصل أصدرت لجنة الحريات بنقابة المحامين العامة بمصر بياناً تضامنياً مساء السبت مع الشعب الفلسطيني حمل توقيعات عدد من أعضائها البارزين، بالتزامن مع تشكيل نقابة المحامين بالقاهرة الجديدة لجنة تقصي حقائق لاتخاذ إجراءات قانونية تجاه العدوان الصهيوني.
ووصفت لجنة الحريات بنقابة محامي مصر جرائم الاحتلال الصهيوني “من اعتداءات على الشعب الفلسطيني وأرضه وبنيته العمرانية والاقتصادية” بأنها ” جرائم حرب وأعمال إرهابية توجب إحالتها للمحكمة الجنائية الدولية ومحاكمة شخوصها من قيادات المحتل الصهيوني بارتكاب جرائم حرب وإرهاب”.
وأدانت اللجنة الموقف الأوروبي والأمريكي الداعم للمحتل الصهيوني، فيما ثمنت موقف الحكومة المصرية، وطالبت بضرورة استدعاء السفير المصري والوفد المرافق له من تل أبيب، وتجميد ملفات التعاون مع المحتل الصهيوني ووقف كل أشكال التطبيع من الدول العربية مع المحتل الصهيوني للأراضي الفلسطينية، وفتح المعابر والحدود لوصول المساعدات الإنسانية والإسعافات المقدمة من الشعب المصري الشقيق للشعب الفلسطيني الشقيق.
ودعت اللجنة اتحاد المحامين العرب لانعقاد طارئ بمقر الاتحاد بمصر للوقوف على كيفية إعداد ملف كامل بجرائم المحتل الصهيوني على الشعب الفلسطيني وكيفية توثيق هذه الجرائم باعتبارها جرائم حرب تمهيداً للمطالبة بعرضها على المحكمة الجنائية الدولية وإدانة وفضح المواقف الأوروبية والأمريكية الداعمة للصهاينة على أرض فلسطين.
وأصدرت نقابة محامي القاهرة الجديدة قرارا بتشكيل لجنة لتوثيق جرائم الصهاينة في فلسطين واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال ذلك، وذلك بحسب ما أوضح المحامي الحقوقي محسن بهنسي.
وأعلنت نقابة محامي جنوب القاهرة في بيان السبت اطلع عليه مراسل “المجتمع” إدانتها كافة الجرائم الصهيونية، مؤكدة توزيعها رسالة نقابية منها إلى كافة سفارات دول العالم بالقاهرة لنقل رفض المصريين لما يحدث من جيش الاحتلال ضد الفلسطينيين.
اتصالات رسمية
رسمياً، واصلت وزارة الخارجية المصرية إدارة الدفة الرسمية المعلنة، حيث أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً السبت برئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، تناولا فيه “تطورات الوضع الإقليمي في الأراضي الفلسطينية والجهود التي تبذلها مصر لإنهائها” بحسب بيان رسمي اطلع عليه مراسل “المجتمع”، بجانب تطورات الوضع المتأزم في لبنان.
كما تباحث وزير الخارجية المصري اليوم كذلك خلال اتصال هاتفي، مع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان حول التطورات المتسارعة للأوضاع في الأراضي الفلسطينية وما يشهده قطاع غزة من تصعيد، وذلك في إطار التنسيق بين الوزيريّن حول جهود التعامل مع الوضع للحيلولة دون انزلاق الأمور نحو المزيد من التصعيد والتوتر.
وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، في بيان رسمي:” الاتصال شهد تبادلاً للرؤى بين الوزيرين حول كيفية العمل على سرعة معالجة الأمر لاستعادة الهدوء، وإنهاء التصعيد العسكري على قطاع غزة، ومنع تدهور الأوضاع إلى مواجهة شاملة سيكون لها تداعيات وخيمة على مُجمل السلم الإقليمي”.
تنديد بالنكبة
وبمناسبة الذكرى الثالثة والسبعون للنكبة قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في بيان أمس السبت وصل “المجتمع” نسخة منه:” تحلّ اليوم ذكرى النكبة على فلسطين الغالية، والشعب الفلسطيني كما عهدناه مناضلاً مواجهًا باذلاً الغالي والنفيس لنيل كرامته وصدّ عدوٍ محتلٍ همجي، لم تعرف له البشرية مثيلاً من قبل”.
وأضاف المرصد الذي يتبع مشيخة الأزهر الشريف أن ” العدو يمارس منذ وطئت أقدامه أرض دولة فلسطين الطاهرة أسوأ أنواع الاستغلال والسيطرة على مقدرات الشعب الفلسطيني ومقدساته، والشعب الفلسطيني منذ هذه اللحظة وهو يواجه ويصدّ هذا العدوان ويقدّم التضحيات تلو الأخرى دفاعًا عن أرضه وكرامته”.
وثمن المرصد وحدة الصف الفلسطيني قائلاً:” ما يحدث الآن يبرهن على أن العدو المحتل بكل ما صنع وما اتخذ من أساليب عنصرية على مدار عقود لم يستطع أن يفرّق بين أبناء الشعب الفلسطيني الباسل؛ إذ عند أول نداء ضد القمع والبطش الصهيوني تداعى الجميع في كل مكان ليقفوا صفًا كالبنيان المرصوص في وجه العدوان والطغيان.. تحية إجلال لأبناء هذا الشعب المناضل، وعلى أيديكم سيأتي النصر بإذن الله على العدو المحتل”.
وقالت سفارة دولة فلسطين بالقاهرة في بيان رسمي وصل “المجتمع”: “اليوم، يستكمل الشعب الفلسطيني ما بدأه أسلافه من مقاومة المحتل والتشبث بالأرض والذود عن الحقوق غير القابلة للتصرف، اليوم يقف الفلسطينيون في القدس، درة التاج العاصمة الأبدية لدولة فلسطين، وفي الضفة وغزة والداخل والشتات لصون الهوية الوطنية الفلسطينية العصيّة على الكسر أو التطويع بالرغم من كل محاولات وإمكانات المحتل وداعميه من الدول العظمى.
وأضافت أن ” الشعب الفلسطيني سيبقى حيًا صامدًا متشبثًا بحقوقه غير القابلة للتصرف، وستبقى فلسطين لشعبها غريبة على المحتل، وسيستمر نضال الفلسطينيين وكل الأحرار في العالم حتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الأبيّة”.