شهدت مصر في الفترة الأخيرة حوادث مروعة صدمت الرأي العام بالبلاد، كانت السمة المشتركة فيها غدر الأصدقاء ببعضهم بعضاً وخطفاً للأطفال على خلفية طلب الأموال والفديات، وسط دهشة من المراقبين لما يحدث في بلد الأزهر الشريف، حيث ساد المثل الشعبي الشهير” الفلوس غيّرت النفوس”!
ابحث عن الفلوس
وبعد 11 يوماً من اختفائه، كشفت التحريات الأمنية بمصر عن مقتل مهندس بمحافظة الدقهلية شمال العاصمة يدعى أحمد عاطف على يد صديق عمره في نهر النيل.
وتصدرت الجريمة محركات البحث بمصر في الساعات الأخيرة، خاصة بعد ظهور الجثة متحللة أسفل أحد الكباري الشهيرة بمدينة المنصورة.
وأثبتت التحريات أن وراء جريمة القتل صديق المجني عليه، حيث استدرجه إلى موقع الحادث، وألقى به في مياه النيل لتختفي جثته حتى العثور عليها.
“الأموال” كانت كلمة السر في الغدر، حيث أكدت التحريات، وفق وسائل إعلام محلية، أن المجني عليه وقاتله كانت تجمعهما صداقة وشراكة تجارية على تعاملات مالية تقترب من المليون جنيه مصري.
الصديق أمعن في تضليل أهل القتيل، حيث نفى علمه بمكانه بعدما تقاضى المجني عليه جزءاً من أرباحه، رغم تكرار ذويه الاتصال به كونه آخر من قابله الفقيد.
“الجثة تحللت”، معضلة أخرى واجهت أسرة القتيل نتيجة إمعان القاتل في التضليل، ولكن النيابة العامة أجرت تحاليل البصمة الوراثية لكل من والد القتيل ووالدته، ومضاهاتها بالبصمة الوراثية للجثة التي جرى العثور عليها للتأكد من أن الجثة التي تم العثور عليها كانت لابنهما الراحل.
وفي مدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة شمال البلاد، ما زالت أصداء مقتل نجلاء نعمة الله الشهيرة بـ”فتاة المول” التي قضت نحبها قبل أسابيع، وأعادتها للمشهد الجريمة المعروفة بـ”مقتل مهندس الدقهلية”.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة بمصر أن الضحية تعرضت لغدر من صديقتها مرتين قبل قتلها، حيث نجت من العصير المسموم الذي قدمته لها صديقتها “نورهان” داخل عيادة لطبيب عيون كانت تعمل فيها، لكن المجني عليها رفضت تناوله، فاستعانت صديقتها بشريكين لقتلها، وشاركت في ضربها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وفق التحقيقات.
واعترفت المتهمة “نورهان” بـ”أن الغيرة والطمع وحب الأموال أعموا عينيها، ودفعها شيطانها إلى التخطيط لقتل صديقة عمرها”.
كما أحالت النيابة العامة بمحافظة السويس (شرق البلاد) مؤخراً بائعاً يدعى “محفوظ سيد” لمحاكمة عاجلة أمام محكمة الجنايات، لاتهامه بقتل صديقه داخل السوق، بسبب خلافات مالية بينهما.
كما أحالت النيابة العامة بمحافظة الفيوم، مؤخراً، أيضاً عاطلاً هشم رأس صديقه إلى المحاكمة الجنائية.
وكشفت التحريات أن العاطل ذهب مع القتيل إلى السوق وشاهده وهو يبيع مواشيَ ويجني أرباحها، فقرر سرقته وتسلل إلى المزرعة وهشّم رأس صديقه بحجر ثم استقل الدراجة البخارية الخاصة بالقتيل واستأجر سيارة وسرق الماشية وباعها في إحدى الأسواق باليوم التالي، زاعماً مروره بأزمة مالية وحاجته إلى النقود.
فدية للأطفال
وتصدرت واقعتا خطف طفلي المحلة بمحافظة الغربية (شمال البلاد)، وساحل سليم بمحافظة أسيوط (جنوب البلاد)، الرأي العام في الفترة الأخيرة بمصر، غير أن وزارة الداخلية المصرية تصدت سريعاً للخاطفين وقامت بتحرير الطفلين.
وهزت مشاهد اختطاف الطفل زياد البحيري، نهاية الشهر الماضي، مشاعر المصريين، لكن السلطات الأمنية بمحافظة الغربية أعادته بعد 24 ساعة سالماً، وكان السبب طلب فدية مالية قدرها مليونا جنيه من أهله مقابل تسليمه.
واختطف الطفل زياد من أمام محل خاص بأسرته، من قبل ملثمين اقتادوه إكراها إلى سيارة فروا بها، بينما تعرضت والدته للسحل أثناء محاولتها تحريره، في واقعة وثقتها كاميرات مراقبة، وانتشرت في منصات التواصل الاجتماعي بمصر.
“المال” كذلك كان كلمة السر في واقع اختطاف الطفل أمير نادي، البالغ من العمر 6 سنوات، من أمام منزله الكائن بساحل سليم بمديرية أمن أسيوط مؤخراً.
وتوصلت التحريات إلى أن المتهمين قاموا بتحديد الطفل المختطف، وتنفيذ مخططهم الإجرامي وبحوزتهم أسلحة نارية والهرب لداخل الزراعات بدائرة المركز، والاتصال بأهليته لطلب مبلغ مالي كفدية نظير إطلاق سراحه.
وعقب تقنين الإجراءات استهدفت الأجهزة الأمنية المجرمين، وتم تحرير الطفل المختطف سالماً، واتخاذ الإجراءات القانونية.
وكشف تقرير رسمي أصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، للفترة من 2019-2020، أن معدلات الفقر في مصر على مدار 21 عاماً منذ عام 1999 حتى 2020 استمرت في الارتفاع التدريجي.
وبلغت معدلات الفقر في بحث عام 2010-2011 نحو 25.2%، وفي بحث عام 2012-2013 ارتفعت إلى 26.3%، أما في بحث عام 2015 سجلت معدلات الفقر 27.8%، وواصلت الارتفاع في بحث عام 2017-2018 حيث بلغت 32.5 %، لكن في بحث عام 2019-2020 تراجعت قليلاً، حيث سجلت معدلات الفقر 29.7%.