رأى خبراء ومراقبون أن المناورات العسكرية التي أطلقتها، اليوم، “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة، تحت اسم “درع القدس”، تحمل رسائل سياسية وعسكرية مهمة، على رأسها القدس وتحرير الأسرى وفك الحصار عن غزة.
وانطلقت، صباح اليوم الأربعاء، مناورات “درع القدس” التي أعلنت عنها “القسام” في قطاع غزة، بهدف “رفع الجهوزية القتالية ومحاكاة سيناريوهات مختلفة”، بحسب بلاغ عسكري.
تكتيكات جديدة
وقال المختص في الشؤون الأمنية والسياسية إسلام شهوان لـ”قدس برس”: إن مناورات “درع القدس” التي تنفذها “كتائب القسام” تحمل في طياتها دلالات كثيرة، أهمها: الحضور الميداني الدائم لـ”كتائب القسام”، ومواكبتها لتراكم القوة الصاروخية والاستخبارية.
وكشف شهوان عن معلومات لديه بأن مناورات “درع القدس” ستشهد متغيرات كثيرة ومهمة، تختلف عن المناورات السابقة التي كانت قبل عام تحت عنوان “الركن الشديد”، مبيناً أن ذلك التكتيك الجديد يهدف إلى “التحكم والسيطرة وتضليل العدو، واقتحام أرض العدو”.
وأضاف: كما سيتخلل هذه المناورات العمليات الخاطفة، والدخول اللاسلكي عبر إشارات موجهة تحاكي عمليات خطف وأسر الجنود، وذلك في رسالة واضحة للاحتلال أننا لن نترك أسرانا فريسة لك، وأن ما في أيدينا من أسرى غير كاف لتبييض السجون.
وشدد شهوان أن كل هذا يؤكد أن “كتائب القسام” ترفع من قدرات مقاتليها ليكونوا جاهزين لكافة السيناريوهات المتعلقة بأسر جنود “إسرائيليين” في أي جولة من جولات القتال المقبلة أو أي عملية خاطفة.
واعتبر أن هذه المناورات دليل على الجهوزية الدائمة وتحمل في طياتها رسائل للاحتلال أن القدس خط أحمر، ولن يترك القدس وأهله للاستفراد من قبل العدو، فـ”كتائب القسام” ستلجم هذا العدو، وفق قوله.
اهتمام “إسرائيلي”
من جهته، أكد المختص في الشأن “الإسرائيلي” أيمن الرفاتي أن دولة الاحتلال مهتمة جدًا بمتابعة مناورات “درع القدس”.
وأكد الرفاتي لـ”قدس برس” أن الاحتلال يرصد هذه المناورات بشكل جيد وكل ما يخرج عنها ميدانيًا وسياسيًا، ولا سيما أنها تحمل اسم “درع القدس”.
وقال: لاحظنا كيف يتابع الاحتلال باهتمام الصواريخ التجريبية التي تطلقها المقاومة بين الفينة والأخرى تجاه البحر للوقوف على جاهزية مقاتليها ومدى صواريخها ليعرف مدى هذه الصواريخ وقوتها، واليوم يزيد الاهتمام بهذه المناورات.
وأضاف: اسم “درع القدس” يحمل دلالات تتعلق بإستراتيجية حركة “حماس” الحالية والمستقبلية بعد المعركة الأخيرة “سيف القدس”، خاصة فيما يتعلق بمدينة القدس المحتلة ورغبتها المراكمة على هذه القيمة الوطنية الجامعة لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وأيضاً ضمن أهدافها بتصويب المسار الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ضمن برنامج المقاومة الذي تقوده الحركة.
جهوزية المقاومة
وأكد أن مناورات “درع القدس” “ترسل رسائل ميدانية بقوتها العسكرية التي لم تتأثر خلال معركة “سيف القدس” الأخيرة، واستعدادها للعودة لهذا الخيار في أي وقت تتعثر فيه المباحثات السياسية الجارية على الأرض.
وقال الرفاتي: تحمل مناورات “درع القدس” في هذا التوقيت رسالة للعدو باستعدادات المقاومة لمواجهة أي غدر أو استخدام لأدوات سابقة في التعامل مع قطاع غزة.
وأضاف: هذه المناورات هي للتأكيد على أن قضية القدس تتصدر أولويات “كتائب القسام” التي خاضت معركة كبيرة من أجلها قبل 6 أشهر، حينما لقنت العدو درسًا لن ينساه في معركة “سيف القدس” الأخيرة، لتقول: إن سيف القدس لن يغمد.
رسائل “القسام”
ومن جهته، قال الناطق باسم حركة “حماس” عن مدينة القدس محمد حمادة: إن مناورة “درع القدس” هي امتداد لجهاد السابقين من أبناء “كتائب الشهيد عز الدين القسام” في القدس والضفة وغزة والشتات.
وأضاف في تصريح مكتوب له: تقدم جحافل الجيش القساميّ -في غزة العزة رغم كل جراحها- في زحف مهيب يبعث على الفخر والطمأنينة والثقة بنصر الله الموعود لشعبنا وقضيتنا، بعد أن كانت بالأمس مجموعات صغيرة رفعت لواء حماية القدس والسعي لتحريرها، وذللت في سبيل هذه الغاية كل النفائس من الأرواح قبل غيرها.
وتابع: تأتي هذه المناورة كدلالة واضحة على تمسك قيادة حركتنا المباركة، وقيادة كتائب العز القسامية بالدفاع عن القدس والأقصى، وأن هتافات الآلاف من جماهير شعبنا ومناشدتهم للقائد محمد الضيف، رئيس أركان المقاومة، قد وقعت موقعها عند أصحاب الوفاء والعزوة والسند، فلم تتأخر الكتائب عن خوض معركة “سيف القدس”.
وشدد الناطق باسم حركة “حماس” على أن معركة “سيف القدس” دشنت مرحلة جديدة في وعي الأمة، بأن هذه الأيادي القابضة على الزناد هي الأمينة على طهر الأقصى، وهي “درع القدس”، ومعبّدة طريق التحرير، حسب قوله.
وكانت آخر مناورة عسكرية أجريت في قطاع غزة قبل قرابة العام بمشاركة معظم الفصائل الفلسطينية وكانت تحت اسم “الركن الشديد”.