نشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا لمراسلها في واشنطن جوليان بورغر قال فيه، إن معتقلا في أحد السجون السرية التابعة للمخابرات الأمريكية تحول إلى أداة لتعليم المحققين الأمريكيين على أساليب التعذيب.
كشفت وثائق رفعت عنها السرية، أن عمار البلوشي، وهو مواطن كويتي اعتقلته باكستان في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب استخدم كأداة تدريب بحيث تم صدمه بالحائط وهو عار تماما مرارا وتكرارا.
وكشفت وثائق رفعت عنها السرية، أن عمار البلوشي، وهو مواطن كويتي اعتقلته باكستان في إطار ما يعرف بالحرب على الإرهاب استخدم كأداة تدريب حيث تم صدمه بالحائط وهو عار تماما مرارا وتكرارا لحين انتهاء المتدربين الذين اصطفوا لأخذ دور في العملية وحصولهم على شهادة، أما السجين فقد خلفت الرطمات المتكررة له تلفا في الدماغ. ووردت تفاصيل تعذيب عمار البلوشي في تقرير أعده المفتش العام لـ “سي آي إيه” عام 2008، وهو جزء من دعوى قضائية قدمها محاموه بهدف الحصول على فحص طبي مستقل له. والبلوشي هو واحد من 5 متهمين أمام المحكمة العسكرية في غوانتانامو اتهموا بلعب دور في هجمات 9/11 ، لكن حالته لم تتعد مرحلة الاستماع لما قبل المحكمة، وهي على هذا الحال منذ 10 أعوام وغارقة في الخلافات حول مناسبة استخدام أدلة انتزعت من المتهمين تحت التعذيب.
وبحسب تقرير المفتش العام، فقد كانت المخابرات الأمريكية واعية بأن عملية نقل المعتقل البلوشي في عام 2003 من سجن سري في باكستان إلى سجن سري في شمال العاصمة الأفغانية، كابول كانت “خارج القانون”، لأنه كان تابعا لاختصاص الإطار القضائي في باكستان، ولم يكن يمثل أي تهديد إرهابي في ذلك الوقت.
وجاء في التقرير أن المحققين في السجن السري الذي كان يعرف بكوبالت وسولت بيت تجاوزوا تعليمات “سي آي إيه” في تعذيب البلوشي واستخدموا أسلوبين بدون موافقة “سي آي إيه”، باستخدم عصا خلف ركبتيه في وضع غير مريح، ويتطلب منه الميل للخلف وهو في وضع ركوع، أما الثاني فغمره بالماء المثلج. وتمت الموافقة على تقنية الحائط من خلال ما عرف باسم “تقنية التحقيق المعززة” والتي أرسلتها “سي آي إيه” إلى مقراتها. ويشمل الأسلوب على ربط كعبي المعتقل بجدار من الخشب الرقائقي أو الفنير “الذي يتميز بالمرونة” وربط رقبة المعتقل بفوطة. ومن ثم “يمسك المحققون بأطراف الفوطة أسفل وتحت وجه المعتقلين ثم يدفعون (البلوش) باتجاه الجدار بدون ترك أطراف الفوطة”. وقال أحد المحققين الذي تم تعريفه بالرمز، إن الهدف من العملية هو “ارتداد” المعتقل عن الحائض. ولاحظ تقرير المفتش أن البلوشي كان عاريا في أثناء عملية التعذيب.
ولم تكن هناك مدة زمنية محددة لجلسة “رطم الجدار” ولكن “الجلسة لم تستمر أكثر من ساعتين في كل مرة” واستمروا في اللعبة لأن البلوشي استخدم كأداة تعليمية. وقال متدرب سابق للمحققين إن “كل الطلاب المتدربين على التحقيق اصطفوا لأخذ دورهم في رطم عمار حتى يعطيهم المدرب شهادة بأنهم يستطيعون استخدام الأسلوب”. وجاء في التقرير “في حالة “رطم الجدار” تحديدا وجد (مكتب المفتش العام) صعوبة في تحديد القصد من الجلسة وإن كانت للحصول على معلومات من عمار أو التأكد من حصول كل المتدربين على علامة نجاح”. وأضاف أن كون اصطفاف المحققين لرطم عمار في الجدار يقترح أن “علامة النجاح” هي الهدف. وقام طبيب أعصاب بفحص البلوشي في عام 2018 وأخذ صورة بالرنين المغناطيسي (أم آر آي) ووجد أن هناك” تلفا متواضعا إلى خطير” في دماغه، بشكل أثر على ذاكرته والاستعادة والتحكم بالتصرفات. وقال الخبير إن “التشوهات التي تم رصدها هي متناسقة من الإصابات الناجمة عن الصدمات التي يتعرض لها الدماغ”. وتوصل تقرير المفتش العام إلى أن معاملة البلوشي لم تؤد إلى معلومات مفيدة. ولاحظ أن المحققين في كوبالت ركزوا على “إذعان” عمار أكثر من قيمة المعلومات التي يقدمها لهم. ووصف مبرر “سي آي إيه” بالسماح لهذا الأسلوب بالغامض والدائري”. وذكر التقرير أن “عمار فبرك المعلومات التي قدمها عندما تعرض لأسلوب التحقيق المعزز” و “اعترف لاحقا لمحققيه/ ومن قدم لهم إيجازات بأنه كان خائفا وكذب لكي يدفع الوكالة وقف الإجراءات. وشرح عمار أيضا أنه كان خائفا من الكذب أو قول الحقيقة لعدم معرفته كيف سيتعاملون معها”. وكان لدى المحققين اقتناع بأن البلوشي كان يعرف أكثر مما يقدمه له، لأنه كان ابن اخت العقل المدبر للعمليات خالد الشيخ محمد. وقضى البلوشي أكثر من 3 أعوام في سجون “سي آي إيه” وتنقل ما بين 6 من السجون السرية قبل نقله عام 2006 إلى سجن غوانتانامو حيث ينتظر المحاكمة. وقالت واحدة من المدافعين عن البلوشي، ألكا بردام “لو لم تخف سي آي إيه نتائجها حول تعذيب عمار لهذه المدة الطويلة و بدون أي نتيجة، فلم تكن الحكومة الأمريكية قادرة على توجيه تهم ضده. ونعرف الآن أن التعذيب الذي مورس ضد عمار أدى إلى تلف دماغي دائم ورضوض وأمراض أخرى لا يمكن علاجها في غوانتانامو”.