عرف الناس شيرين أبو عاقلة على شاشة التلفزيون منذ ربع قرن تقريباً، وهي تختم رسائلها الصحفية من فلسطين المحتلة باسمها متبوعاً باسم مدينة القدس، كانت هادئة السمت رزينة الأداء، سليمة اللغة، تزوّد المشاهد بطبيعة الحدث الذي تنقله دون تهوين أو تهويل، وتنحاز إلى المهنية والاحتراف، وهو ما جعل أداءها مختلفاً عن أداء كثير من النماذج التي تطالعنا في بعض الشاشات الأخرى غير شاشة “الجزيرة”، لم تتقن فن النفاق، أو المديح والهجاء، ولم تتحول إلى مجرد “موديل” أو دمية خاوية من الفكر أو الثقافة، وأيضاً لم تكن مجرد ببغاء يردد ما يسمع أو يقال أو يملي عليه!
شيرين أبو عاقلة ارتبطت بإعلام مهني محترف، يكلف أصحابه غالياً، لأنه نشاز في بيئة لا تقبل الرأي الآخر، ولا تعرض إلا ما يريده أصحابه الذين ينفقون عليه، ولو كان تخريب الأوطان، وتدمير العقول بالأكاذيب والترهات والأضاليل، ولعل هذا ما جعلها تتعرض للاغتيال الهمجي على يد اليهود الغزاة، فأردوها قتيلة دون ذنب اقترفته إلا إبلاغ العالم بوحشيتهم ضد الشعب الفلسطيني الأسير.
الاحتلال المدلّل
شعر الغزاة اليهود المتوحشون دائماً أنهم مدلّلون، وأنهم يجلسون على عرش القوة العالمي، وأن جريمتهم النكراء ستمر مثلما مرت مئات الجرائم دون أن يحاسبهم مسؤول، أو يعاقبهم أحد، أو يجرح شعورهم استنكار أو تنديد من أصحاب الضمير في العالم، هذه الجريمة أخلفت ظنهم، فالضحية تنتمي إلى قناة إعلامية واسعة الانتشار، وتملك المهنية الاحترافية التي قدمت تفاصيل الاغتيال المجرم بوعي واهتمام، ففوجئ القتلة الغزاة بالعالم يندد بجريمتهم النكراء، ويستنكر سلوكهم الهمجي الذي لم يتوقف على القتل بل تعداه إلى الهجوم بالضرب الوحشي والقنابل الصوتية على المشاركين في جنازة الراحلة بصورة غير مسبوقة، لدرجة أن التابوت الذي يحمل الجثمان كاد أن يسقط من بين أيدي من يحملونه!
لقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في 11 مايو 2022، عن إصابة شيرين أبو عاقلة في أثناء تغطيتها لاقتحام جيش الاحتلال لمخيم جنين بطلق ناري في الرأس، وأن وضعها حرج للغاية، ثم أصدرت بعد دقائق بياناً لاحقاً تضمن وفاتها بمستشفى ابن سينا التخصصي بمدينة جنين متأثرة بإصابات خطيرة في الرأس.
وأعلنَ مدير دائرة الطب العدلي في جامعة النجاح الوطنية “ريان العلي” الانتهاء من المرحلة الأولى من تشريح جثمان أبو عاقلة، حيث أكَّد أنه لا يُوجد أيُّ دليلٍ على أنَّ إطلاق النار كان من مسافة تقلًّ عن متر، وأضافَ أنه تمَّ التحفظ على مقذوفٍ مشوه حتى تتمَّ دراسته مخبريًا، وأكَّد مدير معهد الطب العدلي في نابلس أنَّ الرصاصة التي أصابت شيرين أبو عاقلة كانت قاتلة وبشكلٍ مباشر في الرأس!
هجوم على الجنازة
وزيادة في الإجرام، اقتحمت شرطة الاحتلال بُعيد ساعات من الاغتيال منزل الضحية في القدس ثمَّ قامت بفضِّ التجمّع في محيطه واعتدت بالضربِ على المتضامنين.
عرف الفلسطينيون أن مراسم تشييعها ستتم، يوم 12 مايو 2022م، انطلاقًا من مقر الرئاسة الفلسطينية في مدينة البيرة، إلى مقابر الروم الكاثوليك في جبل صهيون بالقدس المحتلة، فاحتشدوا بالآلاف لتشييعها، وفي أثناء الجنازة لم يتوقف إجرام الاحتلال فهاجم الجنازة بوحشية كما سبقت الإشارة، واستخدم جنوده القتلة الهراوات الغليظة وألقت عناصر من الخيالة الصهيونية قنابل صوتية في الحشد، واتهمت شرطة الاحتلال فلسطينيين برشق عناصرها بالحجارة، لأنهم رفعوا الأعلام الفلسطينية، وأخلّوا بالنظام والأمن! وقال الصليب الأحمر في القدس: إن 33 شخصاً أصيبوا في أعمال العنف(؟) التي شهدتها جنازة أبو عاقلة، فيما كان هناك ستة اعتقالات.
حرمة الموتى
لقد استنكر العالم جريمة الاغتيال، وجريمة الهجوم على المشيعين، وأدان بعضهم قوات الاحتلال بصراحة ووضوح، وجاءت إدانة الأزهر التي نشرها مرصده لمكافحة التطرف قوية وصريحة، وعد الهجوم على الجنازة انتهاكاً لحرمة الموتى، كما طالب بفتح تحقيق وإجراء عادل في حادث اغتيال البطلة الراحلة شيرين أبو عاقلة، وما تعرضت له جنازتها من قلة مروءة وتجرد كامل من أسمى معاني الرحمة والإنسانية، كما شدد مرصد الأزهر على أن هذه الأعمال الإرهابيَّة والاستفزازيَّة، تكشف الوجهَ الحقيقيَّ لهذا الكيان المغتصب لحقوق الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي بمحاسبته على جرائمه في حق الفلسطينيين والإنسانية.
وتقدم مرصد الأزهر بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الشعب الفلسطيني الحر وإلى أسرة الصحفية البطلة الراحلة، وإلى كل إنسانٍ دافع عن قضايا بلاده المشروعة والعادلة، داعيًا المولى عز وجل أن ينصر فلسطين، وأن يأذن لأسوأ احتلال عرفه التاريخ أن يزول، وإلى هذا الأجل؛ يدعو مرصد الأزهر إلى إحياء القضية الفلسطينية في نفوس وعقول النشء والشباب العربي، وأن يلتفَّ الجميع حول مساندة الشعب الفلسطيني والتعريف بجرائم الكيان الصهيوني، وعدم الالتفات إلى دعوات التفريق التي يروجها البعض بشكل متعمد أو غير متعمد.
شعور بالصدمة
وقال البيت الأبيض: إن صور الشرطة “الإسرائيلية” وهي تهاجم فلسطينيين يحملون نعش شيرين أبو عاقلة مقلقة للغاية، وإنه لا يمكنهم تبرير هذه الأفعال، وفي مؤتمر صحفي، قالت السكرتيرة الصحفية للرئيس بايدن، جين بساكي: إن العنف شوّه ما كان ينبغي أن يكون حدثاً سلمياً.
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن شعوره بالصدمة لاستخدام “القوة غير المبررة” في وجه المشيعين، وقال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق: إن المشاهد كانت صادمة جداً.
من ناحية أخرى، أدانت وزارة الخارجية المصرية الاعتداءات التي تعرضت لها الجنازة، حيث وصف المتحدث باسم الوزارة أحمد حافظ، في بيان، مثل هذه الاعتداءات بـ”غير المقبولة أو المبررة”، مضيفاً أنها تمثل انتهاكاً لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة الموتى.
والمفارقة أن الشرطة الصهيونية التي لا تخجل ذكرت في بيان لها أنها تحدثت مع عائلة أبو عاقلة من أجل السماح “بموكب جنائزي محترم”! وبثت شريط فيديو يظهر أحد أفرادها يتحدث إلى الحشود في مكبر للصوت، قائلاً: “إذا لم تتوقفوا عن هذه الهتافات (الفلسطينية) والأغاني الوطنية سنلجأ إلى القوة لتفريقكم، ولن تجري مراسم الدفن”.
وأيدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة دعوات لإجراء تحقيق كامل في مقتل أبو عاقلة، يوم الأربعاء.
جريمة متعمدة
وأكدت النيابة العامة التابعة للسلطة الفلسطينية استمرار إجراءات التحقيق في قتل أبو عاقلة، وخلصت التحقيقات الأولية إلى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الحادثة كان من قوات الاحتلال لحظة إصابة الصحفية، كما أشارت التحقيقات إلى تعمد القوات الصهيونية “ارتكاب جريمتهم”، وتبين من خلال إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين، ناتجةً عن إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة، وكانت شيرين أبو عاقلة ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية، كما وجد التحقيق أن إطلاق النار تجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والمواطنين.
وأكدت النيابة العامة أن نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة.
مقاتلون متوحشون
لم يصدق أحد الأكاذيب اليهودية التي ألقت بالجريمة على المقاتلين الفلسطينيين، كما تسميهم، ولم يكن هناك مقاتلون فلسطينيون، بل كان هناك على مسافة خمسين ومائة متر، مقاتلون متوحشون من جيش الاحتلال في وقت خلا من وجود فلسطينيين باستثناء زملاء الضحية وبعض المواطنين الفلسطينيين الذين كانوا على بعد ملحوظ، ومنعهم الرصاص اليهودي من نجدتها وإسعافها بعد أن تنبهوا على صوت الرصاص الذي اخترق رأسها من تحت الخوذة ففتت الجمجمة، كانوا يعلمون أنها صحفية ترتدي لباس الصحفيين وعليه العلامة التي تشير إلى الصحافة، ولكنهم واصلوا التصويب والقصف ليقتلوا زملاءها أيضاً، وقد أصيب بعضهم إصابات خطيرة، لقد اغتيلت شيرين بدم بارد، على يد قناص محترف في قوات الاحتلال!
لقد ضيق أصحاب الضمير الخناق على جيش الاحتلال الهمجي بكشف أكاذيبه، فاضطر للتراجع على طريقة النزول من فوق الشجرة، فقال إنها كانت في مجال صراع بالرصاص بين الغزاة وأصحاب الأرض، ولم يكن هناك فلسطينيون أصلاً، وتراجع خطوة أخرى فقال: إن هناك احتمالاً أن تكون الطلقة التي قتلت الضحية من جندي تصرف دون أمر قيادته، وأخيراً قالوا: إن الجيش يحقق في الأمر، ويحتاج الرصاصة التي اخترقت مخ الضحية للتأكد أنها مما يستخدمه جنود الاحتلال، ويدعو السلطة الفلسطينية للمشاركة في التحقيقات!
شهادة الشهود والصور التلفزيونية الحية تؤكد أن القناص من جيش الاحتلال! ومع ذلك ظهر بعض الصهاينة على قنوات عربية ينكرون الشمس الساطعة، ويرددون بصفاقة عجيبة الأسطوانة المشروخة عن براءة المحتلين من الجريمة، ويدعون أننهم يدافعون عن الأمن والنظام ضد المشاغبين والإرهابيين الفلسطينيين!
ليست أول ضحية
لم تكن شيرين أبوعاقلة أول صحفية اغتالتها الوحشية اليهودية، ولن تكون الأخيرة، فقد قتلت عشرات الصحفيين والكتَّاب الذين كشفوا جرائمها ووحشيتها، وألقت بالقانون والأخلاق والقيم الإنسانية عرض الحائط، فلديهم القوة التي يستخدمونها في أي وقت، وعندهم الدعم الغربي خاصة من أميركا، فضلا عن المال الذي يوظفونه لإسكات من يريد الكلام أو يجرؤ على المحاسبة، أما على جانبنا فلدينا عناصر قوة كثيرة، ولكننا لا نستخدمها، وشعارنا” لا تنفروا في الحرّ..!”، وجهدنا الخشن يتجه نحو شعوبنا دون غيرها.
والآن من هي الضحية التي أحزن مصرعها مئات الملايين في العالم الإسلامي، وحمل نعشها مسلمون، وشيعها مسلمون ومحجبات، ودافع عن جثمانها والعدو يطارده مسلمون؟
إنها شيرين نصري أنطون أبو عاقلة، المولودة في 3 يناير 1971 في القدس، والمقتولة على يد العدو النازي اليهودي في 11 مايو 2022، في جنين، وتحمل إلى جانب الجنسية الفلسطينيّة، الجنسية الأمريكية، والمراسلةً الإخباريّة لشبكة “الجزيرة” الإعلاميّة، بين عامي 1997 و2022، وقامت بتغطية الأحداث الفلسطينية الكبرى بما فيها الانتفاضة الثانية بالإضافة إلى تحليل السياسة الصهيونية.
وتعود جذور أسرتها المسيحيّة إلى مدينة بيت لحم، وقد تخرّجت شيرين في مدرسة راهبات الوردية في بيت حنينا في القدس، درست في البداية الهندسة المعمارية في جامعة العلوم والتكنولوجيا في الأردن، ثم انتقلت إلى تخصص الصحافة والإعلام- فرعي العلوم السياسية، وحصلت على درجة البكالوريوس من جامعة اليرموك في الأردن عام 1991، وعادت بعد التخرج إلى فلسطين وعملت في عدة مواقع مثل: وكالة “الأونروا”، وإذاعة “صوت فلسطين”، وقناة “عمان” الفضائية، ثم مؤسسة “مفتاح”، وإذاعة “مونت كارلو”، وانتقلت للعمل في عام 1997 مع قناة “الجزيرة” الفضائية، حيث عملت أبو عاقلة على تغطية أحداث الصراع الفلسطيني الصهيوني على مدى فترة عملها الصحفي.
نموذج للردع
لقد تم استهداف شيرين لتكون رادعاً للصحفيين الآخرين وإرهابهم، بملاقاة المصير نفسه إذا فكروا في فضح الجرائم اليهودية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل! ولكن هيهات!
إن العدو الصهيوني ارتكب جرائم قتل واغتيال ومجازر وهدم للبيوت على رأس سكانها الفلسطينيين، وأيدي زعمائه وأفراده ملوثة بدماء الشعب الصابر الأثير، ومن أشهر مذابحه وجرائمه:
1930 إعدام شهداء ثورة البراق عطا الزير، ومحمد جمجوم، وفؤاد حجازي- 1948 مجزرة سعسع، مذبحة دير ياسين، مذابح الرملة، مذبحة الدوايمة- 1953 مجزرة قبية- 1955 خان يونس- 1956 مجزرة كفر قاسم- 1969 حريق الأقصى- 1970 مذبحة بحر البقر- 1976 مذبحة تل الزعتر- 1982 مذبحة صبرا وشاتيلا- 1984 مجزرة عين الحلوة، مذبحة سحمر- 1990 مذبحة الأقصى- 1994 مذبحة الحرم الإبراهيمي- 1996 مجزرة قانا- 2000 انتفاضة الأقصى (4412 شهيداً و48322 جريحًا)- 2006 العدوان على لبنان (1200 شهيد)- العدوان على غزة 2008( الرصاص المصبوب، 1440 شهيداً)- العدوان على غزة 2012 (عامود السحاب، 174 شهيداً)- العدوان على غزة 2014 (الجرف الصامد، 2147 شهيداً)- العدوان على مسيرة العودة السلمية 2018 (152 شهيداً، و16750 مصاباً)، وإليكم بعض فلسفة الغزاة اليهود على لسان قادتهم الأموات:
فلسفة القتلة
تيودور هرتزل: إننا نريد أن نطهر بلداً من الوحوش الضارية، طبعاً لن نحمل القوس والرمح ونذهب فرادى في أثر الدببة كما كان الأسلوب في القرن الخامس في أوروبا، بل سننظم حملة صيد جماعية ضخمة ومجهزة ونطرد الحيوانات ونرمى وسطهم قنابل شديدة الانفجار، اطرد السكان الفقراء عبر الحدود وامنع توظيفهم، كل من الإجراءين؛ الإبادة ونزع الملكية يجب أن يتم بتحفظ ويقظة وحذر.
جابوتنسكى: تستطيع أن تلغى كل شيء، القبعات، والأحزمة والألوان، والإفراط في الشرب، والأغاني، أما السيف فلا يمكن إلغاؤه، إن التوراة والسيف أنزلا علينا من السماء.
بن جوريون: إن خريطة “إسرائيل” ليست بخريطة بلادنا، لدينا خريطة أخرى وعليكم أنتم طلبة وشبيبة المدارس اليهودية أن تجسدوها في الحياة، وعلى الأمة اليهودية أن توسع رقعتها من الفرات إلى النيل.
د. أدر، ممثل المنظمة الصهيونية العالمية: يجب أن يعطى اليهود الحق في حمل السلاح، ويجب أن يحجب هذا الحق عن العرب.
مناحم بيجين: الفلسطينيون مجرد صراصير ينبغي سحقها، أنا أحارب إذاً أنا موجود، كن أخي وإلا قتلتك (ينظر صفحة د. صالح النعامى).
إيقاظ الوعي
لقد أيقظت الجريمة اليهودية الوحشية بقتل شيرين أبو عاقلة الوعي العربي والإسلامي، لفهم لغة العدو وأسلوبه، حيث ينبغي تطبيقهما في التعامل معه، فهو لا يفهم إلا هذه اللغة، ولا يصغي إلا لذلك الأسلوب، أما الكلام عن الاستسلام من أجل الحياة الآمنة، والتطبيع بحجة الأمر الواقع، والاسترضاء بتحسس الكلمات، واستضافة اليهود وبناء معابد وأحياء سكنية لهم خارج فلسطين، فلن يمنعهم من تغيير نظرتهم إلينا بوصفنا صراصير يجب سحقها وإخلاء بلادنا ليتحقق حلم الدولة اليهودية من النيل إلى الفرات!