أثارت قرارات أصدرتها وزارة الأوقاف الأردنية بحق النوادي القرآنية التابعة لجمعية المحافظة على القرآن الكريم غضباً واسعاً لدى المجتمع الأردني.
وأطلق ناشطون أردنيون، أمس الثلاثاء، حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” للتنديد بقرارات الوزارة، معتبرين أنها تأتي ضمن إطار استهداف الجمعية والتضييق عليها والمستمر منذ سنوات، على حد وصفهم.
وتصدرت خلال الساعات الماضية وسوم “#كلنا_جمعية_المحافظة_على_القرآن_الكريم”، “#نادي_الطفل_القرآني”، “#إلا_جمعية_المحافظة_على_القرآن_الكريم”، مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن.
وجاءت هذه الوسوم رداً على قرارات وزارة الأوقاف التي تشترط فيه منع فتح النوادي الصيفية دون إصدار موافقة، أن يحصل كل معلم يعمل في تدريس العلوم الشرعية على ترخيص مسبق، وموافقة من الوزارة، بعد أن يكون قد استوفى جملة من الشروط، من بينها أن يكون حاصلاً على شهادة جامعية عليا لا تقل عن درجة الماجستير.
وتساءلت النائبة هدى العتوم: هل تدرك وزارة الأوقاف أن قراراتها بحق جمعية المحافظة على القرآن الكريم عدا أنها تضيق على مسيرة العمل القرآني تمس مستقبل أكثر من 7000 فرد يعملون في الفروع والمراكز ولجان التلاوة وأندية الطفل القرآني؛ وبرنامج الإجازة وبرنامج الدورات الشرعية وبرنامج الشفيع وبرنامج الحافظ الصغير، يعملون على نظام الرواتب والمكافآت الموسمية؟!
وقالت: إن جمعية المحافظة على القرآن الكريم رفعت ذكر الأردن عالياً باعتبارها الدولة الأولى في خدمة القرآن الكريم على مستوى العالم الإسلامي، مضيفة أن هناك من يستكثر علينا تلك المراتب ممن يصرون على سيرهم الخاطئ من المسؤولين!
من جانبه، وصف خبير الإدارة الإستراتيجية د. إبراهيم المنسي جمعية المحافظة على القرآن بأنها بقية الأمل، ومعقل العزم، ومنبع القيم.
وأشار إلى أن الجمعية لديها 1050 مركزاً قرآنياً، و163 نادي طفل قرآنياً، وخرجت 15 ألف مجاز، و8200 حافظ، إضافة إلى عشرات المشاريع القرآنية، و220 إصداراً معرفياً.
وتساءل المنسي: هل من المنطق أن نطلب من أكثر من 500 معلمة نادي طفل قرآني تدرس رياض أطفال شرط الإجازة القرآنية؟ التي يتطلب الحصول عليها ما لا يقل عن سنتين، رغم أن أقلهن معهن الدورة التمهيدية، وإلا فأغلقوا 163 نادياً قرآنياً يعمل منذ عام 1999.
وطالب الكاتب ياسر الزعاترة بعدم المسّ بنشاطات جمعية المحافظة على القرآن الكريم.
وقال الزعاترة: جمعية أردنية لها أدوار مهمة في الحفاظ على القيم والمعاني الجميلة التي يجسّدها ديننا في المجتمع.
وأضاف أن المجتمعات في لحظات التحدي تلجأ إلى قيمها، ونحن في أمسّ الحاجة إلى ذلك الآن.
وكتبت رقية أحمد: جمعية المحافظة على القرآن الكريم هي صرح عظيم يحافظ على قيم الفضيلة والخير والوسطية وحب الدين والأوطان.
وتابعت عن الجمعية: هي صمام أمان أمام هجمات الإباحية والإلحاد والمثلية، وأيضاً في وجه التشدد والانحراف الفكري.. حافظوا عليها كي تحافظ على أبنائنا.
وقال المعلم معاذ العمري: جمعية المحافظة على القرآن الكريم منارة من منارات الأردن المشرقة، اللهم فاحفظها بحفظك كما حفظت كتابك.
وأوضح المحامي زيد المجالي أن جمعية المحافظة على القرآن الكريم ربت وزرعت جيلاً يعتد به، ما فشلت به وزارة التربية والتعليم في بنائه بكل طاقاتها وإمكانياتها.
وأشار المجالي إلى أن ما يتم ممارسته من تضييق وهجمة بكل ما هو طيف إسلامي لهو يدل على أن المايسترو واحد.
ويأتي ذلك بعد طلب وزارة الأوقاف الأردنية من جمعية المحافظة على القرآن الكريم وجميع الجمعيات التي لها نفس غاياتها تصويب أوضاعها وفق نظام المراكز الإسلامية لعام 2020 الذي أقر مؤخراً.