لم تعد الطريقة التي اعتاد عليها الشاب معاوية الوحيدي في الذهاب لمكان عمله كما هي فإصابته خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قيدت حركته بعد أن بترت قدمه لكنه لم يدع إعاقته تقف عائقاً في سبيل مستقبله وقدرته على إعالة أسرته فقرر المضي قدماً وعاد للعمل في مهنته الحلاقة التي أحبها وهو على كرسيه المتحرك في مشهد يدل على قوة إرادته وإيمانه بالأمل والعمل.
“المجتمع” رافقت الشاب معاوية أثناء عمله داخل صالونه وأعدت التقرير التالي..
يقول معاوية لمراسل المجتمع “في اليوم الأخير من شهر رمضان الماضي وبينما أنا جالس داخل المحل قصفت الطائرات “الإسرائيلية” سيارة بصاروخ خرجت وقتها لإسعاف جاري الذي أصيب لأتفاجأ بصاروخ ثان أصبت على أثره وبترت قدمي وأصيبت الأخرى بهشاشة وتهتك”.
ويضيف الوحيدي بعد الإصابة تحولت من شاب نشيط إلى مقعد أتجول عبر الكرسي المتحرك وخلال تلك الشهور الماضية أمضيتها لتلقي العلاج وأصبت بحالة نفسية سيئة نتيجة ذلك لكني قررت بإرادتي وعزيمتي أن أعود لممارسة حياتي كما السابق رغم الألم الذي أشعر به إضافة لتدهور وضعي المعيشي حيث أني أعول أسرتي المكونة من ثمانية أفراد.
وقال قررت أن أعيد الحياة للصالون من جديد الذي كان من قبل يعج بالزبائن.
وأضاف معاوية “امتهنت مهنة الحلاقة منذ أكثر من عشرين عاماً وقبل الإصابة كنت كغيري أمتلك عملاً وزبائن ولم احتاج إلى أحد لكن اليوم تغير الحال وأصبح الوضع الاقتصادي صعب بعد أن فقدت معظم الزبائن وفقدت مصدر دخلي الوحيد”.
وقال أصبحت أعاني من انعدام الدخل في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وفقداني القدرة على العمل بكامل قوتي، لكن حاجتي لتسديد إيجار الصالون وتوفير مصاريف أسرتي دفعني للتغلب على إصابتي والعودة للعمل مجدداً.
ويأمل الوحيدي توفير طرف صناعي يتمكن من خلاله من القيام بعمله بالإضافة إلى تجهيز مكان عمله ليتناسب مع قدرته على العمل يستطيع من خلاله أن تعيش أسرته حياة كريمة.
يشار إلى أن الكيان الصهيوني شن في العاشر من مايو الماضي حرباً شرسة على قطاع غزة حيث استشهد خلالها 250 فلسطينياً، وأصيب قرابة 2000 آخرين، وتدمر نحو 20 ألف وحدة سكنية خلال 11 يوماً فقط، في واحدة من أقوى الحروب التي تعرض لها القطاع رغم قصر مدتها.