حركة “حماس” صاحبة التاريخ من البطولات والتضحيات سيطر على قرارها ساسة نفعيون قفزوا على المبادئ التي وضع الشهداء جواهر على كل حروفها.
أصدر ساسة الحركة بياناً اليوم (أمس) أعلنوا فيه استئناف علاقاتها مع نظام السفاح بشار الأسد مسببة قرارها بأعجب ما يمكن سماعه في الدنيا فقالوا عن بشار: إنه “يخدم الأمة الإسلامية”!
وأعربت الحركة عن تقديرها للأسد لدوره في “الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة”!
كما أعربت عن تطلعها في أن يستعيد نظام الأسد في سورية “دوره ومكانته في الأمتين العربية والإسلامية”!
اختلطت عندي مشاعر الحزن بالحسرة بالإحباط وحاولت اختراق ذلك كله بنظرة عقل مادية لعلها تبرر لـ”حماس”، فلم أجد.
فقلت لعلي مملوء بفكري وآرائي ودموعي التي لم تجف على ما حدث لإخواني السوريين من مذابح تشيب لها الولدان.
فقلت أبتعد عن عرض الرؤية الشرعية والفكرية تماماً، فلا فائدة مع “حماس”.
وتصفحت عناوين السياسة فوجدت بريطانيا الصليبية ترفض دعوة الأسد لجنازة الملكة.
ووجدت دولاً عربية ترفض حضور الأسد القمة العربية.
ووجدت منظمات دولية لها تقارير تقشعر لها الأبدان عما يحدث للسوريين من نظام الأسد.
ونظرت فوجدت كفار العالم شعوباً وساسة ومفكرين بكل جنسياتهم يرفضون نظام الأسد لدمويته.
ووجدت مسلمي العالم يرفعون أكف الدعاء يسألون الله هلاك الأسد وعصابته.
ووجدت وفداً من رموز أحرار سورية وشيوخ وعلماء المسلمين ذهبوا للقاء “حماس” منذ شهرين، يرفضون إعلان “حماس” عودة العلاقات؛ فأعرض عنهم هنية وأخرج حفيدته في فيديو تقرأ القرآن “ولم يبال بهم”.
ووجدت الشعب الفلسطيني يلعن نظام الأسد لما فعله في السوريين والفلسطينيين من مذابح مروعة.
ونظرت إلى سورية فوجدت إيران تحتل جزءاً منها وتفرض تشيّعه، وروسيا تسيطر على سورية بقواعد عسكرية وتقتل الشعب السوري بآلاف الطلعات الجوية.
وأمريكا تحتل منطقة في سورية وتسرق بترولها وتدعم منظمات إرهابية مسيطرة على أراض سورية لتهديد تركيا.
ونظرت حولي فوجدت آلافاً من إخواني السوريين بجانبي في المسجد في إسطنبول في كل صلاة يبكون ويدعون على الأسد.
وفي الشارع وجدت إخواني السوريين في كل مكان يعملون في المحلات والمصانع وعلى وجوههم الحزن.
وعلى الحدود التركية السورية ملايين في المخيمات لاجئين هربوا من جحيم الأسد وعصابته وصواريخ روسيا وإيران.
وأخبار رحلات هروب السوريين في البحر وموتهم غرقاً تملأ الأخبار.
فرجعت إلى نفسي وقلت: إن ساسة “حماس” يكذبون ولا يستحون.
لأن الأسد لا يخدم الأمة الإسلامية، بل عدو لها عقدياً وواقعياً وسياسياً واجتماعياً.
ونظام الأسد لا يخدم الأمة العربية والإسلامية بل يخدم روسيا وإيران.
وفي النهاية، لعنة الله علينا إن لم نقل كلمة الحق لله ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر.
لذلك أعلن بكل أريحية أن “ساسة حماس” كذبة تحركهم مصالحهم الضيقة جداً مع إيران عدو الأمة العربية والإسلامية فقط.
لذا، يجب رفض بيانهم وموقفهم من أحرار الأمة العربية والإسلامية.
مع استمرار تأييدنا للمقاومة الفلسطينية وكتائبها فهم فخر الأمة.
وتقديري الخاص لـ”كتائب القسام” التاج على رؤوسنا.
_____________________________
(*) من صفحة الكاتب على “فيسبوك”.