كشفت الصحفية الروسية زويا زفيتوفا -في مقال لها بمجلة “لوبس” (L’Obs) الفرنسية- عن أن تجنيد منظمة فاغنر سجناء بالمعتقلات الروسية للقتال في أوكرانيا بات حقيقة ثابتة، لا أحد يستطيع إنكارها.
وأضافت زفيتوفا أنها سبق أن سمعت أنباء منذ عام 2014 عن تجنيد فاغنر السجناء، لكن الأرقام وقتها لم تكن لافتة للانتباه، على عكس ما حدث صيف 2022، إذ بلغت أعداد السجناء المجندين مستوى قياسيا.
وذكرت أنها أُخبرت بأن مؤسس فاغنر، رجل الأعمال يفغيني بريغوجين الشهير بلقب “طباخ بوتين”، زار عدة سجون على مدار شهور لتجنيد سجناء للقتال في أوكرانيا مقابل حريتهم عبر عفو رئاسي شامل من الرئيس فلاديمير بوتين نفسه.
ونقلت زفيتوفا عن نشطاء حقوقيين قولهم إن بريغوجين نجح في تجنيد نحو 40 ألف سجين، من أصل 400 ألف بسجون روسيا.
أمل؟
وقالت إن الصحافة الروسية نشرت من قبل أن خطة فاغنر للتجنيد تقوم على فتح باب “الأمل” أمام السجناء لمعانقة الحرية من جديد، والهروب من واقع مأساوي في السجون يتسم بسوء المعاملة والتعذيب والإهانة.
وكانت وسائل إعلام روسية نشرت -في وقت سابق- جزءا من الدعاية التي تخاطب فيها فاغنر المعتقلين بقولها “لا نشكل جزءا من القوات المسلحة، نحن مجموعة من المجرمين المنظمين، رجالنا يدخلون إلى دول أفريقيا، وبعد يومين لا يتركون أحدا على قيد الحياة. الآن هم يسحقون أعداءنا في أوكرانيا أيضا. قراركم بالانخراط ضمن صفوفنا هو عقد مع الشيطان، إذا خرجتم من هنا (السجن)، فإما تنالون حريتكم، أو تقتلون. عليكم قتل أعدائنا وطاعة قياداتكم، ومن سيتراجع منكم سيقتل على الفور”.
وأكدت الإعلامية الروسية أنها تعلم -من خلال المتابعة الحثيثة للنظام القضائي الروسي- أن السجناء لا أمل لهم في محاكمة عادلة، أو في معاملة إنسانية داخل السجون، مما يجعلهم يقبلون بالعمل لمصلحة فاغنر، أملا في الهروب من التعذيب والإهانة داخل المعتقلات.
انخفاض؟
وذكرت الصحفية أن أرقام “المتطوعين” انخفضت بعد إعدام سجين سابق جندته فاغنر يدعى يفغيني نوجين.
نوجين كان قد وجه انتقادات لاذعة لنظام بوتين عند اعتقاله في أوكرانيا، وعندما سُلِّم للقوات الروسية في صفقة تبادل، نُشر لاحقا مقطع فيديو يظهر إعدامه بطريقة وصفت بالبشعة.