تختلف الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية وفق معادلات تختلف نسبياً عن الأولى، ومنها:
1- قدرة كل طرف على تماسك تحالفاته ومؤيديه: في حين أثبت تحالف الرئيس والعدالة والتنمية قدرة أكبر في التماسك بإيصال أردوغان بنسبة أكبر من مرشح المعارضة تكاد توصله لحافة النجاح، وكذلك نجاح هذا التحالف في الحصول على الأغلبية البرلمانية؛ مما يعطي الثقة والحماس للعمل لكسب الجولة الثانية، خلاف تحالف المعارضة الذي أصيب في معارضته الواسعة بنزوله بأكثر من مرشح للرئاسة (كليجدار، وسنان، ومحرم إنجة)، أو بتحالف الطاولة السداسية الذي أخفق في الحصول على الرئاسة أو الأغلبية في البرلمان؛ بما يثبط جمهوره وقدرته الحماسية للجولة الثانية.
2- المكون الكردي نسبته الأكبر ذهبت بالأساس لإنجاح القائمة الكردية أكثر من اختيار كليجدار وملزمة بذلك.
لكن في الجولة الثانية سيتخلف جزء من هذا المكون عن الذهاب للانتخابات؛ لأنه يعتبر كلا المرشحين قومياً في اتجاهه تجاه المشكلة الكردية.
3- القواعد الشبابية لحزب البلد (محرم إنجة) وتحالف الأجداد (سنان) لن تلتزم بالتصويت لكليجدار؛ لأنها بالأساس لم تلتزم قبلها لعدم صلاحيته عندهم للرئاسة، وهذا يجعل جزءاً من قاعدة المعارضة إما لن تذهب للتصويت، أو قد تصوت للرئيس أردوغان.
4- أيضاً أحد العوامل هو قدرة الطرفين على عقد تفاهمات مع إنجة، وسنان، على دعم أحدهما له في الجولة الثانية، وذلك وفق مصالح وقضايا، وسيكون حزب العدالة والتنمية والرئيس أكثر قدرة على تنفيذ هذه التفاهمات بسبب وجود الرئيس في الحكومة والأغلبية للعدالة في البرلمان.
وهذه ميزه تساعد على فوز الرئيس بإذن الله.
5- هناك قاعدة انتخابية تشكل ما يقارب 8 ملايين ناخب لم تنتخب، وهذه تتأثر بالأكثر حظاً وواقعية في النجاح، وقد لاحظت نجاح حزب العدالة في مناطقها بما يشجعها لانتخاب المجرب وهو الرئيس أردوغان والأقوى في حظوظ النجاح باعتبار أنه حقق ما يقارب الـ50%.
6- عامل الاستقرار، وهو ما يحتاجه الشعب التركي؛ إذ وجود رئيس متفاهم مع أغلبية نيابية أفضل من وجود رئيس متشاحن مع أغلبية تمنع إمرار الميزانيات والقوانين، وحيث تحققت الأغلبية لتحالف العدالة فمن الأفضل اختيار أردوغان لإحداث هذا الاستقرار.
7- انخفاض وتيرة التدخلات الخارجية؛ إذ استنزفت في الجولة الأولى ولم تحقق الإنجاز اللازم من دعمها للمعارضة، وستبدأ بعضها بتخفيف الحملة الإعلامية من أجل مرونة العلاقات للمرحلة القادمة.
هذه بعض متحكمات معادلة الجولة الثانية.
ونأمل من الله تعالى أن يوفق الرئيس أردوغان للنجاح في الجولة الثانية.
مقالة موفقة.. بارك الله بكم وبجهودكم.