أدانت جهات فلسطينية وحقوقية اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعد محاصرته فجر اليوم الأربعاء، محملة الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة.
ضوء أخضر أمريكي
وحملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الكيان الصهيوني وقادته النازيين الجدد والرئيس الأمريكي جو بايدن المسؤولية عن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي.
وأكدت الحركة أن تبني البيت الأبيض والبنتاغون لرواية الاحتلال الكاذبة، باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية، كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين لإجبارهم قسراً على النزوح من الشمال إلى الجنوب.
وشددت على أن صمت الأمم المتحدة، وخُذلان العديد من الدول والأنظمة، لن يُثني شعبنا الفلسطيني عن التمسك بأرضه، وحقوقه الوطنية المشروعة.
وقالت حركة الجهاد الإسلامي: إن الجريمة البشعة التي تقوم بها قوات الاحتلال في مستشفى الشفاء بمدينة غزة ترتكب على مرأى ومسمع من العالم.
وأضافت أن الاحتلال يعجز عن تحقيق أي أهداف عسكرية في غزة، لذلك يستقوي على المدنيين والمرضى بمستشفى الشفاء.
جريمة مكتملة الأركان
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن قيام الاحتلال باقتحام مجمع الشفاء وقصفه بشكل وحشي وإطلاق النار والقذائف داخله واستهداف آلاف المواطنين الذين نزحوا داخله، والعبث بغرف وأقسام المرضى، وترويع المرضى والطواقم الطبية؛ جريمة حرب مكتملة الأركان تتَحمّل مسؤولياتها الإدارة الأمريكية وما يُسمى بالمجتمع الدولي الذي شجع العدو على ارتكاب هذه الجريمة الكبرى.
واعتبرت الجبهة أن العدو الصهيوني المهزوم باقتحامه لمجمع الشفاء الطبي يسعى بشكل مكشوف للحصول على صورة انتصار وهمي من بين جنبات مشفى مدني يؤوي آلاف المواطنين، وعبر تعريض حياة مئات الأطفال الخدج إلى الموت، وترك المرضى فريسة لنيران القذائف أو الموت نتيجة عدم القدرة على علاجه، وبوجود جثث وأشلاء شهداء لا تستطيع الطواقم الطبية دفنها.
وأكدت أن ما يجري الآن في مجمع الشفاء انكشاف مدوٍّ لما يُسمى المجتمع الدولي والعالم الحر، الذي يسمح لهذا الكيان الصهيوني الظلامي والإجرامي باقتحام مجمع مدني طبي من المفترض أن يكون محمياً بموجب القانون الدولي.
وأضافت أن الكيان الصهيوني الذي تهرب قواته الجبانة من المعركة بعد الخسائر الفادحة التي يتكبدها ضباطه وجنوده من قبل أبطالنا المقاومين في أحياء وأزقة القطاع، وجد في اقتحامه مستشفى مدنياً وسيلة للانتقام، وتعبيراً عن ساديته وعقيدته في القتل، وأمام مرأى ومسمع العالم، وشاشات الفضائيات.
وشددت على أن العالم الغربي لن يستطيع بتساوقه وتماهيه مع هذه الجرائم الكبرى تجميل وترميم صورته الإجرامية التي انكشفت مجدداً، محذرة من مسلسل درامي سخيف بإخراج صهيوني وإنتاج ورعاية أمريكية وغربية لمحاولة تبرير هذه الجريمة أو الجرائم التي سترتكب داخل المجمع.
وختمت بيانها مؤكدة أن المشافي الفلسطينية ستظل شاهدة على جرائم هذا الكيان غير المسبوقة التي بلغت مستوى لم يمارسه أي احتلال أو استعمار من قبل، إلا أن شعبنا مصمم على مقاومته وهو صامد وثابت، ولن يرفع الراية البيضاء، وسيظل أطباؤنا ومرضانا وكل أبناء شعبنا أقوياء، ولن ترهبهم هذه الجرائم، ولن يغفروا أو ينسوا تواطؤ المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية الطبية التي غضت البصر أمام ما يجري من استهداف للمشافي والمنظومة الطبية، وقتل الأطباء والمرضى.
مركز للاعتقال والتنكيل بالمرضى
من جانبه، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة اقتحام الاحتلال بتعزيزات عسكرية كبيرة مجمع الشفاء الطبي في غزة وتحويله إلى ثكنة عسكرية ومركز للاعتقال والتنكيل بالمرضى والنازحين فضلاً عن الأطقم الطبية.
وأعرب المرصد عن مخاوفه من حدوث عمليات قتل وجرائم إعدام في ظل سماع إطلاق نار متقطع داخل مجمع الشفاء منذ اقتحامه، على الرغم من أن المجمع لم يشهد أي عمليات إطلاق نار سوى من قوات الاحتلال عند اقتحامه.
وأشار «الأورومتوسطي» إلى أن الاحتلال الطرف الوحيد المتحكم في المشهد داخل مجمع الشفاء الطبي في ظل حجب صوت مسؤولي وزارة الصحة عن الإعلام، وعدم السماح لأي أطراف دولية ثالثة بما في ذلك المنظمات الأممية من التواجد ما يثير شكوكاً مسبقة على أي رواية ستصدر لاحقاً.
ونبه إلى أن المزاعم بشأن استخدام مجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية لا تحتاج إلى كل هذه الساعات الطويلة للتمشيط والمداهمة من أجل كشفها، وبالتالي فإن طول الفترة الزمنية التي يستغرقها الجيش داخل المجمع يثير مخاوف من إعداد مسرح لمشهد مصطنع.
ولفت إلى أن الجيش «الإسرائيلي» تعمد على مدار أيام متتابعة تضخيم هدف اقتحام مجمع الشفاء لتصويره على أنه إنجاز عسكري وشحن جنوده بشكل مسبق من حجم التحريض على المجمع لتهيئتهم على أنهم ذاهبون للسيطرة على موقع عسكري محصن.
وطالب المرصد الأورومتوسطي جيش الاحتلال بمغادرة مجمع الشفاء فوراً والوفاء بالتزاماته بموجب القانون الدولي الخاص بالحروب والنزاعات، الذي يحتم على أطراف الصراع ضمان حماية العاملين في مجال الإغاثة والصحة ومرافقهم وعدم تقييد عملهم بأي شكل كان.
ويتواجد في مجمع الشفاء نحو 1500 من أعضاء الطاقم الطبي، ونحو 700 مريض، و39 من الأطفال الخدج، و7 آلاف نازح، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
ومنذ أيام، يتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه، وسائر مستشفيات القطاع، لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الاحتلال، بزعم وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين، وهو ما نفته حكومة غزة مراراً.
ويواصل الاحتلال عدوانه المستمر على قطاع غزة لليوم الـ40 على التوالي، بمساندة الولايات المتحدة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، وتمنع دخول الماء والغذاء والوقود؛ ما أدى لارتفاع حصيلة الشهداء إلى 11240 شهيداً، بينهم أكثر من 8000 طفل وامرأة، و29 ألف جريح فلسطيني.