مع مرور 70 يوما على عملية طوفان الأقصى والعدوان” الإسرائيلي” بعدها، والصمود الفلسطيني الكبير والفشل والهزيمة “الإسرائيلية” اثر العدوان البري، نسجل اهم الخلاصات او النتائج الاستراتيجية لهذه المرحلة:
1. لا تزال عملية طوفان الأقصى تحدث فعلها الاستراتيجي المؤثر داخل الكيان الصهيوني، وهي عملية ذات ارتدادات ونتائج كبيرة متصاعدة، سيكون لها بالغ التأثير على مستقبل الكيان من جميع النواحي.ويتضح كل يوم عمق هذه العملية وحجم التأثير البنيوي والمستقبلي على الكيان ووزنه ودوره ومصيره.
2. أعادت عملية طوفان الأقصى الاهتمام العالمي بالقضية الفلسطينية، وتمكنت العملية من إعادة وضع القضية الفلسطينية ومطالب وحقوق الشعب الفلسطيني على جدول الاعمال العالمي،واعادت العملية التأييد الشعبي العالمي للقضية بعدما فقدت ذلك بسبب اتفاق أوسلو،وصارت اكثرية الدول تتحدث عن ضرورة الحل الجذري للقضية واهمية بناء دولة فلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
3. ظهرت حركة حماس حركة قوية متماسكة فاعلة سياسيا وعسكريا، وتحظى بحجم تأييد شعبي كبير ويتعاظم، وبدت انها اكثر قدرة على التعبير عن مطالب ومصالح وحقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ،وهي تحظى بالثقة الشعبية والتأييد، واظهرت ذلك كثير من استطلاعات الرأي المستقلة.
4. فشل الاحتلال “الإسرائيلي” طوال 70 يوما، رغم كل الجرائم التي ارتكبها وعمليات القصف والتدمير، في تحقيق اي نصر سياسي او عسكري، كما فشل في تحقيق اي هدف من الأهداف التي اعلنتها حكومة الاحتلال واهمها القضاء على حماس وإخراج الأسرى والسيطرة على غزة.
5. اتضح بشكل واضح وموضوعي، ان الكيان الصهيوني يعيش وضعا داخليا صعبا وانهيارا في أكثر من مستوى ،وهو ما دفع واشنطن ودول اوروبية للتدخل الفوري، وتوفير حماية سياسية وعسكرية وقانونية قوية للكيان، وهذا هو العنصر الوحيد الذي مكن الاحتلال من إعادة الوقوف على أصابع رجليه بعدما انهار اثر عملية طوفان الأقصى. لكن هذا الدعم عجز عن جعل الاحتلال يقدر على توظيفه انتصارا سياسيا او عسكريا، لا بل ان ضعف الاحتلال وعجزه وهمجيته ازعجت الكثير من حلفائه.
6. ربح الفلسطينيون الحرب الاخلاقية أمام العالم، وظهر الفلسطينيون بمظهر انساني واخلاقي كبير، وحظي الشعب الفلسطيني بتعاطف عالمي واسع،في حين ظهر الاحتلال انه فاقد للاخلاق مجرم وحشي قاتل للطفولة، بسبب عنفه واجرامه وارتكابه جرائم حرب مثل التهجير والقتل الجماعي واستهداف المدنيين والمؤسسات المدنية، وتجاوزه للقانون الدولي وعدم اكتراثه بالمواقف العالمية.
7. حققت حركة حماس انتصارات كبيرة بالنقاط على الاحتلال “الإسرائيلي”، فقد أجبرت حماس الاحتلال على القبول بالهدنة المؤقته، وتنفيذ عمليات تبادل، وتحرير عشرات الأطفال والنساء من المعتقلات، وادخال مواد اغاثية. وادى صمود الفلسطينيين والمقاومة إلى احداث تبدل جذري في المواقف الدولية، التي أعلنت رفضها بقاء الاحتلال في غزة او ادارتها او انشاء مناطق عازلة.
8. حققت كتائب القسام انتصارات عسكرية كبيرة ادهشت العالم، واوقعت مئات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال، ودمرت مئات الاليات من المسافة صفر،واظهرت كتائب القسام قدرة كبيرة جدا على إدارة العمليات والتحكم والسيطرة، وواصلت قصف العمق الصهيوني، وقدمت بالدليل الموثق المصور والمعلومات قدرتها على تدمير مئات الآليات واستهداف الضباط والجنود، وهو ما منحها مصداقية وموثوقية عالية جدا. بينما كان الاحتلال كل يوم يقدم صورا كاذبة وأفلام مركبة ومعلومات خاطئة عرضته للسخرية في العالم.
9. افشل الفلسطينيون اكبر واخطر عدوان وحشي عليهم وعلى قضيتهم وهويتهم ووجودهم، وهو المتمثل بتدمير قطاع غزة وطرد اهله والقضاء على المقاومة، وتعيين ادارة للقطاع من الخارج، وقدموا تضحيات بشرية ومدنية كبيرة تزيد عن 50 الف شهيد وجريح، ونجحت تضحيات غزة في تحطيم المخطط “الإسرائيلي” المدعوم امريكيا.
10. كشف العدوان “الإسرائيلي” البشع على قطاع غزة حقيقة ما يسمى بالنظام الدولي والقانون الدولي وكذبه وزيفه، الذي ظل صامتا تجاه الارهاب “الإسرائيلي” ضد المدنيين، كما كشف عقم عمل ما يسمى المؤسسات الدولية، التي تواطأت مع واشنطن وتل ابيب،وظلت تردد شعارات فارغة، وارتكبت افعالا اجرامية قاسية ضد المدنيين، بعدما امتنعت عن خرق الحصار او اخراج الجرحى او ادخال المواد الأساسية كالماء والدواء التي يحتاجها المجتمع، وعجزت عن ادانة الاحتلال رغم ما ارتكبه من وحشية وتدمير للمؤسسات المدنية وقتل للمدنيين.
11. مثلت العمليات التي نفذها حزب الله في جنوب لبنان دورا مهما ومؤثرا في مقاومة الاحتلال، وادى استهداف المراكز العسكرية في قرابة 200 عملية إلى إلحاق خسائر كبيرة بالاحتلال، واظهرت عجزه وكشفت ترداده لتهديدات خاوية.
12. مثل مشاركة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان عنصر قوة للمواجهة مع الاحتلال، وعنصر تكامل مع قطاع غزة، وهذا يمثل تعبيرا عن دور ومكانة اللاجئين الفلسطينيين في مشروع المقاومة، ينبغي البناء عليه وتطويره.
لا شك ان العدوان “الإسرائيلي” كان بشعا ووحشيا، لكن الصمود الفلسطيني وأداء المقاومة، فتحا الباب أمام مرحلة جديدة ستكون لصالح مطالب وحقوق الشعب الفلسطيني، وسوف يتوقف العدوان قريبا، ويدخل الكيان في مراحل صعبة.
معركة طوفان الأقصى حققت نتائج كبيرة داخل الكيان الصهيوني، وفتحت الباب واسعا أمام الثقة بانتصار المقاومة وقدرتها على تحقيق هزيمة نهائية في الاحتلال.