في خطاب مطول تجاوز 17 دقيقة، خرج الناطق باسم «كتاب القسام» أبو عبيدة منذ آخر ظهور له بالصوت والصورة في 23 نوفمبر الماضي يزف البشريات ويعيد بوصلة الوجهة للهدف السامي الذي انطلقت من أجلها معركة «طوفان الأقصى» بعد مرور 100 يوم.
إلى ذلك، يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه النازي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مخلفاً 23968 شهيداً، و60582 إصابة؛ 70% منهم من الأطفال والنساء، وفق وزارة الصحة في غزة.
معركة مفصلية
وقال الناطق العسكري باسم «القسام» أبو عبيدة في الكلمة التي بثتها قناة «الجزيرة»: الحمد لله رب العالمين الذي أمرنا فأعددنا وحثنا على القتال عن أرضنا ومقدساتنا فاستجبنا وأدخلنا عليهم الباب فغلبنا وسدد رمينا وكبت عدونا وجعلنا من حراس مسراه وسدنة أرضه المباركة وقدسه الشريف.
وأضاف أبو عبيدة: 100 يوم على بدء معركة «طوفان الأقصى»، هذه المعركة التاريخية المفصلية في حاضر شعبنا وأمتنا هذه الصرخة التي دوت في سمع الزمان وملأت بقوة الله بصر الدنيا لتحرر كل الشعوب والأمم المستعبدة.
وذكّر أبو عبيدة بالأسباب التي دفعت المقاومة لإطلاق معركتها، قائلاً: نذكر بعدوان بلغ أقصى مداه على مسرانا وأقصانا وبدأ تقسيمه الزماني والمكاني فعلاً، وأُحضرت البقرات الحمر تطبيقاً لخرافة دينية مقيتة مصممة للعدوان على مشاعر أمة كاملة في قلب عروبتها ومسرى نبيها ومعراجه إلى السماء.
وأوضح أن جريمة هذا العدو وحكومته الفاشية بلغت حد المطالبة بحرق شعب وتهجيره وتدنيس مقدساته علناً وقتله ببطء في غزة والضفة والقدس وفي فلسطين المحتلة عام 1948م، وبات قادة العدو بسادية وعنصرية جبانة يتلذذون في تعذيب أسرانا وقتلهم في السجون ويسدون الخناق على غزة في سياق لإرضاء وإشباع غرائز جمهورهم المعبأ بالحقد والكراهية على كل ما هو فلسطيني وعربي ومسلم.
وعن خسائر الاحتلال، أشار أبو عبيدة إلى استهداف 1000 آلية عسكرية صهيونية توغلت في قطاع غزة في شماله ووسطه وجنوبه، فضلاً عن مئات المهام العسكرية الناجحة في كل نقاط توغل وعدوان الاحتلال.
#أبو_عبيدة: من واجبنا أن نحيط ملياري مسلم في العالم بأن العدو الصهيوني دمر معظم مساجد قطاع غزة.. كلمة بالصوت والصورة حصلت الجزيرة عليها للناطق باسم كتائب القسام بعد 100 يوم من بدء #حرب_غزة#الأخبار pic.twitter.com/0AWXPEsYxs
— قناة الجزيرة (@AJArabic) January 14, 2024
صناعة الإنسان المجاهد
ولفت إلى أن جل ما قاومنا ونقاوم به عدوان الصهاينة هو من صنع «كتائب القسام» من عبوات ناسفة ومقذوفات صاروخية وراجمات ومدافع ومضادات للدروع وقنابل مختلف أنواعها وبنادق القنص وحتى الرصاص.
وذكر أن هذه الصناعات لم تكن تجدي نفعاً أمام الترسانة الأمريكية القذرة التي نواجهها في أيدي مرتزقة الصهاينة في الميدان لولا الصناعة الأهم التي نمتلكها وهي صناعة الإنسان المقاتل، ذلك الفلسطيني المقاوم المجاهد الذي لا تقف قوة في الأرض أمام إرادته وإصراره على مواجهة قاتلي أجداده وآبائه ومدنسي مسراه ومحتلي تراب وطنه.
وأكد أن إساءة وجه هذا العدو وكسر عدوانه لم تكن لتحدث لولا عطاء وصمود وعظمة شعب حر كريم شامخ يجود بكل عزة وكبرياء بكل شيء ولا يعطي الدنية في وطنه وأرضه ومقدساته.
وأضاف: فماذا ستفعل تكنولوجيا الصواريخ والدبابات المحصنة والطائرات الحديثة بأسلحتها الفتاكة أمام قوة إيمان مجاهد يمكث شهرين وأكثر في عقدته الدفاعية منتظراً القوات المتقدمة منتظراً الظفر بعدوه وتنفيذ مهمته محتسباً كل ذلك لله مؤمناً بعدالة قضيته.
إنجازات مزعومة للعدو
ولفت أبو عبيدة الإشارة إلى أنه قبل السابع من أكتوبر وضمن خطة العمليات لم يكن هناك أي مستودع أسلحة «القسام» في أي مكان في قطاع غزة، ولا يوجد لدينا منصات صواريخ مذخرة التي يدعي العدو أنه دمرها ويعلن عنها، كما لا يزال لدينا الكثير لنقوله للعدو وللعالم في الوقت المناسب.
وقال: إن ما يعلن عنه العدو من إنجازات مزعومة حول السيطرة أو تدمير ما يسميه مستودعات أسلحة وما يطلق عليه منصات صواريخ جاهزة للإطلاق وما يزعم أنها أنفاق بالكيلومترات هي أمور مثيرة للسخرية بالنسبة لنا وسيأتي اليوم الذي نثبت فيه كذب هذه الدعاوى وعيبتها.
أما فيما يتعلق بموضوع الأسرى الصهاينة، فأكد أن مصير العديد منهم بات خلال الأسابيع الأخيرة مجهولاً.
أضعف الإيمان
ووجه رسالة إلى المسلمين في العالم، قائلاً: نرى أن من واجبنا الجهادي والديني أن نحيط ملياري مسلم في العالم بأن العدو الصهيوني وخلال 100 يوم دمر معظم مساجد قطاع غزة ودنس وأحرق وجرف تلك التي وصلت إليها آلياته على الأرض، وأوقف الأذان والصلاة في حرب دينية واضحة استكمالاً لما بدأته عصابات الصهيونية الدينية من حرب على المسجد الأقصى، وهذا نذير شؤم ودمار على هؤلاء القتلة النازيين، إذ لا قبل لهم بالحرب على الله، وهذا ثابت بنص التوراة والإنجيل والقرآن.
ودعا أبو عبيدة كل مسلم على وجه الأرض أن يعي طبيعة الصراع وخلفياته وطبيعة هذه الحكومة الصهيونية المجرمة سليلة عصابات الهاجاناه الإرهابية.
وقال: إن أضعف الإيمان لمن عجز عن نصرة الدماء البريئة أن ينصر دين الله إذ هدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيراً، فلتقم صلوات القيام والقنوت في هذا الشهر الحرام في كل مساجد العالم، ولترفع الدعوات لرب العالمين بنصر عباده المؤمنين ودحر وتدمير المجرمين المعتدين، ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.