كاتب المدونة: محمد سواد المليباري (*)
حقق محمد جسيم، شاب من ولاية كيرالا الهند، رقمًا قياسيًا جديدًا في كتابة القرآن الكريم بخط اليد، حيث دخل موسوعة «غينيس» العالمية.
فعلى مدى عامين من الجهد المتواصل، نجح جسيم في كتابة نسخة تمتد على مسافة 700 متر، متفوقًا على الرقم السابق البالغ 1200 متر، الذي حققه محمد غبرائيل المصري.
منذ نعومة أظفاره، أبدع جسيم في فنون خط اليد، مستوحيًا من شغف أخيه الرسام وأستاذه الذي كتب بطباشير بألوان متنوعة، وقد نشأ في هذه البيئة الفنية واكتسب مهاراته من خلال الدراسات ووسائل التواصل الاجتماعي.
وشجعت جهود والديه وأساتذته وأصدقائه على هذا المشروع الفريد، حيث وجد نفسه يخصص أوقات الإغلاق بسبب جائحة كورونا لكتابة القرآن بخط النسخ.
وبفضل الحافظ إسحاق الفيضي، والحافظ إبراهيم الفيضي، تأكدت صحة ودقة الخطوات والتحقق، مما أهَّله للتواصل مع رئيس هيئة حاملي أرقام «غينيس» العالمية، ستار آدور.
وفي مظهر فني مميز، استخدم جسيم 180 قلمًا لإكمال هذا العمل الضخم، حيث بلغ وزن القرآن الكريم المكتوب يدويًا حوالي 117.5 كيلوجراماً.
وقد أنفق من ماله ما يقارب مليون وثلاثة أرباع ألف روبية لشراء الأوراق والأقلام والحبر، واستخدم قلمًا أسود خاصًا لكتابة القرآن، حيث امتدت النسخة لتصل إلى 1106 مترات، مكونة من أجزاء تتألف من 65 إلى 75 صفحة، ومتوسط 9 إلى 10 أسطر في الصفحة.
وقد أدى صلاح الدين الفيضي دورًا مهمًا في دعم وتحفيز، حيث قضى 8 ساعات يوميًا في كتابة القرآن خلال فترة الإغلاق بسبب الجائحة، و10 إلى 12 ساعة في أيام رمضان، ولضمان حفاظه على هذا الإنجاز، صنع صندوقًا خاصًا لحفظ خط القرآن الكريم.
وقد تم عقد معرض للقرآن الكريم الطويل في 17 ديسمبر 2022م، وشهد المشاركة الفعّالة من قبل العديد من الشخصيات المهمة، بفضل هذا الإنجاز، أصبح جسيم الشخص الخامس والسبعين من ولاية كيرالا الذي يحقق إنجازاً في موسوعة «غينيس»، ونسخته من القرآن بخط اليد أصبحت معروفة على مستوى العالم، وتم عرضها في معارض بعض مناطق كيرالا.
محمد جسيم، الباحث في جامعة النورية العربية في الهند، يظهر برفقة عائلته وأساتذته كنموذج حي للتفاني والإصرار على تحقيق الأهداف، وقد أثبت بأن يد الإنسان قادرة على ترجمة التفاني والحب إلى إنجازات فريدة.
_________________________________
باحث أكاديمي- الهند.