أخبر الله تعالى أن اليهود أشد الناس عداوة للمؤمنين فقال: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (المائدة 82)، كما وصفهم سبحانه بأنهم قتلة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام قال تعالى: (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاؤُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) (آل عمران: 112).
وما يحصل في فلسطين المحتلة يندى له جبين الإنسانية جمعاء، فعلى مدار أكثر من قرن، ارتكب اليهود الصهاينة مئات المجازر بحق الشعب الفلسطيني، وصلت ذروتها خلال فترة النكبة عام 1948م.
وقد وثق الباحث الفلسطيني سلمان أبو ستة تدمير 531 قرية فلسطينية وطرد سكانها، وأكثر من 200 جريمة حرب، و34 مجزرة ارتكبت ضد مدنيين أو أسرى خلال عامي 1947 و1948م.
فيما يلي استعراض لأبرز المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني خلال فترة النكبة عام 1948م:
1- مجزرة «دير ياسين»:
واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية عام 1948م حتى باتت تحمل رمز «ضحية» النكبة الأولى.
في صباح يوم الجمعة 9 أبريل، شن 120 صهيونياً من عصابتي «شتيرن» و«الأرغون» هجومهم على القرية، وجابوا الشوارع فرحاً بنصرهم وقتلهم نحو 254 من النساء والأطفال والشيوخ الأبرياء، ومثلوا بجثث الضحايا وألقوا بها في بئر القرية.
وتشير المصادر إلى أن من بين الضحايا 25 سيدة حامل تم بقر بطونهن وهن أحياء برؤوس الحراب، و52 طفلاً قطعت أوصالهم أمام أمهاتهم، و60 امرأة وفتاة أخرى.
ويروي مناحم بيغن، أحد أبرز مؤسسي الكيان، في حديثه عن المذبحة، أن العرب دافعوا عن بيوتهم ونسائهم وأطفالهم بقوة، فكان القتال يدور من منزل إلى منزل، وكلما احتلوا اليهود منزلاً فجروه بمن فيه من سكان بالمتفجرات القوية «تي أن تي» التي أحضروها لهذا الغرض.
2- مجزرة «قالونيا»:
في 12 أبريل 1948م، هاجمت عصابة صهيونية من «البالماخ» الإرهابية قرية قالونيا الواقعة بجوار مدينة القدس، وهدّمت المنازل وتسببت بمقتل نحو 14 مواطناً على الأقل.
3- مجزرة قرية «ناصر الدين»:
في 14 أبريل 1948م، أرسلت عصابتا «أرغون» و«شتيرن» قوة يرتدي أفرادها الألبسة العربية إلى قرية ناصر الدين الواقعة جنوب مدينة طبريا، وفتحوا نيران أسلحتهم على السكان؛ فاستشهد جراء ذلك الهجوم 50 شخصاً، علماً بأن عدد سكان القرية آنذاك كان 90.
4- مجزرة «حيفا»:
هاجم الصهاينة، في 22 أبريل 1948م، مدينة حيفا، قادمين من هادار الكرمل (الحي اليهودي في أعالي جبل الكرمل)؛ فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني العامة، وقتلوا 50 شخصاً وجرحوا 200 آخرين.
وقد فوجئ أهالي المدينة فأخرجوا نساءهم وأطفالهم إلى منطقة الميناء؛ لنقلهم إلى مدينة عكا، وفي أثناء هربهم؛ هاجمتهم المواقع الصهيونية الأمامية؛ فاستشهد 100 شخص من المدنيين، وجرح 200 آخرون.
5- مجزرة «أبو شوشة»:
وقعت في 14 مايو 1948م، حينما حاصرت عصابات «الهاغاناه» قرية أبو شوشة الواقعة في حيفا، وبدأت بمهاجمتها بقذائف الهاون والقتل العشوائي لرجال القرية، ما أسفر عن مقتل 60 شخصاً؛ وذلك عشية إعلان قيام دولة الاحتلال.
6- مجزرة «بيت دراس»:
في 21 مايو 1948م، هاجمت قوات صهيونية من لواء «جفعاتي» قرية بيت دراس الواقعة شمال شرق غزة بعد محاصرتها من كافة الجهات، وقصفتها بالمدفعية بشكل عشوائي ومكثّف؛ ما أسفر عن مقتل 260؛ بينهم نساء وأطفال وشيوخ.
7- مجزرة «الطنطورة»:
في ليل 22-23 مايو 1948م، هاجمت كتيبة من لواء «الكسندروني» التابع لـ«الهاغاناه» قرية الطنطورة وارتكبت مجزرة بالعزل من أبنائها.
ظلت هذه المجزرة دفينة حتى عام 2000م، حين تقدم الطالب في جامعة حيفا تيد كاتس برسالته لنيل الماجستير تؤكد وقوع المجزرة التي راح ضحيتها نحو 200 شخص.
روى الحاج فوزي طنجي، أحد الناجين من المجزرة، لـ«الجزيرة نت»، كيف ذبح جنود الاحتلال أبناء عائلته وأصدقاءه أمام ناظريه.
يقول طنجي: إن الجيش فصل بين الرجال ممن أجبروا على الركوع، والنساء والأطفال والشيوخ، مشيراً إلى أن أحد الجنود حاول الاعتداء على فتاة من عائلة الجابي، فنهض أبوها لنجدتها فقتلوه طعناً بالحراب، بينما واصل الجنود تفتيش النساء وسرقة ما لديهن من حُلي ومجوهرات.
8- مجزرة «الرملة»:
شهدت أكبر عمليات الترحيل والقتل الجماعي، ففي يونيو 1948م، خير الصهاينة أهالي مدينة الرملة بين النزوح أو السجن كخدعة قاموا من خلالها بقتل الكثير من السكان، ولم يبق فيها بعد هذه المجزرة سوء 25 عائلة، وألقيت جثث الشهداء على الطريق العام.
9- مجزرة «اللد»:
في 11 يوليو 1948م، ارتكب الجنود الصهاينة مجزرة بحق سكان مدينة اللد بقيادة موشيه ديان، راح ضحيتها نحو 426، وذلك في عدة أحداث منها اقتحام مسجد دهمش، حيث أعطوا كل من دخله الأمان، لكنهم قتلوا فيه عدداً من المواطنين وصل إلى 176.
وأجبر الصهاينة سكان مدينتي اللد والرملة (60 – 70 ألفاً) على الرحيل وجردوهم من ممتلكاتهم وتوفي على الطريق بسبب الحر الشديد والعطش قرابة 350 فلسطينياً، كما نهبت العصابات المدينة ونقلت 1800 شاحنة محملة بالأغراض المسروقة.
10- مجزرة قرية «الدوايمة»:
من كبرى المجازر الصهيونية التي وقعت في 29 أكتوبر 1948م، راح ضحيتها أكثر من 500 شخص، بينهم 300 من أهالي القرية الواقعة في الخليل.
وتشير المصادر إلى أنها جرت على عدة دفعات، أبرزها حادثة المسجد الذي يُطلق عليه اسم «الزاوية»، حيث قتل الجنود الصهاينة نحو 50 شيخاً كانوا يتواجدون داخل المسجد، ويذكر أيضاً أنه تم قتل أطفال خلال المجزرة عبر تكسير جماجمهم بالعصيّ، كما افتخر أحد الجنود باغتصاب امرأة وقتلها.
_____________________________
1- ياسر علي، كتاب «المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني»، (مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات – بيروت).
2- المجازر «الإسرائيلية»، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) https://bit.ly/3QNDASN.
3- أبرز مجازر «العصابات الصهيونية» في فلسطين عام 1948، وكالة “الأناضول” https://bit.ly/4biGDe4.
4- الطنطورة.. أبشع المجازر الصهيونية في فلسطين، موقع «الجزيرة نت» https://bit.ly/3wAQQ6o.