تنظر دولة الاحتلال الصهيوني بخطورة بالغة للحراك الطلابي المناصر لغزة والقضية الفلسطينية في الجامعات الأمريكية، وتخشى من أخطار استمراره وتوظيفه لصالح فلسطين على المدى البعيد، وضرب العلاقات الإستراتيجية بين واشنطن و«تل أبيب».
وتجتاح معظم الجامعات الأمريكية، منذ قرابة أسبوعين، موجة احتجاجات طلابية واسعة بدأت تتحول إلى نخبوية وشعبية للمطالبة بوقف العدوان على غزة، وقطع العلاقات بين الجامعات الأمريكية ونظيراتها «الإسرائيلية»، على غرار ما حدث عام 1968م، حينما هب الطلاب للمطالبة بالانسحاب من فيتنام، وكذلك ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وغيرها من القضايا.
قوة ضغط
وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة والمقيم في أمريكا ناجي شراب: الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأمريكية له تأثير إيجابي على قضيتنا الفلسطينية، وقد بدأ يخلق قوة و«لوبي» صغيراً، لكنه يحتاج إلى مزيد من الرؤية.
وأضاف لـ«المجتمع»: يحتاج هذا الحراك إلى المزيد من الدعم والتنظيم والتنسيق على مستوى الاتحادات أو اللجان الطلابية.
ويرى شراب أن الحراك سوف يكون عاملاً مهماً في التأثير على مسار الحرب في غزة، مشيراً إلى أن «إسرائيل» قلقة جداً من الحراك؛ لأن الجامعات إحدى الأدوات القوية في يد السياسة أو «اللوبي» الصهيوني.
وتابع: إذا استمر هذا الحراك بهذه القوة وتم توظيفه بشكل كبير لصالح القضية الفلسطينية، فقد يخلق قوة ضغط كبيرة تناهض أو تقابل قوة الضغط الصهيونية، وهذا ما لا تريده «إسرائيل» أو «اللوبي» الصهيوني.
وأشار إلى أهمية توقيت الحراك الطلابي، كونه يأتي قبيل الانتخابات الأمريكية، مبيناً أن الإدارة الأمريكية تنظر له بجدية، وتأخذه بعين الاعتبار، حتى وإن لم تعلن هذا صراحة، لكن خطورته أنه يأتي في سياق زمني سياسي مهم جداً، كون الطلاب يشكلون كتلة سياسية ناخبة، وصوتهم يؤثر في توجهات أو من سيفوز في الانتخابات.
واعتبر أن ما حدث من تداعيات عنيفة إلى حد كبير سوف تكون له انعكاسات سلبية على السياسة الأمريكية.
انقلاب تاريخي
واعتبر الخبير في الشأن الأمريكي والمحلل السياسي خليل العناني، في تغريدة له، أن ما يجري في الولايات المتحدة الأمريكية والعالم بسبب «طوفان الأقصى» غير مسبوق بكل المقاييس.
وقال: ما فعلته غزة في العالم هو حرفياً انقلاب تاريخي في المفاهيم والسرديات والمواقف.
وأضاف: هشَّم ما روَّجته الصهيونية على مدار 100 عام كاملة من الأكاذيب والتلفيق والتدليس، وستظهر آثاره جلية خلال السنوات القادمة.