كاتبة المدونة: ساجدة حسن أبو عودة
هل يمكن للصمت الجائر أن يبقى الجواب الوحيد على مأساة أهل غزة؟!
هل يمكن للعالم أن يغفر لنفسه الصمت والتقاعس في وجه الظلم والقهر الذي يعانيه شعب غزة؟
في قلب قطاع غزة، تتجلى مأساة الحرب بأشكالها المختلفة، لكن الصرخات الصامتة لمن يعيش هناك تزداد وضوحًا بكل ضربة صاروخية وانفجار يهز الأرض.
هناك، في أرض العزة والصمود، يعيش الغزيّون حياة من الرعب والخوف والمعاناة، تجعل كل لحظة تحولًا جديدًا في جحيم الحرب.
عندما تداهمهم طائرات القصف «الإسرائيلية»، يفقدون أحباءهم أمام أعينهم، يشهدون موت الأحباء، يبحثون عن الأمان في أحضان الأمهات المتألمات، لكن حتى هذا الأمان مهدد بكل لحظة.
بعيدًا عن مشاهد الدمار والخراب، يتقاطرون في خيام متواضعة، تصدح فيها صرخات الأطفال المرعوبين، وتشهد الأرض على أوجاعهم الجارية وأحلامهم المتحطمة.
يمتطون أمواج الفزع والخوف، بحثًا عن شبر من الأمان، ولكنهم يجدون أنفسهم محاصرين في قفص الحرب، بينما العالم ينظر بصمت إلى معاناتهم.
ومع كل ضوء يتسرب من بين فتحات الحياة، يرسمون لوحة المعاناة بألوان الجوع والخوف والحرمان، يتجولون بعيون تحمل وجع الفقد، يحملون بين طياتهم قصص الألم والمأساة التي لا تنتهي.
هم ليسوا مجرد أرقام إحصائية في تقارير الأخبار، بل هم أرواح تتألم وتتأوه تحت وطأة القصف والحرمان والخوف، فلنتذكر دائمًا أن أطفالهم هم المستقبل، وإذا كان مستقبلهم مهددًا، فمستقبل الإنسانية ككل في خطر.
فلنكن أصواتًا ترفع الضغط على القادة العالميين، من يدّعون أنهم رعاة الإنسانية، لندعوهم لوقف معاناة هؤلاء الأطفال الأبرياء وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية، فلنكن أملًا مشرقًا في حياتهم المظلمة، نحاول إنهاء هذا الجحيم الذي يعيشونه.
فلنصمت لحظة، ولننظر بعمق إلى عيون الأطفال في غزة، هم يعيشون في عالم من الألم والخوف والجوع والموت، صرخاتهم الصامتة تتردد في أرجاء العالم، تحاكي الأوجاع العميقة والجروح النازفة التي تخترق قلوبنا، نستطيع سماع صرخاتهم المكبوتة، ونرى دموعهم المنهمرة في ليل غزة الحالك.
لذا، أيها العالم، إنهم بحاجة إلى صوتكم، إلى دعمكم، إلى تضامنكم، إلى عملكم المشترك لإنقاذهم من هذا الجحيم، لنصرخ بصوت واحد، ولنناد بالحرية والعدالة.