تمر اليوم الذكرى الحادية عشرة على وفاة د. عبدالرحمن السميط، أحد أبرز رواد العمل الخيري في الكويت والعالم الإسلامي، رحل عن عالمنا في 15 أغسطس 2013م، تاركًا وراءه إرثًا إنسانيًا عظيمًا وأعمالًا خيرية لا تزال تؤتي ثمارها حتى اليوم.
الإنسانية في حياة د. السميط
لم يكن العمل الخيري بالنسبة للدكتور السميط مجرد مهنة أو تجربة عابرة، بل كان تماهيًا عميقًا مع واقع مؤلم تعيشه العديد من المجتمعات الفقيرة، خصوصًا في أفريقيا، حياته كانت مليئة بالتضحيات والتخلي عن مباهج الحياة لتوفير أدنى متطلبات العيش الكريم للمحتاجين، أعماله الإنسانية شملت مختلف الأجناس والأديان، وكان له تأثير كبير على حياة الملايين في أفريقيا.
بداية مسيرته الخيرية
وُلد د. عبدالرحمن السميط في الكويت عام 1947م، وتخرج في كلية الطب ببغداد عام 1972م، وتخصص في أمراض الجهاز الهضمي، وعمل في مستشفيات كندا وبريطانيا والكويت قبل أن يتحول اهتمامه بالكامل إلى العمل الخيري.
كانت زيارته لجمهورية ملاوي عام 1981م نقطة تحول في حياته، حيث تأثر بشدة من أوضاع البلد الأفريقي ومعاناة سكانه؛ مما دفعه إلى تأسيس «لجنة مسلمي ملاوي» التي تطورت لاحقًا لتصبح «جمعية العون المباشر»، أكبر منظمة إنسانية في أفريقيا.
إنجازاته وأعماله
على مدار عقود من العمل الخيري، حققت جمعية العون المباشر تحت قيادة د. السميط العديد من الإنجازات البارزة، أصبحت الجمعية مظلة لمئات المشاريع التنموية في مجالات الصحة، التعليم، والزراعة، تم إنشاء أكثر من 8600 بئر ماء، وبناء آلاف المساجد والمدارس، وتوفير التعليم لأكثر من نصف مليون طالب، كما أسهمت الجمعية في إعداد وتدريب أكثر من 4000 داعية ومعلم، وكفالة آلاف الأيتام.
الجوائز والأوسمة
تكريمًا لعطاء د. السميط اللامحدود، حصل على العديد من الجوائز والأوسمة الرفيعة، من أبرزها جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، ووسام فارس العمل الخيري من إمارة الشارقة، ووسام النيلين من السودان، كما خصصت الكويت جائزة سنوية تحمل اسمه «جائزة السميط للتنمية الأفريقية»، التي تهدف إلى دعم المشاريع التنموية في القارة الأفريقية.
الوفاة وترك الإرث
تعرض د. السميط لمحاولات اغتيال عديدة خلال فترة عمله في أفريقيا، لكنه استمر في رسالته الإنسانية حتى وافته المنية في 15 أغسطس 2013م، بعد معاناة طويلة مع المرض، ورغم رحيله، فإن إرثه الخيري لا يزال حيًا، ممثلًا في ملايين المستفيدين من مشاريعه الخيرية وجيش من العاملين في المجال الإنساني الذين يستلهمون من مسيرته.
يظل د. عبدالرحمن السميط رمزًا خالدًا للعطاء الإنساني والتضحية من أجل الآخرين، إرثه الكبير في العمل الخيري سيبقى منارة للأجيال القادمة، تذكرنا دائمًا بأن الإنسانية تتجلى في أبسط صورها عندما نختار أن نكون إلى جانب من يحتاجوننا، بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون.