مع بدء العام الدراسي الجديد، يتوق الطلاب والمعلمون للانطلاق في مارثون تحصيل العلم، والاجتهاد من أجل بلوغ الأفضل، وتعلم الجديد في علوم الدين والدنيا.
ويحظى أول يوم دراسي بأهمية كبيرة لدى التلاميذ خصوصاً، فهو أشبه بعيد لهم، خاصة إذا كانوا يلتحقون بمرحلة دراسية هي الأولى لهم، وغالباً ما يُحفر هذا اليوم في نفوسهم؛ لذا يجب إخراج أول يوم دراسة بشكل متميز من قبل المعلمين الذي هم على ثغر كبير من ثغور الإسلام.
وقد اختص ديننا الحنيف طالب العلم بقيمة ومكانة كبيرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَن سلَكَ طريقًا يلتَمِسُ فيهِ علمًا، سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالِبِ العلمِ رضًا بما يصنعُ» (رواه أحمد).
كذلك رفع رسولنا الكريم من قدر العالم، وجعل له فضلاً ليس لغيره من العالمين، فقد قال رسول اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «فضلُ العالمِ على العابدِ كفضلي على أدناكم» (رواه الترمذي).
ويقدم الخبراء عدة نصائح للمعلم، في هذا اليوم، ليكون على مستوى الحدث، محققاً نتيجة طيبة في تهيئة التلميذ لعام دراسي ناجح، وتاركاً بصمة في جيل سيقود الوطن في المستقبل.
أولاً: يفضل أن يقوم المعلم بتجهيز أجواء احتفالية لاستقبال الطلاب، بالتنسيق مع إدارة المدرسة، مع إظهار السرور والبسمة عند استقبال الطلاب، وليس التوتر والخوف في أول يوم دراسي، بحيث يتوافر ما يحبب التلميذ في مدرسته، ويحفزه على الإقبال عليها، خاصة أن هناك مشاعر قلق وخوف لدى البعض من الذهاب للمدرسة، لا سيما عند الصغار، وفق ما أورده موقع «توينكل» التعليمي.
ثانياً: من المهم أن يقوم المعلم بالتعرف على الأطفال، ومعرفة أسمائهم، وهواياتهم، مع تشجيعهم على التحدث عن أنفسهم، وعما حققوه في الإجازة الصيفية، وما يخططون له هذا العام، مع إشعارهم بالاهتمام والسعادة.
ثالثاً: على المعلم أن يعطي للطلاب نبذة عن كيفية سير أول يوم دراسة، والجداول الدراسية، والمناهج التي سيدرسونها، والأنشطة التي سيشاركون فيها، ولو كانوا صغاراً، يحبذ اصطحابهم في جولة للتعرف على معالم المدرسة، أما إذا كانوا في المراحل الإعدادية والثانوية والجامعية، فيمكن التحدث معهم عن المستقبل وطموحاتهم وكيفية تحقيقها.
رابعاً: البدء بنشاط مدرسي مفضل لدى الأطفال، مثلاً حصة رسم، أو نشاط رياضي، أو توزيع تاج ورقي عليهم، على أن يدون كل منهم اسمه عليه، مع التقاط صورة جماعية معهم، وهي ذكرى جميلة تظل محفورة في نفوس الصغار، أو العمل على تزيين الفصل، وصنع لوحة جمالية داخله تدخل على قلوبهم السعادة.
خامساً: تبديد مشاعر القلق لدى الطلاب، ومنحهم جرعة من الحماس، وإشعارهم بأنهم في بيتهم الثاني، وأنه سيكون عاماً دراسياً مميزاً، وتبيان قيمة تحصيل العلم، ومكانة العلماء عند الله، قال سبحانه وتعالى: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّـهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (المجادلة: 11).
وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ» (رواه الترمذي وصححه الألباني).
سادساً: وضع جوائز تشجيعية للطلاب المتفوقين والمتميزين وأصحاب المهارات، وتعزيز روح التنافس بينهم، ومعرفة حفظة القرآن الكريم منهم، واستكشاف قدراتهم، وتبين المبدعين منهم علمياً ورياضياً وثقافياً.
وينصح في هذا الباب بتذكيرهم بتميز الصحابة في أبواب العلم، فمنهم من اختص بضبط القرآن الكريم قراءة كأُبي بن كعب، ومنهم من برع في تفسير كتاب الله كابن عباس، وهناك من اهتم بحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وكان من أكثر الرواة وهو أبو هريرة، ومنهم من تميز في علم الحلال والحرام كمعاذ بن جبل، رضي الله عنهم أجمعين.