في زمنٍ أصبحت فيه المنصات الرقمية نافذة العالم، برزت مجموعة من النشطاء الكويتيين كقادة للرأي ومناصرين مخلصين للقضية الفلسطينية، ليكونوا صوتًا مدويًا في وجه الظلم والاحتلال، هؤلاء النشطاء لم يكتفوا بالتغريدات العابرة، بل تجاوزوا ذلك إلى تشكيل رأي عام مؤثر، ونشر الوعي بالقضية في كافة الأوساط الشعبية، مؤكدين أن دعم فلسطين ليس خيارًا، وإنما التزام إنساني وأخلاقي.
وجوه مؤثرة في عالم «السوشيال ميديا»
أصبحت أسماء مثل محمد الكندري، عمر الثويني، عبدالعزيز الكندري، د. محمد الصفي، طارق الشايع، يوسف الكندري، أحمد الكندري، د. عبدالله الشايجي، الشيخ د. يوسف السند، هيا الشطي، د. خالد عبيد العتيبي، عادل العازمي.. وغيرهم من النشطاء الكثير والذي لايسعنا ذكر أسمائهم علامات بارزة في مسار الدعم الرقمي للقضية الفلسطينية، حيث يستخدم كل واحد منهم منصته لنشر الحقائق وتفنيد الادعاءات، وإبراز المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال.
أساليب الدعم وأدوات التأثير
اعتمد هؤلاء النشطاء على أساليب متنوعة في طرحهم للقضية الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تضمنت الأساليب ما يلي:
– البث المباشر والمقاطع التوعوية: حرص النشطاء مثل محمد الكندري، وعمر الثويني، على استثمار ميزة «البث المباشر» في منصات مثل «إنستغرام» و«تويتر» للتفاعل مع المتابعين والإجابة عن أسئلتهم حول مستجدات الأوضاع في فلسطين، حيث يطرحون آراء مؤثرة مصحوبة بالأدلة والبراهين.
– الرسائل المصورة والفيديوهات القصيرة: مثلما فعل د. محمد الصفي الذي اشتهر بإعداد محتوى توعوي في صورة مقاطع قصيرة، بأسلوب بسيط يجذب المتابعين ويحفزهم على إعادة النشر.
– التحليلات السياسية والآراء الفكرية: كان د. عبدالله الشايجي حاضرًا بقوة في ميدان التحليل السياسي عبر «تويتر»، حيث يقدم رؤى تحليلية معمقة حول القرارات الدولية والأحداث السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، مستندًا إلى خلفيته الأكاديمية في العلاقات الدولية.
– الدعوات للمقاطعة: من أبرز الحملات التي تبناها النشطاء الكويتيون، حملات المقاطعة الاقتصادية للاحتلال، حيث مارس عمر الثويني، وعبدالعزيز الكندري، دورًا بارزًا في تعزيز وعي المجتمع الكويتي حول أهمية مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال، مع نشر القوائم المحدثة بأسماء الشركات والمنتجات.
– المحتوى الديني والوعظي: هنا برز دور الشيخ د. يوسف السند، الذي يستخدم منصاته الإعلامية للحديث عن فضائل دعم القضية الفلسطينية من منظور ديني، مسلطًا الضوء على الأبعاد الإنسانية والدينية المرتبطة بالقدس والمسجد الأقصى.
– الحملات الشعبية ودعوات المشاركة: أدت هيا الشطي دورًا محوريًا في حشد الدعم الجماهيري، حيث كانت من أبرز من دعا إلى المشاركة في الوقفات التضامنية والمسيرات الداعمة لفلسطين، من خلال منشوراتها المؤثرة عبر «تويتر» و«إنستغرام».
تأثير الدعم الإلكتروني في القضية الفلسطينية
وجود نشطاء مؤثرين في «السوشيال ميديا»، مثل د. خالد عبيد العتيبي، ويوسف الكندري، وعادل العازمي، ساهم في تحفيز التفاعل الشعبي مع القضية الفلسطينية، حيث استطاعوا تحويل وسائل التواصل إلى منابر دفاع مستمرة، تسلط الضوء على الجرائم «الإسرائيلية»، وتنقل معاناة الفلسطينيين إلى العالم.
وقد برزت عدة حملات تفاعلية أطلقها هؤلاء النشطاء، من أبرزها:
– «#فلسطين_قضيتنا»: وهو الوسم الذي احتل الصدارة في «تويتر» خلال العدوان الأخير على غزة، حيث تسابق النشطاء على نشر الحقائق والأخبار الحية، مدعومة بالصور والفيديوهات من داخل فلسطين.
– حملة مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال: التي شارك فيها عبدالعزيز الكندري، وعمر الثويني، ود. محمد الكندري بقوة، حيث نشروا تفاصيل الشركات الداعمة للاحتلال ودعوا إلى مقاطعتها، محققين تفاعلًا واسعًا من المتابعين.
– التوعية بالحق الفلسطيني: حيث خصص د. عبدالله الشايجي مساحات كبيرة من منشوراتهم لفضح الرواية الصهيونية، والرد عليها بالحجج والبراهين، مع التذكير بالقرارات الدولية الداعمة للحق الفلسطيني.
الأثر الاجتماعي والإعلامي
كان لتفاعل النشطاء الكويتيين أثر ملموس في تغيير النظرة العامة تجاه القضية الفلسطينية، حيث نجحوا في جذب انتباه شرائح جديدة من المجتمع، خاصة فئة الشباب، كما استطاعوا استثمار قدراتهم في صناعة المحتوى المرئي والمكتوب بأسلوب يناسب الجمهور؛ مما أدى إلى زيادة التفاعل مع القضية في الكويت والعالم العربي.
كما ساهمت جهود هؤلاء النشطاء في الضغط على بعض المؤسسات الدولية والماركات العالمية، حيث أُجبرت بعض الشركات على تعديل سياساتها أو توضيح موقفها من دعم الاحتلال، ومن الأمثلة البارزة زيادة الوعي بحملة مقاطعة بعض المنتجات الداعمة للاحتلال، التي انتشرت عبر تغريدات عمر الثويني، وعبدالعزيز الكندري، وحظيت بتفاعل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي.
النشطاء الكويتيون على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكونوا أصواتًا عابرة، بل كانوا صنّاع وعي في زمن يحتاج فيه العالم إلى الحقيقة، ولم تقتصر جهودهم على الخطابات العاطفية، بل تجاوزوها إلى صناعة تأثير حقيقي في الرأي العام المحلي والدولي، مسلحين بالوعي والمعرفة، وبإيمان راسخ بأن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب، بل قضية أمة.