العادات السيئة مثل الفراش المريح، من السهل الدخول إليه ولكن من الصعب الخروج منه، والناجحون كما يقول «براين تريسي»، أستاذ التنمية البشرية الأبرز في أمريكا: «الناجحون ما هم إلا أناس يتمتعون بعادات ناجحة»، ويقول الروائي الإنجليزي «تشارلز ديكنز»: «لم أتمكن أبداً من فعل ما فعلت إلا بعد أن تكونت لدي عادات الدقة والنظام والاجتهاد، دون الإصرار على التركيز على موضوع واحد في الوقت الواحد»، ومع أننا نحن الذين نكوِّن العادات في البداية، إلا أنها هي التي تشكِّل كل شيء في حياتنا بعد ذلك.
اقهر عاداتك السيئة قبل أن تقهرك.. قم فوراً بإغلاق باب العادات التي تعطلك وتعوقك وتحول بينك وبين تحقيق أهدافك، غيِّر السجلات، ونظف المنزل، وتخلص من الغبار والأوساخ، وتوقف عن حرمان نفسك من الفرص العادلة، قم بإزالة الغبار والزيف عن شخصك، وحاول من الآن أن تكون أنت؛ بالتخلص من العادات التي تحول بينك وبين تحقيق ما تريد.
تخلص من هذه العادات
1- اللعب الآمن:
هل سبق لك – في أي وقت مضى – أن أخفيت شيئاً ذا قيمة «في مكان آمن»؛ خوفاً من أن يخربه شخص أو يسرقه منك، واستيقظت يوماً على نسيانك لمكان إخفائه – لأنك أتقنت إخفاءه – وفشلت في العثور عليه مرة أخرى؟ إذا كان الأمر كذلك فأنت تفهم الحكمة فهماً خاطئاً، وتترك قلبك وأحلامك في العراء.
لتحصيل ما نريد، حتى عندما يكون مشكوكاً في تحصيله ولنسيان ما ضاع، حتى لو كان ذلك أمراً مؤلماً، علينا أن نعيش حياة الشجعان، حتى عندما نكون خائفين.. فهذه التجارب التي نواجهها والخيارات التي نتخذها والآلام التي نكابدها هي التي تمهِّد لنا الطريق إلى السعادة والنجاح.
2- السماح لغيرك بأن يقرر لك:
عندما تشعر أنك خرجت عن نطاق السيطرة، ويمكن أن يكون شيئاً مغرياً لك البحث عن شخص ما على استعداد لتولي مسؤولية حياتك نيابة عنك.. ولكن قبل أن تفعل ذلك، تأمل فيما يلي: إذا وضعت طوقاً حول عنقك وأعطيت المقود لشخص آخر، سيكون لديك القليل أو ربما ليس لديك أي خيار بخصوص المكان الذي سيقودك إليه؛ ولذلك ضع أنت حدودك الخاصة بك وتحرك بحرية في داخلها.
3- التشكيك في أحلامك الخاصة:
لا يهم إذا كنت تأمل في كتابة كتاب، أو الفوز بمحبة الناس، أو بدء نشاط تجاري، أو شفاء الجسم من مرض، أو تعلم مهارة ما، أو العثور على السلام الداخلي، أو أي شيء آخر.. الخطوة الأولى – وغالباً ما تكون الخطوة الأطول، والشاقة أكثر – هي أن تؤمن بأن ما تحلم به قابل للتحقق، وأن ما تحلم به ممكن.
4- التسامح مع أصحاب الأثر السلبي علينا:
أحياناً نغفر ونتسامح مع أولئك الذين يحبطوننا ويتركون علينا بصماتهم السلبية لأننا ببساطة نريدهم في حياتنا.
«الوداع» كلمة مؤلمة ولكنها تكون أحياناً الحل الوحيد لمشكلاتنا، ومن الضروري أن نستخدمها من وقت لآخر.
5- السماح للعلاقات الفاشلة بأن تطارد علاقاتك الجديدة:
هناك فائدة لكل علاقة فاشلة، هذه الفائدة هي عدم خفض مستوى التوقعات الخاصة بك، ولكن رفعها، وتذكر أنك لا تريد الشخص الذي يختارك فقط لما هو معروف عنك من مميزات، ولكنك بحاجة إلى الشخص الذي يرى سلبياتك كما يرى إيجابياتك، ولكنه يقدِّرك على كل حال.
6- توقع النعمة والنعيم الدائم:
السعادة الحقيقية لا توجد فقط في الإيجابية، ولكنها توجد في داخل الواقع.. الواقع الذي يعني قبول الحقيقة التي تتعايش فيها الإيجابية مع السلبية، الذي يحاول أن يكون إيجابياً بنسبة 100% في كل وقت كمن يريد أن يكون محيطاً ترتفع موجاته فقط ولا تنخفض أبداً، وهذا مستحيل.. ومع ذلك، فعندما ندرك أن ارتفاع موجات المحيط ومن ثم تحطمها هي جزء من نفس المحيط، حينئذ نكون قادرين على التكيف والحياة في سلام مع الأمور والأحوال كما هي، وهو ما يقودنا إلى أماكن أكثر سعادة وأكثر إنتاجية على المدى الطويل.
7- البكاء على اللبن المسكوب:
في الحياة، هناك بعض الناس وبعض الأشياء الذين ستفقدهم حتماً وأنت تسير من أجل العثور على أفضل ما لديك.. لذلك عليك أن تشعر بالامتنان بما لديك الآن، وحاول عدم الخوض وعدم البكاء على ما فاتك وعلى ما فقدت، والسعي لما تريد.
8- إغفال التعلم من خبرات الماضي:
كل شيء يحدث لسبب ما يمكنك أن تتعلم منه وتنمو، تعلم ممن ينفعك وممن يخدعك.
الأخطاء تقع لكي تتمكن من تعلم كيف تقدر الأشياء، وكيف تسير في الاتجاه الصحيح.
في البداية كنت تصدق الأكاذيب حتى تتعلم بمن يمكن أن تثق في نهاية المطاف.
وأحياناً نفقد أشياء جيدة لكي نحصل على أشياء أفضل.
9- التمسك بالحقد والشعور الدائم بالاستياء:
بغضّ النظر عن سبب ومبرر الحقد والاستياء، فإن الغفران والصفح يكونان دائماً في صالحك.
لا تترك رواسب العداء تأكل قلبك، تخلص من الأفكار المريرة لديك نحو نفسك ونحو الآخرين، حينئذ فقط يمكن أن تشعر وتُرضي شغفك للسعادة.
10- الإفراط في نقد نفسك:
لست وحدك، فالملايين يشعرون بذلك، فإذا كنت تشعر بأن الجميع ينتقدك ويحاول الحكم عليك في كل وقت، فاعلم أننا غالباً ما نشعر بذلك عندما نكون مشغولين أكثر من اللازم بالحكم على أنفسنا.
11- السماح للتشاؤم بتغذية المماطلة:
لدينا خياران عندما نستيقظ في الصباح: إما أن نعود إلى النوم؛ ومن ثم إلى الحلم، أو نستيقظ ونقوم بمطاردة هذا الحلم.. وكثيراً ما نقضي الكثير من الوقت نتساءل: لماذا لسنا جيدين ومتميزين بما فيه الكفاية، ومن ثم نقوم بتشويه أنفسنا، بدلاً من إعطائها الأمان والثقة.
إننا نضيع الكثير من الوقت بقلوب مغلقة ورؤوس مطأطأة.. يجب أن نتعود على رفع رؤوسنا والنظر إلى أعلى كما يجب أن نملأ قلوبنا بالأمل والتفاؤل.. نتوقف عن القلق ونبدأ الحياة.
12- الاستسلام بسرعة:
يتكرر من وقت لآخر سؤال الناس لي: كيف أرفع رأسي عالياً دائماً، مهما حدث لي من زلات ومهما وقع لي من هزات وربما هزائم؟ ودائماً أقول لهم نفس الشيء: «لأنني مازلت بعد على قيد الحياة مهما حدث، فأنا أحد الناجين، ولست الضحية»، لا تتخلى أبداً عن الأمل، وتذكر أنك دائماً تستحق الاستمرار في التقدم والسير إلى الأمام، ويوماً ما ستتجمع القطع معاً وستكتمل الصورة، وستنساب وتنتشر الأشياء الجيدة وتتخلل الأشياء الجميلة حياتك، ربما ليست بالضبط بالطريقة التي كنت تتوقعها، وسوف يأتي الوقت الذي تنظر فيه إلى الوراء وتسأل نفسك وتتعجب بابتسامة رضا: «كيف اجتزت كل هذه الصعاب؟!».