في هذه الأيام، تحتفل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالذكرى الثامنة والعشرين لانطلاقتها، وكانت “حماس” قد انطلقت في 14/ 12/ 1987م في سياق انتفاضة الحجارة.
ومرّت حركة “حماس” في هذه السنوات، بحلوها ومرّها، بمراحل صعبة، وقدّمت إنجازات سياسية وعسكرية مهمة، وأصبحت رقماً صعباً في الساحة الفلسطينية والمعادلة الإقليمية، وصار لا يمكن تجاوز حركة “حماس” على الصعد السياسية والشعبية.
أهم ما حققته “حماس” أنها ثبّتت مشروع المقاومة ضدّ الاحتلال “الإسرائيلي”، وحافظت على بقاء المقاومة كخيار إستراتيجي ثابت، واستطاعت أن تنفّذ مشروع المقاومة في كل الظروف، رغم محاولات ضربها ومحاصرتها.
وطوّرت “حماس” قدراتها ضمن مشروع المقاومة، في ظروف قاسية جداً، واستطاعت أن تنتقل من الحجارة إلى السكاكين إلى الرصاص إلى المتفجرات إلى الصواريخ، وأن تضرب العدو الصهيوني في أصعب الظروف وفي أهم الأماكن.
وصمدت “حماس” في كل الحروب التي تعرّضت لها، خاصة الحروب الثلاث الأخيرة أعوام 2008، 2012 و2014م، وحققت إنجازات عسكرية مهمة، منها أسر عدد من جنود الاحتلال، وتفجير باصات صهيونية، وقصف أهم المراكز بالصواريخ.
وعملت “حماس” في المقابل على الترويج لنهجها السياسي، من خلال تمسّكها بمشروع التحرير وإقامة الدولة الفلسطينية، وعودة اللاجئين، وإطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين.
وشدّدت “حماس” في فكرها السياسي على وحدة الشعب الفلسطيني، ووحدة الأرض والقضية، ووجهت خطاباً فلسطينياً وحدوياً، وحاورت جميع القوى الفلسطينية من أجل إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية، وبالأخص منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف تشكيل قيادة فلسطينية موحدة، والاتفاق على برنامج سياسي وطني جامع، وإشراك جميع مكوّنات الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج في القرار الفلسطيني، من خلال إجراء انتخابات لجميع المواقع.
وخلال مسيرتها، واجهت “حماس” العديد من التحديات والتهديدات والعقبات، أهمها: الملاحقة الأمنية، واغتيال قياداتها، واعتقال كوادرها وإبعادهم، والحصار المالي، والانقلاب على فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006م، ومحاولات استئصال بنيتها في الضفة الغربية، وفرض حصار اقتصادي على قطاع غزة.
وكان من بين ذلك إصرار جهات دولية وإقليمية على عدم الاعتراف بـ”حماس”، ورفض الحوار معها، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات التشريعية والبلدية التي فازت بها “حماس” ما لم تعترف الحركة بالكيان الصهيوني وبالاتفاقيات الموقعة معه، والتخلّي عن المقاومة و”نبذ الإرهاب”.
وفي السنوات الأخيرة، توترت علاقة “حماس” بعدد من الدول الإقليمية نتيجة للتداعيات التي حصلت في المنطقة، وللاضطرابات السياسية والاجتماعية.
واليوم، تقف “حماس” أمام مجموعة من التحديات والأولويات، أهمها:
1- الاستمرار في الصمود ومقاومة الاحتلال، وحماية انتفاضة القدس وتطويرها، ومحاولة تشكيل إطار قيادي فلسطيني جامع.
2- الصمود في قطاع غزة، وتوفير ما يمكن من المتطلبات الاجتماعية والإنسانية، مع التمسّك بالمصالحة الفلسطينية الداخلية، والعمل على تشكيل حكومة وفاق وطني.
3- الاستمرار في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، والحرص على فاعلية الأداء المقاوم في الضفة الغربية.
4- معالجة المشكلات السياسية مع عدد من الأطراف الإقليمية، مع الحرص على عناوين ومضامين الموقف الأخلاقي والمبدئي، ورفض الانجرار للخلافات المحلية والإقليمية وسياسة المحاور.
الواقع صعب، و”حماس” تدرك ذلك، وسيبقى اهتمامها منصباً على مواجهة الاحتلال، وتعزيز الوحدة الوطنية.