مصطفى صبري
الحواجز العسكرية التي ينشرها جيش الاحتلال في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، يطلق عليها الفلسطينيون “حواجز الموت”، وشهداء انتفاضة القدس الحالية تم استهداف العديد منهم على حواجز الموت .
صلاح الخواجا، الخبير بشؤون الاستيطان قال للمجتمع: “الفلسطينيون أصبحوا يستعدون للموت عند الوصول للحواجز العسكرية، فأصابع الجنود على الزناد لتنفيذ جريمة القتل المتعمدة، والتهمة تكون جاهزة، محاولة الطعن بسكين، ويكون السكين بحوزة الجنود لوضعها بجانب جثة الشهيد”.
ويضيف: “هناك قرابة الـ624 حاجزاً عسكرياً بين دائم وطيّار وترابي وإسمنتي، وكل فلسطيني يمر من الحاجز يعتبر مشروع شهادة، وهذه السياسة العنصرية لها دوافعها لدى الجنود، منها دافع الانتقام واستغلال الأوضاع الحالية لتنفيذ هذه الرغبة العنصرية في القتل”.
وأشار قائلاً:” شهداء حاجز الحمرا في الأغوار قتلوا بدم بارد، أحدهم مزارع، والآخر تاجر يقوم بتوزيع البضائع، وتم قتلهم بدم بارد، وهناك 22 حالة تم إعدامها بطريقة غير مباشرة بعد منع سيارات الإسعاف من السماح لها بالمرور، فهذه الحواجز ضمن منظومة أمنية لقتل الفلسطينيين والتنكيل بهم تحت ذريعة الشماعة الأمنية”.
ولفت الخواجا قائلاً:” ونظراً لتزايد إجرام الاحتلال على الحواجز وغيرها، طالبت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت وولستروم بفتح تحقيق جدي في عمليات الإعدام الميداني بدون محاكمة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. لتوضيح ما يجري ومحاسبة المسؤولين عنها وتقديمهم إلى العدالة”.
وفي منطقة طولكرم، قال أحد المواطنين – رفض الإفصاح عن اسمه للمجتمع -:”عندما كنت أقود سيارتي بين بلدة عتيل وطولكرم، استوقفني حاجز طيّار للجنود، وطلبوا مني النزول، لتفتيش السيارة، وبعدها سمحوا لي بالمرور، وبعد الابتعاد عنهم أوقفت السيارة وقمت بتفتيشها فوجدت مجموعة سكاكين تحت مقعد السائق، وعلى الفور قمت بإلقائها خارج المركبة، وواصلت المسير عدة مئات من الأمتار، فإذا بحاجز آخر يطلب مني التوقف بشكل فوري، وأنزلوني من السيارة، وطلبوا مني الابتعاد لتفتيش السيارة، وركّزوا على أسفل مقعد السائق، ولم يعثروا على أي شيء، وشاهدت على وجوههم الدهشة، وأخذوا بالاتصال بالمجموعة الأولى للاستفسار، وبعدها طلبوا مني مغادرة المكان بصوت مرتفع وغضب واضح”.
عائلة الشهيد سعيد أبو جودة، الذي استشهد على حاجز الحمرا في الأغوار، قالت في لقاء معها:” استشهاد سعيد كان صدمة لنا، فهو تاجر وينهض للعمل في وقت مبكر، ويتنقل بين كافة المدن، واستهدافه كان متعمدا، مع الشهيد المزارع محمد أبو مريم، وطالبت العائلة برفع شكوى إلى كل الجهات الدولية لإدانة عملية القتل المتعمدة، وزعم أحد الضباط في الموقع على لسان شهود العيان، إنه اعتذر عن عملية القتل، كما تقول العائلة”.
بدوره، طالب النائب التشريعي فتحي القرعاوي بفتح تحقيق بوجود دولي عن الإعدامات الميدانية التي ينفذها الاحتلال، ويتباهون بعدد القتلى الذين تم استهدافهم برصاص الجنود، ومواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية تشجّع إعدام الفلسطينيين على الحواجز، وفي الشارع، ما يشير إلى أن الجنود جاءوا من بيئة التحريض على قتل الفلسطيني في أي زمان أو مكان”.
أما النائب التشريعي د.مصطفى البرغوثي، وأمين عام المبادرة الوطنية قال للمجتمع:” الإعدام على الحواجز العسكرية أصبح للجميع، ولا فرق بين مواطن عادي ومقاوم، فالكل مستهدف من قِبل جنود الاحتلال الذين أصدرت لهم الأوامر بقتل كل فلسطيني يتصرف بشكل غير اعتيادي، وهذا إعدام بدون محاكمة، والتهمة دائماً جاهزة، محاولة الطعن بالسكين”.