300 قتيل في سوريا في العشر الأوائل براميل الأسد لا تصوم
بأكثر من 300 قتيل ومئات الجرحى، و1000 برميل متفجر، ومئات القاذفات والصواريخ المحرمة دوليا، أسدل نظام الأسد الستار على العشر الأوائل من شهر رمضان هذا العام، تاركا سجلا محملا بالمجازر الدموية ضد المدنيين.
حرمة الشهر الفضيل لم تردع الأسد والروس عن إيقاف مجازرهم المستمرة بحق المدنيين منذ أكثر من 5 سنوات، “قصف عشوائي وبراميل وخراطيم مزقت السوريين وحولتهم إلى أشلاء”.
فشهر رمضان الذي عول عليه السوريين تزامنا مع هدنة الأمم المتحدة، لوقف القتال، حوله الأسد إلى جحيم، فظل يقصف المدنيين بشكل جنوني، وما تبقى منهم قضى طقوس رمضان إمَّا في المخابئ هربًا من نيران الأسد، أو في العراء أو تحت الأنقاض.
مجازر الأسد لاتزال مستمرة، آخرها في حلب فجر اليوم، والتي قتل فيها أكثر من أربعين وجرح عشرات آخرون في غارات سوريا وروسية على أحياء وأرياف حلب وإدلب، جراء إلقاء مروحيات النظام براميل متفجرة.
براميل الأسد
وتحدثت مصادر بأن قوات النظام السوري شنت غارات عنيفة بالبراميل المتفجرة والصواريخ والألغام البحرية على أحياء مدينة حلب وريفها.
وقالت مديرية الدفاع المدني في مدينة حلب شمالي البلاد إنَّ طائرات النظام السوري شنت أكثر من خمسين غارة على أحياء المدينة، سقط على إثرها أكثر من ثلاثين قتيلا وعشرات الجرحى.
وقد ركزت الغارات في حلب التي شاركت فيها طائرات روسية أيضا على أحياء الصالحين والفردوس وصلاح الدين وهنانو وجسر الحج والمعادي والسكري والكاستيلو.
كما استهدفت الغارات الروسية والسورية بلدات في ريف حلب، منها حيان وعندان وحريتان في ريفها الشمالي.
الحقوقي السوري زياد الطائي قال: إن جيش الفتح بدأ ملحمة من القتال في بلدة خلصة بريف حلب الجنوبي، وعشرات الاقتحاميين والمدرعات تبدأ بكسر خطوط الدفاع الأولى للميليشيات الطائفية الإيرانية التي تسيطر على المدينة، واستطاعوا تحرير الأطراف الشرقية من بلدة خلصة.
وأوضح الحقوقي السوري أن الأسد والروس قصفوا المدنيين فجر اليوم انتقامًا من الفصائل المسلحة التي قسمت ظهر قواته في الأيام الأخيرة، في خلصة وريف حلب الشرقي والجنوبي، مضيفا أن مجازر الأسد لن تمنع الفصائل من التقدم لتطهير المدن السورية من دنس الشيعة.
وتابع: “الأسد لا يعرف شهر رمضان من غيره، فصواريخه وبراميله لم تصم عن القتل، قائلا: “الأسد يتعمد استهداف الأطفال لقتل الحاضنة الشعبية السورية”، وأشار إلى أن المجتمع الدولي يصمت عن مجازر الروس والأسد، فهو مشارك في قتل الشعب السوري، وما أدرانا فقد يكون هو من يقود عمليات قتل وإبادة سوريا.
بدوره، قال الناشط الإعلامي السوري أحد أهالي درعا، أحمد المسالمة، إن الطائرات المروحية التابعة لنظام الأسد استهدفت مدينة الحارة بالريف الشمالي وقامت بإلقاء 4 براميل متفجرة على منازل المدنيين، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأوضح شاهد العيان في تصريحات سابقة أن القصف المروحي خلف ثلاث قتلى وسقوط أكثر من خمسة عشر جريحًا كلهم من المدنيين، وتابع: “من القتلى هناك طفلة شهيدة، ومن الجرحى نساء وأطفال وكلهم من المهجرين إلى مدينة الحارة.
وأضاف أن القصف كان في الصباح، والآن بعد تشييع الشهداء عادت الأمور شبه طبيعية بالمدينة، ولكن هناك حالة من العتب على الجيش الحر، لماذا لا يرد على انتهاكات النظام وقصفه وهذا العتب تطور إلى مطالبات من الأهالي للجيش الحر بالرد على مايقوم به النظام من مجازر.
وأشار إلى أن هذا التصعيد جاء منذ ما يقارب العشرة أيام، بعد أن قام الجيش الحر من تثبيت سارية على تل الحارة ورفع عليها راية الثورة بحجم كبير فجنّ جنون النظام وروسيا من ذلك، فأغار الطيران الحربي الروسي عشرة مرات على التل وقصفت المدينة والتل بقذائف المدفعية بشكل شبه يومي بحسب مصر العربية.
من جهته، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل قرابة 224 مواطناً مدنياً بينهم 67 طفلاً دون سن الـ 18، و 28 مواطنة فوق سن الثامنة عشر خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، تم توزيعهم على النحو التالي:
148 قتيلا مدنياً بينهم 50 طفلاً و15 امرأة قتلوا في قصف للطائرات الحربية السورية والروسية وقصف للطائرات المروحية بالبراميل المتفجرة، و18 شخصا بينهم 3 أطفال و4 سيدات قتلوا في قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، و15 شخصا بينهم 5 أطفال و6 سيدات قتلوا في قصف لطائرات التحالف الدولي.
داعش سوريا
وأيضا 12 بينهم 3 أطفال وسيدة واحدة قتلوا في قصف للفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم “داعش” ورصاص قناصاتهم، و13 بينهم طفلان قتلوا في تفجير عربة مفخخة وتفجير حزام ناسف، و4 مواطنين قتلوا برصاص حرس الحدود التركي، و3 مواطنين قتلوا تحت التعذيب في المعتقلات الأمنية السورية، ورجل أعدمه تنظيم “الدولة داعش”.
في السياق، اتهمت مجموعة “حملة سوريا” الأمم المتحدة بفقدان نزاهتها واستقلالها وحيادها في سوريا وانحيازها لصالح النظام السوري، وأشارت في تقرير لها إلى أن 88%من المساعدات اتجهت إلى مناطق خاضعة لسيطرة النظام السوري.
كما اتهم تقرير الحملة -التي تضم 55 منظمة غير حكومية – الأمم المتحدة بالإذعان للنظام السوري في صياغة وثائق إستراتيجية.
وأشارت حملة سوريا إلى أن المنظمة وفرت دعما مثيرا للجدل في المدن التي كانت خاضعة للحصار من قبل النظام السوري، موضحة أن الأمم المتحدة فشلت بشكل منهجي في تصنيف المناطق المحاصرة وتعريفها.
وأضاف التقرير أن عمليات الإغاثة التي تديرها الأمم المتحدة في سوريا تنتهك المعايير الإنسانية للمنظمة الدولية، وأن تلك الانتهاكات تهدد بجعلها طرفا في النزاع.
ومنذ 21 أبريل الماضي، تتعرض أحياء حلب وبعض مناطق جوارها لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المنازل والمستشفيات والمنشآت الصحية والمدنيون، خلف مئات القتلى والجرحى.
في حين، ازداد تصعيد الأسد الوحشي ضد المدنيين، فبعد 10 أيام من شهر رمضان، استكملت الطائرات الروسية والأسدية قصفها حلب وريفها، ومناطق معرة النعمان وحمص، وخلصة والريف الشرقي لحلب بشكل وحشي، حيث قتل المئات.