اعتقال الاحتلال لأمهات الشهداء يعد استمراراً لعمليات الانتقام الصهيوني من عائلات الشهداء الذين نفذوا عمليات نوعية ضد الاحتلال والمستوطنين.
والدة الشهيد مهند الحلبي كانت على موعد مع الاعتقال بعد تسليمها بلاغاً أمنياً لمقابلة ضابط المخابرات، حيث تم الاعتقال في موعد المقابلة، وأفرج عنها بعد يومين من الاعتقال.
الاحتلال في عملياته الانتقامية اعتقل نجلها محمد الحلبي قبل أسابيع، وهدم منزلها في قرية سردا قرب رام الله، ومازال يلاحق العائلة.
رب العائلة شفيق الحلبي يقول لـ”المجتمع”: الاحتلال ينتقم منا كون ابني شهيداً، ونحن أصبحنا هدفاً للانتقام، وهي رسالة من الاحتلال لكل فلسطيني أن الانتقام من عائلة أي شهيد لن يتوقف.
الاحتلال باعتقاله والدة الشهيد محمد الحلبي والإفراج عنها، يعلن أن عائلات الأسرى والشهداء لن تكون خارج العقاب الجماعي.
المحررة دنيا واكد اعتبرت اعتقال أمهات الشهداء والأسرى أسلوباً عنصرياً تتبعه المخابرات “الإسرائيلية” لترويع الشعب الفلسطيني، بأن ثمن كل عملية فدائية لن يتوقف عند حد استهداف المنفذ، بل ستتبعه سلسلة من العقوبات الانتقامية.
إخلاص صويص (أم عبدالله)، زوجة الأسير القيادي عباس السيد، قالت لـ”المجتمع”: الاحتلال يحاول متابعة عائلات الشهداء والأسرى متابعة دائمة وتفصيلية، ويسعى دوماً إلى فبركة التهم ضد أفراد العائلة ومن ضمنهم الأمهات، فوالدة الشهيد مهند الحلبي تم تمديد اعتقالها لمدة أربعة أيام بتهمة التحريض على “الفيسبوك”، وهي تهمة جاهزة للإدانة أمام المحاكم الصورية، وأفرج عنها بكفالة كي تبقى ملاحقة في المحاكم.
وقالت النائبة منى منصور، من نابلس، وزوجة القيادي الشهيد جمال منصور: ملاحقة أمهات الشهداء من قبل مخابرات الاحتلال وزجهم في السجون، يجب أن يتابَع قانونياً من قبل الجهات القانونية والإنسانية، وفضح الاحتلال في كافة المنابر، فالسكوت يعني استمرار الاحتلال في هذا النهج المؤلم، وعلى الكل الفلسطيني عاتق وقف هذا المسلسل المرعب، ففي الآونة الأخيرة أصبحت ظاهرة اعتقال الفتيات والنساء، فالاحتلال اعتقل إيمان مصباح، كريمة الشهيد مصباح أبو صبيح ووالدة الشهيد مهند الحلبي، إضافة إلى اعتقال الفتيات على الحواجز العسكرية وفي القدس.
سرقة الأطفال من مقاعد الدراسة
مآسي سجون الاحتلال بحق الفلسطينيين لا تعد ولا تحصى، وتكون النتائج كارثية على الأسيرات القاصرات دون سن الخامسة عشرة والمصابات برصاص الجنود، وتحظر اتفاقية جنيف الرابعة محاكمة الأطفال، إلا أن سلطات الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل الاتفاقيات التي تحمي الطفولة في فلسطين.
الأسيرتان الطفلتان نتالي شوخة، وتسنيم حلبي قاصرتان تسرقهما سجون الاحتلال من مقاعد الدراسة في مدرسة رمون شرق رام الله، وقامت زميلاتهما الطالبات في المدرسة برسم رسائل حب لهما، وينشدن داخل الصف نشيد الحرية للأسيرتين نتالي شوخة، وتسنيم حلبي، ووصلت إلى الصف أعمال يدوية من الأسيرتين الطفلتين لزميلاتهما الطالبات وبعض الرسائل، وكان لهذه الهدايا الأثر الإيجابي على كل طالبات المدرسة والهيئة التدريسية.
طالبات المدرسة أشدن بالأسيرتين نتالي، وتسنيم كونهما مميزتين في النشاط اللامنهجي وخدمة الطالبات.
والدة الأسيرة نتالي شوخة تقول: تم اعتقال نتالي، وتسنيم قرب قرية بيت عور غرب رام الله بتهمة طعن جنود، حسب زعم الاحتلال في شهر أبريل الماضي، وأصيبت نتالي بأعيرة نارية، وهي تتماثل للشفاء في الآونة الأخيرة، وحرمت أنا زوجي من زيارتها منذ اعتقالها، وكان اللقاء معها داخل المحكمة لبضع دقائق فقط.
رسالة شوق
وتضيف الوالدة المكلومة: وصلتني رسالة من نتالي مليئة بالشوق لي وللعائلة وللمدرسة، وأخبرتني أنها تتماثل للشفاء، وأنها أصبحت عضوة مهمة في اللجنة الثقافية في قسم القاصرات وعددهن 12 أسيرة من فئة الأطفال، وأنها تناقش روايات وحصلت على المرتبة الرابعة في المسابقات الثقافية، وسيكون هناك إخراج لمجلة ثقافية بإشرافها، فوقت السجن لا يذهب هدراً، تقول والدة الطفلة نتالي.
أما والدة الطفلة تسنيم التي تقبع في سجن هشارون المخصص قسم منه للأسيرات، تقول لـ”المجتمع”: سمح لنا بزيارتها مرة واحدة منذ اعتقالها قبل خمسة شهور، واضطررت أنا وزوجي إلى تقسيم الزيارة.
وتقول عائلتا نتالي، وتسنيم: إن الاحتلال طلب حكماً بالسجن لهما لمدة تزيد على عام ونصف عام، حسب ما تقدمت به النيابة العامة العسكرية دون مراعاة لوضعهما وسنهما.
يشار إلى أن 12 أسيرة قاصرة في سجون الاحتلال، و400 أسير قاصر يعرضون على محاكم عسكرية مخالفة للقانون الدولي، وتفرض عليهم أحكام بالسجن الفعلي تصل إلى اثني عشر عاماً.