– المدهون: نجاح العملية سيشجع الآخرين للإقدام على تنفيذ عمليات مشابهة
– بحطوط: التحقيقات أظهرت أن إحدى الضابطات طلبت من الجنود الهرب
– جعارة: هذه الانتفاضة ستستمر طالما أن الاحتلال لم يعترف بالحقوق الفلسطينية
مرة جديدة يتجندل الصهاينة تحت عربات المجاهدين الفلسطينيين وحافلاتهم، في الوقت الذي تستخدم فيه سلطات الاحتلال كافة الوسائل والمخططات الأمنية لمنع تكرار هذه الحوادث التي أصبحت تشكل عامل ذعر وقلق في أوساط الصهاينة، وتسعى لفرض سياساتها المشددة لردع الفلسطينين، وتجييش وحداتها العسكرية المختلفة لوقف الانتفاضة التي يشتد لهبها في كل فترة .
عملية القدس الأخيرة التي نفذها الشاب الفلسطيني فادي القنبر بشاحنته، والتي قتل فيها 4 من جنود الاحتلال هي واحدة من عمليات الدهس التي ينفذها الشبان الفلسطينيون مع اندلاع انتفاضة القدس الحالية؛ وذلك رداً على ممارسات الاحتلال المتطرفة بحقهم، غير أن ما يميز تلك العملية أنها تسببت في مقتل 4 من جنود الاحتلال فضلاً عن إصابة العديد من وحدات الجيش المتمركزة في المكان الذي نفذت فيه عملية الدهس، بينهم حالات خطيرة جداً، لكن الخسارة الأكبر بالنسبة للكيان الصهيوني حسب متابعة إعلام الاحتلال وآراء المحللين والمتابعين للشأن الصهيوني هي مدى ما أظهرته العملية من جبن الجندي الصهيوني وهلعه من أي حركة، وهو ما هز صورة الكيان المحتل الذي يروج لقدراته العسكرية والقتالة على مستوى العالم .
ذعر وهلع
وعلقّت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية في عددها الصادر، تحت عنوان “الجنود الذين أطلقوا النار.. الجنود الذين هربوا”، أن عشرات الجنود شوهدوا يهربون من مكان العملية، ونقلت عن الضابط الذي أطلق النار على منفذ العملية الشهيد القنبر، تساؤله: لماذا كنت الوحيد الذي أطلق النار على المنفذ؟
وذكر قاتل الشهيد القنبر وهو مسؤول الأمن داخل الحافلة التي نزل منها الجنود قبل العملية بلحظات، أن الجنود نزلوا من الحافلة، وأثناء توقفها لتنزيل الركاب جاءت سيارة ونش كبيرة وقامت بدهس كل من كان يقف بجانب الحافلة.
وتابع: لم أدرك أنها عملية فدائية إلا بعدما لاحظت أن السائق يقوم بالرجوع ودهس المصابين الذين كانوا ملقين على الأرض مرة أخرى.
وأضاف: قمت بالالتفاف على مقطورة الشاحنة وإطلاق النار على السائق، لكن بعد فوات الأوان، حيث إنني رأيت الجثث على الأرض، لافتاً إلى أن بعض الجثث كانت رؤوسها داخل عجلات الشاحنة.
كما ذكر موقع “واللا” العبري، ما كتب المعلق العسكري “الإسرائيلي” أمير بوحبوط، أن التحقيقات في عملية الدهس أظهرت أن إحدى الضابطات طلبت من الجنود الهرب، والبقاء متحصنين في مواقع آمنة.
وكانت مصادر “إسرائيلية” قالت: إن الجنود الذين قتلوا وتواجدوا بمكان عملية القدس، أنهوا كافة تدريباتهم، وكانوا بالمنطقة للتعرف على جغرافية القدس، ولحظة العملية فروا هاربين من أمام المنفذ.
أما رئيس شرطة الاحتلال فقال عن العملية: تفاجأنا من العملية ولم يصلنا أي تحذير أمني باحتمال وقوع هجوم بهذا الشكل، وقالت إذاعة جيش الاحتلال: إنه تم الدفع بـ 300 عنصر من شرطة الاحتلال إلى القدس المحتلة في أعقاب عملية الدهس.
نقلة نوعية
ويبين الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن عملية الدهس الأخيرة تعتبر نقلة نوعية في التفكير والتخطيط والتنفيذ، فقد استهدفت مجموعة للجنود الصهاينة، وابتعدت عن التجمعات ذات المظهر المدني، فالجندي الصهيوني هو من يسفك الدماء في مدن الضفة والقطاع والقدس، ولهذا اختار الشهيد فادي سفك دمه وإذاقته من نفس الكأس.
ويضيف الكاتب المدهون أن العملية ستربك حسابات الاحتلال وتقلق اطمئنانه، وتؤكد له أن حالة الهدوء لن تستمر طالما هناك أطماع واعتداء، مشيراً إلى أن نجاح هذه العملية والترحاب الفلسطيني الواسع بها سيشجع الآخرين للإقدام على تنفيذ عمليات مشابهة، فهذه عملية ذات طابع فردي تأتي رداً على استمرار انتهاك الاحتلال تجاه المسجد الأقصى وسكان الضفة، ونتيجة جرائمه المتراكمة وإعداماته الميدانية، ومن السهل تنفيذها وتكرارها.
رسالة للمحتل
وحول رد الفعل الصهيوني بعد العملية، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية عمر جعارة: إن الرد “الإسرائيلي” لن يختلف عن أي عملية سابقة، لأنها قضية فردية، موضحاً أن الاحتلال سيعتقل أسرة منفذ العملية، وبعدها هدم منزل العائلة وتطبيق عقوبات جماعية على أسرته.
وأضاف أن هذه العملية جاءت لتؤكد أن “الإسرائيليين” لا يستطيعون إيقاف هذه الانتفاضة مهما فعلوا، مؤكداً أن ما يحدث هو انتفاضة بكل ما للكلمة من معنى، وأنها ستستمر طالما أن الاحتلال لم يعترف بالحقوق الفلسطينية، وقال جعارة: إن الاحتلال يستطيع أن يوقف هذه الانتفاضات عندما يترك ملاحقته للفلسطينيين، ويبدأ فعلياً بترك العقوبات الجماعية التي يرتكبها بحقهم، وضرورة أن يعترف بحقوقهم.
بددت الوهم
بدوره، قال الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي: إن عملية القدس التي نفذها الشهيد فادي القنبر تأتي ضمن الأعمال المشروعة للشعب الفلسطيني تجاه الاحتلال “الإسرائيلي”، ولفت إلى أن هذه العملية قد بددت وهم الاحتلال بأن الشعب الفلسطيني يمكن أن ينسى قضيته، مشيراً إلى أن العدو حاول بكل ما يستطيع كبح جماح الانتفاضة ولكنه فشل.
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها الجندي الصهيوني مهاناً وضعيفاً أمام العالم، فمقاطع الفيديو التي بينت مدى جبن ذلك الجندي كثيرة، وخاصة في قطاع غزة حيث أظهرته الكاميرات تحت أقدام جنود “القسام” يتوسلون ويصرخون، فمنهم من قتل ومنهم من أسره جنود “القسام”.
“#شاحنة الانتفاضة” يحتل “تويتر”
وأبدى آلاف الفلسطينيين والعرب عبر أوسمة مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي تأييدهم لعملية الدهس بمدينة القدس المحتلة.
وكتبت مواطنة تطلق على نفسها خليلية تحت وسم #شاحنة_الانتفاضة: من اليوم صرت أحب الشاحنات، فيما دون الناشط يحيي حلس: كانوا ينتظرون الحافلة لتنقلهم إلى معسكرهم فجاءهم الفدائي بشاحنة لينقلهم إلى جهنم.
وغرّد المواطن محمود غنيم على “تويتر”: أكبر إشي بيشرح الصدر كيف يهربون مثل الخرفان من قدام شاحنة صاحبها أعزل، متسائلاً: كيف لو يخرج لهم كم شب نخبة ومعهم عتادهم، بحسب تعبيره.
فيما كتب د. محمد الصغير: #شاحنة_الانتفاضة تدعس 15 من الصهاينة بين قتيل وجريح وستبقى تشحن الأجيال بأن لهم حقاً وأرضاً وقدساً مهماً تجبر المحتل وتغطرس وتخاذل كل متعوس ومفلس.
بينما كتبت هديل: في ذكرى الشهيد نشأت ملحم، طوبى لليد التي أحيت الذكرى بما أشهدنا عليه شهداءنا والمجد لفكرة لن تسقط مهما تخلى عنها…! #شاحنة_الانتفاضة، ودوّنت نداء: زمان عن العمليات اللي بتفتح النفس.
وفي قطاع غزة وزّع العشرات من المواطنين الحلوى ابتهاجاً بالعملية البطولية، مؤكدين أن في القدس رجالاً لا يهابون الموت، وعملية الدهس دليل على حيوية الانتفاضة واستمرارها رفضاً لمحاولة نقل السفارة الأمريكية إلى عاصمة فلسطين الأبدية.