اعتبر الشيخ صالح نشيميمانا، نائب مفتي رواندا، أن الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد عام 1994م، بمثابة “منعطف” بالنسبة لمسلمي رواندا.
جاء ذلك في حديث نشيميمانا، لـ”الأناضول”، عن انتشار الإسلام في رواندا عقب جرائم الإبادة التي شهدتها البلاد على يد متطرفين من قبائل الهوتو التي تمثل الأغلبية ضد أقلية التوتسي.
وأكد نائب المفتي أن الشعب لم ينس فضل المسلمين، الذين لم يتورطوا في جرائم الإبادة، بل آووا قبائل “التوتسي” والمعتدلين من “الهوتو”، في بيوتهم، أثناء تلك الأحداث التي استمرت 100 يوم.
وبهذا الخصوص، أكد أن المسلمين حموا جميع الناس، ولم يمارسوا سياسة التمييز بحقهم.
ولفت إلى أن المسلمين كانوا محرومين من حقوق كثيرة في رواندا قبل وقوع كارثة الإبادة الجماعية، وأنهم تعرضوا للتمييز حالهم كحال التوتسيين.
وأضاف بهذا الصدد، أن سلطات البلاد لم تكن تمنح جنسيتها للمسلمين، وتحرم أبناءهم من حقوق التعليم، وتمنع عيشهم في مراكز المدن.
واستدرك أن الله رأف بحالهم بعد الإبادة الجماعية، وولى عليهم رئيساً جيداً (الرئيس باول كاغامه، تسلم الحكم في مارس 2000م) وإدارة حكيمة، موضحاً أن المسلمين يتمتعون بكافة حقوقهم في الوقت الحالي.
وأكد نشيميمانا أن روانديين من منتسبي معتقدات مختلفة بدؤوا اعتناق الإسلام بأعداد كبيرة، بعد أن تبيّن لهم أن المسلمين لم يلوثوا أيديهم بدم أحد؛ على عكس غيرهم.
وقال: إنهم ينتظرون من الدول الإسلامية وعلى رأسها تركيا، مد العون للمسلمين الروانديين.
وأضاف أنه من بين المجالات التي يمكن لتركيا أن تقدم مساعداتها للمسلمين في رواندا، هو التعليم، وبناء مساجد جديدة.
وفي ختام حديثه، أشار نشيميمانا إلى أن عدد سكان رواندا يبلغ 11.6 مليون نسمة، ويشكل المسلمون حوالي 10% منهم بحسب تقديراته.
وشهدت رواندا أعمال عنف واسعة النطاق خلال العام 1994م بدأت في 6 أبريل واستمرت حتى منتصف يوليو من العام ذاته؛ حيث شن القادة المتطرفون في قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في رواندا حملة إبادة ضد الأقلية من قبيلة التوتسي.
وخلال فترة لا تتجاوز 100 يوم، قُتل ما يربو على مليون شخص، وتعرضت مئات الآلاف من النساء للاغتصاب، وكانت غالبية الضحايا من قبيلة التوتسي.
وانتهت أعمال العنف هذه عندما نجحت “الجبهة الوطنية الرواندية”، وهي قوة ذات قيادة توتسية، من طرد المتطرفين وحكومتهم المؤقتة المؤيدة للإبادة إلى خارج البلاد.