في جلسة خاصة عقدت في 11 مايو 2017م، بالمركز الإسلامي الثقافي للإدارة الدينية للعاصمة الروسية موسكو، ترأسها رئيس المجلس الشيخ شاميل علاء الدينوف، تم الإعلان عن استئناف عمل مجلس العلماء في روسيا الذي توقف عن العمل لعدة سنوات، وفقاً لما نشره اليوم 16 مايو 2017، د. وسام البردويل، عضو المجلس، على صفحته الخاصة على “الفيسبوك”.
ومجلس العلماء هو مجمع شرعي للإفتاء يضم في عضويته فقهاء مسلمين من كل أنحاء روسيا، ومهمته الأساسية استصدار فتاوى جماعية تهم الأمة المسلمة الروسية، ويتبع الإدارة الدينية لمسلمي الاتحاد الروسي ولمجلس شورى المفتين لروسيا.
وقد تم في الاجتماع دراسة تغييرات وتعديلات على ميثاق المجلس ولوائحه الداخلية، وكذلك تم قبول أعضاء جدد، كما نوقشت فتوى عن موعد بداية رمضان وعيد الفطر ومقدار زكاة الفطر والفدية في روسيا.
وتمت أيضاً مناقشة موضوع مقاسمة الأملاك بين الزوج والزوجة في حالة الطلاق ومسألة الشركات الهرمية.
وقد شارك في الاجتماع الشيخ د. وسام البردويل، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا، ود. نضال الحيح، نائب مفتي ساراتوف، والشيخ رسيم كوز أحمدوف، النائب الأول لمفتي ساراتوف، وغيرهم.
جلسة تأسيسية
وفي تصريحات خاصة لـ”المجتمع”، قال د. وسام البردويل، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في روسيا: إن قرار تأسيس مجلس العلماء في روسيا جاء منذ سنوات من قبل مجلس شورى المفتيين والإدارة الدينية لمسلمي الاتحاد الروسي، ولكن لم يجتمع المجلس لأسباب كثيرة، ومؤخراً جاءت الدعوة لإحياء المجلس من جديد وعقد جلسة تأسيسية لوضع اللوائح والنظر في آلية عمل المجلس خلال المرحلة المقبلة.
ورداً على سؤال حول شروط انضمام الأعضاء لهذا المجلس، أوضح د. البردويل أنه يشترط أن يكون أعضاء المجلس ممن يتكلمون العربية بطلاقة، وأن يكونوا متمكنين منها، وأن يكون خريج كلية شرعية من إحدى الجامعات الإسلامية، ولديه علم شرعي، لافتاً كذلك إلى أنه ليس شرطاً أن يكون صاحب منصب ديني أو تابعاً لمؤسسات مجلس الشورى لمفتي روسيا.
وأثنى على رئيس المجلس الحالي الشيخ شاميل علاء الدينوف، موضحاً أنه إمام وخطيب مسجد الشهداء في موسكو، وخريج جامعة الأزهر، وحاصل على الماجستير في الشريعة، كما أنه معروف بنشاطه الدعوي وكتاباته في روسيا.
وحول آلية العمل والتنسيق لهذا المجلس، أوضح د. البردويل أنه نظراً لكبر مساحة روسيا وصعوبة اللقاء بين الأعضاء لبعد المسافات بين مناطقهم، فإنه ينتظر أن يجتمع المجلس بشكل فصلي كل ثلاثة شهور مثلاً، لافتاً إلى أنه قد تعقد بعض اللقاءات بين الأعضاء عبر شبكة الإنترنت للتحاور والنقاش إضافة للقاءات المباشرة بينهم في العاصمة الروسية موسكو.
فتاوى لعموم مسلمي روسيا
وحول الموضوعات التي سوف ينظر فيها ويبحثها، أوضح أن المجلس سوف يبتعد عن المسائل الصغيرة وينظر فقط في المسائل التي تهم عموم مسلمي روسيا، ويعطي الأولوية للفتاوى التي ترسل من قبل المنظمات والمؤسسات الدينية في عموم روسيا، لافتاً إلى أن المجلس سوف يبحث عدداً محدداً من الفتاوى كل دورة فصلية.
وحول العلاقة المتوقعة بين هذا المجلس والمجالس الإسلامية العلمية حول العالم؛ أوضح د. البردويل أن الحديث ما زال مبكراً في هذا الموضوع؛ حيث إن المجلس لم يبدأ عمله بعد ولم تنتج هذه المؤسسة بعد حتى اليوم.
وفي هذا السياق، أوضح أنه عرض على أعضاء مجلس العلماء في روسيا تجربة المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، مشيراً إلى أنه ربما يذهب بعض أعضاء مجلس العلماء في روسيا للمشاركة في الجلسة القادمة للمجلس الأوروبي للإفتاء التي ستنعقد في مدينة إسطنبول خلال الفترة 11 – 15 يوليو 2017م، وهي جلسة احتفالية بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيس المجلس، للاطلاع وأخذ الخبرة والنظر في مسألة التعاون معه وربما ينظرون في الدخول في هذا المجلس كأعضاء فيه.