وافق يوم أمس 15 أكتوبر الذكرى الثالثة لاقتحام مليشيات “الكرامة” والصحوات مدينة بنغازي الليبية وارتكابهم جرائم بها.
ففي مثل هذا اليوم ارتكبت مليشيات “الكرامة” وصحوات المدينة عمليات ممنهجة تمثلت في القتل والخطف وحرق المنازل، وتسببت الأحداث في تهجير عشرات الآلاف من العائلات إلى خارج بنغازي ولا تزال حتى يومنا هذا ضحية التهجير.
“الكرامة” تشعل الحرب
تمكنت مليشيات الكرامة من دخول بنغازي في 15 أكتوبر 2014، ونجح حفتر ومليشياته في إشعال بنغازي من الداخل عبر تسليح من يسمون الصحوات وعناصر إجرامية ومجموعات قبلية.
وقال أحد شهود العيان لقناة “النبأ” الليبية: إن المدينة دخلت منذ ذلك التاريخ في خندق شعاره تهجير أو اعتقال أو قتل كل معارض للكرامة.
قتل واعتقال وتهجير
رصدت تقارير دولية مداهمة بيوت المعارضين لـ”الكرامة” وسرقتها ومن ثمة حرقها أو تدميرها، إلى جانب تهجير أكثر الأحياء السكنية اكتظاظاً قسراً، فضلاً عن قتل وتصفية عائلات المعارضين على غرار عائلة آل الكرشيني وعائلة صويد التي قتل عناصر الكرامة أربعة منها.
في الـ23 من الشهر ذاته هاجمت مليشيات الكرامة بيت المواطن أنور الخفيفي في منطقة دريانة وقتلته أمام أسرته.
حملة كراهية إعلامية
رافق ذلك حملة كراهية تنادي بقتل كل من يعارض حفتر، بتهمة كونه إخوانياً أو “داعشياً” مع صدور فتاوى من التيار السلفي المدخلي تبيح ذلك.
على هذا النسق تواصلت الانتهاكات على مدى السنوات الماضية وأشارت منظمات دولية لوجود أدلة تشير إلى ارتكاب جرائم حرب من قبل الموالين لحفتر.
تدهور الأوضاع ببنغازي
تدهورت أوضاع حقوق الإنسان شرق ليبيا وخاصة ببنغازي منذ شهر مايو من عام 2015، هذا ما رصده تقرير مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الصادر في مارس 2015.
ورصد شهود عيان وقائع وعمليات وثقتها منظمات دولية عدة في تقارير وإحصائيات، مصنفة إياها انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان في بنغازي، ارتفعت وتيرتها بعد تمكن مليشيات الكرامة بقيادة خليفة حفتر من الدخول إلى وسط المدينة في الـ15 من أكتوبر عام 2014.
التضامن توثق مقتل 400 شخص
قالت منظمة التضامن لحقوق الإنسان في تقرير لها عام 2016: إنه ومع مرور سنتين من إعلان “عملية الكرامة”، اُغتيل نحو 400 شخص في بنغازي، حيث باتت الاغتيالات شبحاً يومياً لأهالي المدينة، ناهيك عن عمليات الاعتقال والتعذيب بل والتصفيات داخل زنزانات معسكر القوات الخاصة ببنغازي، بحسب التضامن.
جثث في مكبّات القمامة
ومن الظواهر التي بات يألفها سكان بنغازي، هو العثور على الجثث ملقاة بمكبات القمامة، وهو ما وثق في أكثر من حالة أبرزها في يوليو وأكتوبر عام 2016، حيث وجدت 24 جثة مكبلة الأيدي والأرجل وعليها آثار تعذيب وإطلاق رصاص، وكشف الهلال الأحمر بالمدينة في بيان نسب له العثور على 44 جثة خلال هذه السنة.
حصار قنفودة ونبش القبور
حاصرت مليشيات “الكرامة” المئات من العائلات في منطقة قنفودة غربي بنغازي وقتلت كثيرين ممن حاولوا الفرار.
بعد سيطرتهم على منطقة قنفودة في مارس الماضي ظهر أتباع حفتر في فيديوهات ترصد نبشهم للقبور وتنكيلهم وحرقهم لجثث مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي.
إعدامات محمود الورفلي
وانتشرت فيديوهات الإعدامات الفردية والجماعية، لعل أبرزها ما نسب لآمر محور الصاعقة محمود الورفلي، 7 فيديوهات وثقتها منظمة “هيومن رايتس ووتش” لعمليات إعدام جماعي نفذها الورفلي وصفتها منظمة العفو الدولية بجرائم حرب خطيرة، أما التضامن لحقوق الإنسان فوثقت تورط الورفلي في قتل وتصفية 34 ضحية خارج نطاق القضاء.
مذكرة قبض بحق الورفلي
وهو ما أقرته المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في إحدى جلسات مجلس الأمن، مؤكدة وجود تقارير مصورة، تشير إلى ارتكاب قوات حفتر جرائم حرب ببنغازي، تلاها إصدارها لمذكرة للقبض على الورفلي وإحالته للمحكمة، في خطوة عدتها “هيومن رايتس ووتش” إنذاراً لباقي القادة المسيئين في ليبيا، على حد تعبيرها، بأن جرائمهم الخطيرة ستقودهم إلى السجن.