نشر المركز الفلسطيني للإعلام تقريراً عن وقائع جديدة، تظهر أن شرطة الاحتلال “الإسرائيلي” تساهم بشكل مباشر في تهويد المسجد الأقصى.
يقول المركز: منذ احتلال الشطر الغربي لمدينة القدس عام 1948 وشطرها الشرقي 1967، اتخذت سلطات الاحتلال سلسلة إجراءات وسنّت مجموعة قوانين وتشريعات تصبّ كلها في اتجاه السيطرة الجغرافية والديمجرافية على المدينة وتهويدها، لكن مشاركة الشرطة في التهويد لم تظهر في العلن خلال سنوات الصراع.
ويضيف المركز بأن تصريحات لقائد شرطة الاحتلال في مخفر الحرم القدسي الشريف، بأن المسجد الأقصى المبارك هو “الهيكل اليهودي” المزعوم أثارت استنكار وغضب الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، وأظهر عمل شرطة الاحتلال ومشاركتها في إستراتيجية “إسرائيل” التهويد للسيطرة على القدس المحتلة.
وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك الشيخ عزام الخطيب: إن شرطة الاحتلال المتواجدة في المسجد الأقصى المبارك تعمل جاهدة على تعطيل عمل دائرة الأوقاف الإسلامية في الصيانة والإعمار، وتعمل على ملاحقة عمالها وموظفيها بكل الوسائل لمنع إدخال مواد الترميم والصيانة التي يحتاجها المسجد الأقصى بشكل دوري ودائم.
وأضاف الخطيب أن شرطة الاحتلال وخاصة قائد شرطة مخفر الحرم القدسي، يجاهر ويقول بكل صراحة ووضوح: إن المسجد الأقصى المبارك هو “الهيكل اليهودي” المزعوم، ويبدو أن هذا التوجه الجديد هو سياسة حكومة الاحتلال المبرمجة ضد الأقصى ودائرة الأوقاف الإسلامية، لتغيير الأمر الواقع المعمول به منذ احتلال القدس والمسجد الأقصى عام ١٩٦٧.
وكشف الخطيب النقاب عن قيام بعض أفراد شرطة الاحتلال بسرقة أحد مكاتب الأوقاف الإسلامية، قبل أن يستعيد المسؤولين ما سرق بعد جدال طويل مع ضباط شرطة الاحتلال.
وتشير تلك الأحداث، بحسب المركز، إلى تصاعد العنف من قبل الشرطة ضد موظفي الأوقاف الإسلامية ولجنة الإعمار واستهداف هذه المؤسسة الراسخة ذات الصلاحية الوحيدة في المسجد الأقصى المبارك بكافة مرافقة ومصلياته، وما هو داخل أسوار المسجد.
يضاف إلى ذلك، منع شرطة الاحتلال إدخال الكوابل والمعدات الضرورية لإنارة قبة الصخرة من الخارج بعد عطل في شبكة الكهرباء.
وتعليقاً على ذلك، قال الخطيب: إن شبكة الإنارة في قبة الصخرة المشرفة قديمة تعاني من عطل متواصل نتيجة عدم إدخال الكوابل الكهربائية الجديدة عوض عن الشبكة والكوابل التالفة والمستهلكة منذ عشرات السنين، عدا عن تعطيل مشروع الملك عبد الله الثاني لإنارة قبة الصخرة المشرفة من الداخل والخارج وهو مشروع كبير تعطله سلطات الاحتلال منذ مدة.
وأوضح أن شرطة الاحتلال من خلال سيطرتها وقوتها وقبضتها الأمنية على جميع أبواب المسجد الأقصى المبارك تمنع دخول جميع المواد الضرورية للترميم والإعمار وتعطيل عمليات حيوية ومهمة وضرورية وخاصة ترميم وصيانة المصلي المرواني الذي تنساب إليه مياه الأمطار منذ مدة.
وهناك أروقة مغلقة وموضوع فيها السقالات لترميم وتصليح التلف منذ مدة، ولكن شرطة الاحتلال ترفض إدخال مواد الترميم وتمنع الإعمار والترميم وإدخال المواد اللازمة لوقف الدلف وتسرب المياه، بحسب الخطيب.
وحذرت الأوقاف من مغبة ما تنفذه الشرطة من انتهاكات بحق المسجد الأقصى في صورة واضحة وفاضحة هدفها تمرير المشاريع والـمخططات المبيتة للجهات الرسمية الحكومية الصهيونية ودعاة اليمين المتطرف بحق المسجد.
وأوضحت أن السبب وراء إطفاء أنوار قبة الصخرة المشرفة خلال الأيام الماضية هو تماس كهربائي لم تتمكن الدائرة من إصلاحه حتى اليوم نتيجة تدخل شرطة الاحتلال السافر ومنع إدخال المواد اللازمة لذلك، رغم حرص الدائرة على توفير هذه المواد منذ اللحظة الأول لحدوث الخلل.