قال الخبير “الإسرائيلي” بن كاسبيت: إنه “على الرغم من عاصفة الهجوم التي وجهتها القاعدة السياسية في إسرائيل لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على خطابه الأخير أمام المجلس المركزي الفلسطيني، إلا أن المستوى الأمني بقي صامدا، ومن تحدث منهم اختلف حديثه عن حديث الساسة، حيث أكدوا على أن ما أعلنه عباس أعلنه مرارا، وكما في كل مرة لا يتحدث بجد عن المساس بالتنسيق الأمني.
وأكد “كسبيت” على أنه في كل مرة كان يتحدث فيها عن نيته وقف التنسيق الأمني تكون الحقيقة عكس ذلك تماما، وفي هذه المرة أوكل مهمة الإعلان لمركزية منظمة التحرير، ليعطي المشهد جدية أكثر بصدق نيته، إلا أنه في الحقيقة، كل شيء في موضوع الأمن على ما يرام،
فالتنسيق الأمني بين أجهزة الأمن التابعة لعباس وبين المخابرات الإسرائيلية يجري كالمعتاد”.
وأضاف الخبير الإسرائيلي أن “عباس دخل الجو بحماس زائد، وأخذ يسرد التاريخ بطرق ملتوية، وكعادته لم يخل حديثه من بعض التهكم والاستعلاء، وطيلة كلمته التي استمرت 3 ساعات لم يلمس المستوى الأمني أية جدية في حديث عباس، خصوصا فيما يتعلق بنوايا السلطة تجاه العلاقة مع إسرائيل، وتحديدا الجانب الأمني”.
وأوضح أن أكثر ما يهم الجيش والمخابرات الإسرائيليين ليس حديث عباس الملتوي حول الصهيونية والاستعمار، إنما ما يهمهما هو “هل عباس ما زال مستمرا في حربه مع إسرائيل على الإرهاب؟ الجواب هو: نعم، وأعلنها وأكد عليها في خطابه، هذا هو المهم بالنسبة للمستوى الأمني الإسرائيلي.
وأشار “كاسبيت” إلى أن “عباس يحمل هذا الفكر منذ أن كان مسؤولا في حكومة ياسر عرافات، ولم يتغير هذا الفكر، والذي أكد عليه مرارا: مسار الإرهاب غير مقبول، والكفاح المسلح سيضر بمصالح الشعب الفلسطيني أكثر مما ينفعه، فهو يؤمن بالمقاومة السلمية التي يعتبرها الفلسطينيون عبثية”.
وشدد الخبير الإسرائيلي على أن عباس يحكم بيد من حديد بمساعدة مخابراته القوية آلاف العناصر من حركة فتح الذين يتوقون لحمل السلاح في وجه “إسرائيل”، وهذا دليل على أن الرجل لا يوجد لديه نية لتغيير فكره، وترك الكفاح السياسي لصالح الكفاح المسلح”.
وذكر “كاسبيت” أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تؤمن بأن “عباس لن ينتهج نهج سلفه الراحل ياسر عرفات، في آخر لفة له في الملعب، ويلجأ إلى إعطاء الضوء الأحمر لمسلحي حركة فتح لرفع السلاح في وجه الإسرائيليين؛ فهو لن يلجأ لتخريب هذا الإرث الذي اتسم به طيلة سنوات عمره”.
وأكد “كسيبت” على أن عباس سيظل محافظا على نهجه، فهو رغم خطابه عالي الوتيرة، إلا أنه لم يحطم آخر أدواته، وإنما أرد أن ينفس عن نفسه في ظل انسداد الأفق أمام محاولات التسوية، وكذلك أمام سوء القراءة لموقف الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” الذي يعتبره عباس منحازا لإسرائيل”.