أكد العالم الكيماوي الروسي “فيل ميرزايانوف” مُكتشف غاز نوفيتشوك، أن بلاده ما زالت تمتلك مخزونها من غاز الأعصاب السام، الذي استخدم “على الأرجح” لتسميم الجاسوس الروسي، سيرغي سكريبال، وابنته في بريطانيا.
وفي تصريح نشره موقع “صوت أمريكا” (الإذاعة الرسمية لحكومة الولايات المتحدة)، اليوم الجمعة، تحدث ميرزايانوف عن أولئك الذين عملوا في مجال تركيب غاز الأعصاب وإنتاجه.
وترأس ميرزايانوف (83 عاماً)، الذي يعيش حاليا في الولايات المتحدة، مركز محاربة التجسس العلمي، التابع لمعهد الدولة للأبحاث العلمية في مجال الكيمياء العضوية، وذلك في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي خلال الحقبة السوفياتية.
وقال: “هناك احتمال بأن يكون أحدهم قد نجح في تطبيق التركيبة الكيميائية التي شرحها في كتابه (الخاصة بغاز الأعصاب السام)، وبالتالي يمكن للروس أن يقولوا ذلك، وأن يوجهوا له أصابع الاتهام”.
وأوضح أنه في حال ثبت استخدام غاز “نوفيتشوك”، فإنه سيكون الهجوم الأول، الذي يستخدم فيه هذا الغاز لمحاولة قتل إنسان.
ولفت العالم الروسي إلى أن صنع هذا النوع من الغاز استغرق 15 عاما، واختُبر على حيوانات، واصفا المادة السامة بأنها “متطورة وقاتلة”.
وأضاف: “أشعر بصدمة حقيقية، لأني لم أكن أتصور أن العنصر الكيماوي سيُستخدم في عمليات اغتيال أو تصفية”.
واستطرد: “كان الهدف من إنتاج هذا السم (الغاز) هو استعماله في ساحة المعركة بواسطة القذائف أو القنابل”.
وأعرب عن أمله في أن تدرج بريطانيا والدول الغربية غازات الأعصاب على قائمة اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية، وهو الأمر الذي يطالب به منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد أن فهم أن “الاسلحة الكيميائية تستهدف في المقام الأول قتل المدنيين”، كما يقول.
وتحدث “ميرزايانوف” حول التركيبة القوية من غاز الأعصاب إلى وسائل الإعلام خلال فترة الانفتاح بعد انهيار النظام السوفياتي، ثم في كتابه “أسرار دولة” الذي عرض فيه تركيبته الكيميائية، ونشره في 2008.
وعثرت السلطات البريطانية على سكريبال وابنته مغشيا عليهما على مقعد وسط مدينة سالزبري، بعد إصابتهما بغاز الأعصاب السام، وما زالا في حالة حرجة، لكنها مستقرة.