أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم أن جميع الكويتيين برغم اختلافاتهم متفقون ومتحدون تجاه قضية القدس، مبيناً أن الموقف الكويتي ينطلق من موقف تاريخي يجسده حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وقال الغانم في كلمة ألقاها خلال مشاركته بالوقفة التضامنية التي أقامتها السفارة الفلسطينية في الكويت بمناسبة الذكرى السبعين لنكبة فلسطين وتزامناً مع قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس: أود أن أؤكد أن ما سأدلي به من حديث لا يمثل وجهة نظري الشخصية، بل يمثل كل مجلس الأمة الكويتي الذي بدوره يمثل كل الشعب الكويتي.
وأشار الغانم إلى أن المجلس أصدر في جلسته الثلاثاء بياناً واضحاً بخصوص القضية، وصوت عليه بالإجماع دون اعتراض من أي نائب مما يؤكد وحدة وجهة نظر الكويتيين بما يخص القضية.
وقال الغانم: قد يتساءل البعض عن الفائدة من إصدار البيانات أو عبارات الشجب والاستنكار، وأقول لهم: إن ما يتمناه العدو هو أن تكون عاصمة الكيان الصهيوني من تل أبيب إلى القدس أمراً اعتيادياً، وأن تكون المذابح اليومية في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة أمراً اعتيادياً نتعود عليه ونسكت ونتخاذل دون أن يكون هناك أي رد فعل.
وأوضح الغانم أن ما يتم القيام به اليوم هو أضعف الإيمان، إلا أنه ضروري جداً ويعطي رسالة واضحة وقوية، مضيفاً: نحن لا نستطيع أن نقوم بما هو ليس متاح لنا، لكن وفق ما هو متاح فهناك الكثير من الأمور التي نستطيع أن نقوم بها.
وتابع: لقد أزعجناهم في الاتحاد البرلماني الدولي، واليوم البرلمانات العربية عندما تصدر بياناتها ويسمع صوتها فإنها تؤكد تضامنها مع إخوانهم وأشقائهم أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة.
وضرب الغانم مثالاً على ما يمكن أن يؤدي إليه أي عمل رمزي بسيط في سبيل تسليط الضوء على القضية بما قامت به اليوم سيدة فلسطينية مسنة لا تملك سلاحاً أو رشاشاً أو دبابة برفع صوت القرآن الكريم من خلال المكبرات وما سببه من ذعر في نفوس وقلوب المحتفلين بمقر السفارة بالقدس.
واستطرد الغانم قائلاً: العدو يرانا منقسمين ومشتتين وضعفاء وما يجب أن يراه العدو وما يجب أن يعرفه بأننا لا نتعب ولا نكل ولا نمل ومتى ما اقتنعنا بشيء فنحن عنيدون إلى حد لا يطاق.
وأضاف الغانم بقوله: الشعب الكويتي الذي أمثله اليوم كرئيس لمجلس الأمة، والنائب محمد الدلال ينطلق من موقف تاريخي، والموقف الذي يجسده صاحب السمو أمير البلاد أميرنا ووالدنا وقائدنا، وموقف الكويت في مجلس الأمن عندما قال السفير: إننا مع الفلسطينيين فيما يرونه وفيما يشاؤونه، هو موقف يمثل ضمير الشعب الكويتي.
وتابع: أؤكد للجميع أننا كلنا ككويتيين برغم اختلافاتنا في وجهات نظر في قضايا سياسية أو قضايا أخرى، فإننا في هذه القضية كلنا متفقون وموحدون، وليعلم الجميع أننا أبناء أمة مهما صبرت إلا أنه سيأتي اليوم الذي تثور فيه، ونحن أبناء أمة لن تسكت طويلاً عن حقوقها المسلوبة.
وفي ختام تصريحه، أعرب الغانم عن شكره وتقديره للحضور، داعياً المولى عز وجل أن يوفق إخواننا وأخواتنا في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يثبتهم ويصبرهم وأن يرد كيد الكيان الصهيوني في نحره.