تشير مصادر عراقية إلى آخر التطورات والتحليلات حول الانتخابات العراقية، التي يمكن إجمالها فيما يلي:
– أفرزت النتائج الأولية في الانتخابات العراقية متغيرات عديدة في سلم تراتبية القوى السياسية الفاعلة، فبينما كانت الأنظار متوجهة لفوز ائتلاف النصر الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي في أعلى عدد مقاعد نيابية، حصلت المفاجأة بتفوق تحالف سائرون الذي يضم التيار الصدري والحزب الشيوعي العراقي وعدداً من الأحزاب والتيارات العلمانية واليسارية، في أعلى عدد من المقاعد النيابية.
– حتى الآن لم يتم إعلان النتائج النهائية، وبحسب آخر تصريح للمفوضية سيعلن عنها يوم الخميس، والعملية معقدة ومتشابكة، وهناك عدة متغيرات تؤثر فيها، فمن الممكن أن نشهد صعود ونزول مقاعد الكتل السياسية.
– بدأ حراك سياسي محموم داخل الكتل السياسية لمحاولة تشكيل رؤية موحدة في استحقاقات المرحلة القادمة.
– تشير مصادر مؤكدة عن توجهات إيرانية وضغوط وزيارات من شخصيات إيرانية متنفذة لتشكيل تحالف سياسي بين كل من “النصر – الفتح/ دولة القانون” لتشكيل الحكومة القادمة وإزاحة سائرون والكتل الأخرى.
– يراهن تحالف سائرون على التنسيق مع تيار الحكمة الذي يقوده عمار الحكيم والقوى السُّنية التي تمثلها “الوطنية والقرار” مع إمكانية التجانس مع النصر إلى جانب عدم وجود رفض مبدئي للتعامل مع مختلف الأطراف الكردية .
– تشير التجربة السياسية المعاصرة إلى تبني منهج الحكومات التوافقية وعدم الميل لتأسيس حكومة وفق الأغلبية السياسية فيما يبدو، وهذا ينبع من الإرادة الأمريكية التي أرادت تكوين العملية السياسية وفق هذا النسق، وربما يستمر هذا الأمر في المرحلة القادمة.
في الحقيقة، قد تكون ظهرت أغلب نتائج الكيانات السياسية الفائزة في أغلب المحافظات، إلا أنه لا يزال هناك تعقيد في الإعلان الرسمي عن أعداد أصوات المرشحين، وبالذات لكتل محددة، وذلك لأن المساعي محمومة من قبل الجهات الخارجية والداخلية للتأثير على صعود ونزول أعداد أصوات المرشحين، وخصوصاً مع اعتماد نظام التصويت الحالي، ومع عدم ضمان دقة احتساب الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في التصويت.
وهذا بالإضافة إلى وجود عمليات تزوير لا يزال يتحدث بها السياسيون والمرشحون وتوجد حالات مصورة بذلك.
كما أبلغنا من مصادر موثوقة عن حصول تهديدات لتجمعات سكانية سُنية بضرورة انتخاب قائمة بعينها “قائمة الفتح” وإلا سيتعرض سكان تلك المناطق إلى الاستهداف والتهجير.
وحتى في الخارج، فنقلاً عن أحد المراقبين، فقد كان هناك تزوير كبير لصالح قائمة الفتح نتيجة لوجود متنفذين داعمين لتلك القائمة في المراكز الانتخابية المقصودة.
ويضاف إليها وجود نفوذ مسلح شيعي في المحافظات التي تم تحريرها من “داعش” مؤخراً وخصوصاً محافظتي نينوى والأنبار
وقلة المراقبين المنتشرين في أماكن في نينوى بسبب السيطرة العسكرية على الجانب الأيمن من الموصل مثلاً.
وكان أيضاً لضعف أداء مفوضية الانتخابات في تحديث بطاقة الناخب الإلكترونية ورفض ورد مئات الناخبين من الانتخاب خاصة في مناطق معينة.
ومن جهة أخرى، سمحت المفوضية بالانتخاب المشروط وهو أن يقوم الناخب بالانتخاب بدون هوية الناخب ولكن باستخدام هويات تعريفية شخصية في مناطق في الموصل؛ مما فتح المجال واسعاً أمام الجهات المتنفذة والأمنية التي تحكم قبضتها على مناطق معينة من التأثير على تزوير التصويتات.
كما أن التصويت الخاص للعسكر كان تحت تأثير تجاذبات من الأحزاب المتنفذة والمؤثرة على إدارة الجيش والقوات الأمنية.