سادت أوساط الفلسطينيين، صباح أمس الجمعة، مشاعر الغضب من وحشية المجزرة البشعة بحق المصلين في نيوزيلندا، والإصرار على الجريمة بتصويرها والاستهتار بأرواح المصلين في إرهاب منظم يمارَس داخل المساجد.
مساجد فلسطين وفي مقدمتها المسجد الأقصى أقيمت فيها صلاة الغائب على أرواح شهداء نيوزيلندا، وتضمنت الخطبة الأولى وقائع المجزرة البشعة والتخطيط المسبق لها وتصويرها في إشارة إلى عنصرية مقيتة.
وقال الشيخ د. عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، لـ”المجتمع”: في المسجد الأقصى أقيمت صلاة الغائب على أرواح الشهداء في نيوزيلندا، لأن هذا الإرهاب المنظم يستهدف المساجد في كل مكان، ويؤكد حقيقة الإرهاب والحقد الدفين في نفوس المعتدين على الإسلام والمسلمين.
وأضاف: وما يجري للمصلين في المسجد الأقصى من اعتداء واعتقال وإهانات يقع ضمن منظومة التحريض على المساجد في كل مكان، وهذه المجزرة تدق جدران الخزان بقوة كي يتم حماية المساجد في كل العالم، وفي مقدمتها المسجد الأقصى، حيث تعرض للحرق ومحاولة تفجير قبة الصخرة وإطلاق النار على من تواجد عند أبوابها وما جرى من ارتقاء شهداء على أعتاب أبواب وساحات المسجد الأقصى في بداية التسعينيات وحتى الآن.
وقال: علينا أن نحذر مما هو قادم، فالتحريض ضد المساجد والإسلام والمسلمين لا يتوقف، فدعاة المتطرفين ووزراء وأعضاء كنيست يقومون بالتحريض على المسجد الأقصى والمصلين، حتى إن أحدهم قبل يومين نشر فيديو وهو يتباهى بوجود عشرات المقتحمين من المستوطنين، وإن المسلمين جبناء وينتابهم الخوف، وإن هذا هو هيكلهم، حسب زعمهم.
وأضاف: يجب استقاء العبر والعظات من حادثة مجزرة نيوزيلندا، ونحن هنا في القدس ومن داخل المسجد الأقصى نؤكد أن المسجد الأقصى في خطر من مخططات مرعبة تريد الجماعات المتطرفة وبتحريض من حكومة الاحتلال تنفيذها في أسرع وقت.
وكانت مشاعر المصلين في مساجد فلسطين متأججة وهم متوجهون إلى مساجدهم بعد سماعهم ومشاهدتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تفاصيل الجريمة البشعة.
بدأ خطيب مسجد صلاح الدين في قلقيلية خطبة الجمعة بتفاصيل الجريمة وكيف يتم الاستهانة بأرواح المسلمين وهم داخل المساجد، وتأتي هذه الجريمة نتاج تحريض عالمي على كل ما هو مسلم، ولو نفذ العملية مسلم في دور عبادة للآخرين لتم اتهام كل المسلمين في العالم بأنهم شركاء في الجريمة، بينما يتم التعاطي مع منفذي الهجوم بأنهم من المجانين المعتوهين، كما حدث إبان حرق المسجد الأقصى ومحاولة تفجير قبة الصخرة.
وقال الناشط محمد زيد: مساجد فلسطين تعاني من إرهاب الاحتلال والمستوطنين، فمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994م في منتصف شهر رمضان التي نفذها الإرهابي باروخ جولدشتاين سبقت جريمة مساجد نيوزيلندا بأكثر من ربع قرن، وفي كريات أربع أقيم نصب تذكاري لهذا المجرم، وهذا يعني مباركة عملية القتل، فالتحريض قائم في فلسطين على استهداف المساجد وكذلك عصابات تدفيع الثمن، وهي ذراع المستوطنين الضاربة، حيث تم حرق مساجد وخط شعارات عنصرية عليها والتهديد بقتل من فيها، فمساجد فلسطين مستهدفة كما هي مساجد نيوزيلندا التي نفذت فيها جريمة بشعة قام المنفذ بتصوير العملية بالبث المباشر كي تصل رسالة القتل إلى كل العالم في وقت واحد.
ويرى المواطن المقدسي جهاد غيث صاحب متجر قرب ضاحية البريد أن ما جرى في مساجد نيوزيلندا سيشجع قطعان المستوطنين على ارتكاب أبشع من هذه الجريمة، فجميع مواقعهم الإلكترونية تحرض عل المسجد الأقصى من خلال إغلاقه وهدم المسجد وبناء الهيكل وطرد وقتل المسلمين فيه، وهذا دائماً ما يسبق تنفيذ أي جريمة، فقبل وقوعها يكون هناك تحريض قولي وفعلي، وما نشاهده يومياً من اقتحامات للمستوطنين ونشر بث مباشر من ساحات المسجد الأقصى كما فعل المتطرف إيهودا جليك قبل أسابيع عندما أشار إلى وجوده في جبل الهيكل وقبة الهيكل ويقصد قبة الصخرة تقع خلفه، فهذا تحريض عملي على قتل من يتواجد داخل المسجد الأقصى.
وقال د. ياسر داود، مدير دائرة البحوث في دائرة الإفتاء الفلسطينية: خلال المراجعات في تاريخ القضية الفلسطينية وخصوصاً من النكبة إلى النكسة إلى أحداث المسجد الأقصى منذ عام 2000 نرى بشاعة الاحتلال بحق المساجد والمصلين، مضيفاً: فحادثة نيوزيلندا لو قارناها بما جرى من اعتداء على مساجد فلسطين التاريخية من هدم وتحويلها إلى متاحف وبارات وتهويدها كما يجري في المسجد الأقصى لكانت النتائج أعظم، مشيراً إلى أن الاحتلال يستهدف المساجد وأهلها بسياسات صامتة لكنها قاسية على المصلين، كما أن المقامات الإسلامية في فلسطين يتم تهويدها بشكل عملي ويومي والعالم يصمت على هذه الجريمة، وشارون من مقولاته: “علينا إعادة هذه الأوثان في المسجد الأقصى -ويقصد قبة الصخرة- إلى العرب وهدمها”.