بتوصيات داعمة لحرية الصحفيين ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، انطلقت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين المصريين في سباق انتخابي طال إلى نحو 12 ساعة الجمعة 15 مارس في شارع عبدالخالق ثروت بوسط القاهرة، أسفرت عن فوز نقيب محسوب على مؤسسات الدولة، بجانب 6 أعضاء بعضهم موال للحكومة بشكل غير معلن وقدموا برامج خدمية بشكل واضح تفوقت على البرامج التي تدعم الحريات.
رشوان نقيباً
وعقب معركة غاب عنها بشكل فعلي الإسلاميون خلف الأسوار، وحضر فيها اليسار والناصريون مع مرشحي الحكومة وبعض المستقلين، أعلنت اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لمجلس نقابة الصحفيين، فوز ضياء رشوان رئيس هيئة الاستعلامات الحكومية بمقعد نقيب الصحفيين بعد حصوله على 2810 أصوات من إجمالي 4587 صوتاً، فيما بلغ عدد الأصوات الباطلة 235، وجاء أقرب منافسيه رفعت رشاد بعيداً بعض الشيء عنه حيث حصل على 1585 صوتاً فقط.
ووجه رشوان عقب فوزه التحية لأعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين مذكراً بشعاره “لمّ الشمل وهيبة النقابة”، وهتف على سلم النقابة بعد فوزه: “عاش كفاح الصحفيين”.
وأكد أن حضور ما يقرب من 5 آلاف صحفي وهو أكبر عدد يحضر انتخابات النقابة منذ تأسيسها يعبر عن إحساس بخطورة المرحلة على الصحافة والمهنة ووعي مهم في إطار إعادة الهيبة للنقابة والمهنة.
وعلق عبر صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي قائلاً: “الحمدلله”، مؤكداً أنه يريد الإصلاح، وتوفيقه بالله، واستخدم الآية الكريمة: (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ).
6 أعضاء
وعلى مقعد العضوية، كشفت النتائج عن فوز كل من: محمد شبانة، وخالد ميري وهشام يونس، ومحمود كامل، وحماد الرمحي، ومحمد يحيي يوسف بعضوية المجلس، فيما يتردد بين الصحفيين انحياز كل من هشام يونس، ومحمود كامل لكتلة استقلال النقابة التي تضم في المجلس القديم كلاً من عمرو بدر، ومحمد سعد عبدالحفيظ، ومحمد خراجة، وجمال عبدالرحيم.
وكانت أكبر المفاجآت خروج الكاتب الصحفي حاتم زكريا من الجولة الذي كان يشغل منصب سكرتير عام النقابة في الدورة الماضية، حيث يصنف أنه من أبرز الموالين للحكومة، وفق ما هو رائج في الأوساط الصحفية المصرية، وعادة ينفي من يوصف بذلك الوصف عنه، ومنهم زكريا.
وقال محمد محمود، الصحفي المتخصص في الشأن النقابي بمصر، في حديث لـ”المجتمع”: لقد أفرزت انتخابات الصحفيين نقيباً من داخل مؤسسات الدولة، وكان فوزه متوقعاً في ظل عدم وجود منافسة حقيقية، والدعم الحكومي المسبق لترشحه المتعلق برفع البدل المالي الذي يحصل عليه الصحفيون في مصر، ولكن يبقى الفوز بنحو 3 آلاف صوت وبفارق نحو ألف يحمل رسالة تدعو للقلق من تكرار سيناريو الاستحواذ الحكومي أكثر من ذلك وإن بدا النقيب الجديد ضياء رشوان مبدداً له في أول كلمة بالهتاف بحقوق وكرامة الصحفيين.
وفيما يخص العضوية، أضاف محمود أن التيار اليساري لم يتمكن من إضافة أبرز وجوهه النقابية أو الوجوه القديمة، وخسرت النقابة جهود خالد البلشي، وإيمان عوف، لا سيما على مستوى الحقوق والحريات، وتكررت نسخ حكومية على نحو ميري، وشبانة بجانب فوز مضمون أعاد الصحفي الشاب محمود كامل لمقعده المستحق.
وأعرب عن قلقه من دخول ملف الحريات نفقاً مظلماً مرة أخرى ما لم تفعّل التوصيات الخاصة بالجمعية العمومية ويُحدث ضغطاً نقابياً مستمراً، وإن كانت ترجيحات -والكلام لمحمود- تذهب إلى أن رشواناً سيحرك بعض المياه الراكدة في هذا الملف، وهذا يحتاج داخل المجلس تفاهمات على مستوى عال.
وأشار إلى أن الصورة الإجمالية تؤكد أن التطلع الخدمي داخل النقابة هو صاحب الحظ الأوفر هذه المرة في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وبالتالي كان الرهان واضحاً في هذا المسار وبدت النتائج متفقة معه.
توصيات الحريات
وصوتت الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، لصالح دعم الصحفيين المعتقلين قانونياً واقتصادياً مع تسهيل زيارة أسرهم والقيام بزيارة خاصة لهم من مجلس النقابة المنتخب، ويقدر عدد الصحفيين والصحفيات المعتقلين خلف الأسوار، بحسب المرصد العربي لحرية الإعلام، 91 صحفياً وصحفية، بحسب آخر التقديرات.
وعلمت “المجتمع” أن حملة نقابية تبناها عدد من الصحفيين لترشيح رمزي للصحفيين المعتقلين، ومن بينهم الكاتب الصحفي هشام جعفر الذي تخطى الحد الأقصى للحبس الاحتياطي ودخل عامه الرابع، والصحفي الشاب حسام السويفي، وتداول صحفيون صوراً لنماذج تصويت لصالحهما.
وربطت مصادرنا بين الأصوات الباطلة التي قدرت بعدد 235 صوتاً والحملة، مؤكدة أن أوراقاً عديدة رصدتها لجنة الانتخابات تسجل اسم هشام جعفر في ورقة التصويت الخاصة بالنقيب.
وقالت الصحفية إكرام يوسف في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي: جدير بالذكر أني انتخبت الزميل هشام جعفر نقيباً، ربنا يفك أسره.
وأضافت الصحفية منى سليم أن صوتها على مقعد النقيب ذهب للصحفي هشام جعفر، قائلة: صباح الخير على كل الغائبين بالزنازين، صوتي على مقعد النقيب لأستاذي الجليل هشام جعفر، الحر رغم القضبان.
رفض التطبيع
كما وافقت الجمعية العمومية لصالح استمرار العمل بجميع قرارات الجمعيات العمومية السابقة لنقابة الصحفيين، بحظر كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، سواء كان مهنياً أو شخصياً أو نقابياً، أو إقامة علاقات مع المؤسسات الصهيونية.
وقررت الجمعية العمومية بالإجماع تكليف مجلس النقابة بالتصدي للفصل التعسفي من الصحف واعتبار الفصل التعسفي خطاً أحمر، وإحالة المسؤولين عنه للتحقيق النقابي فوراً.
كما قررت حظر الترشح للصحفيين الذين يعملون في مواقع حكومية على منصب النقيب أو عضوية المجلس، اعتباراً من الانتخابات المقبلة بعد عامين.