يُصعّب عدم النوم بشكلٍ كافٍ مراراً وتكراراً من قدرتك على التحكم بشهيتك. وقد يضعك ذلك في مواجهة مختلف المشاكل الصحية، ومنها السمنة، وأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري من النوع الثاني.
وتم عرض العلاقة بين قلة النوم والمعاناة من مؤشر كتلة جسم “BMI” أكبر في مختلف الدراسات، ولكن، اعتمد الباحثون فيها على ذكريات المشاركين لتسجيل مدى جودة نومهم.
وغيرت تطبيقات النوم في أجهزة تتبع اللياقة البدنية، والهواتف الذكية ، والساعات من كل ذلك.
وفي دراسة جديدة نُشرت الإثنين في مجلة “JAMA Internal Medicine”، تابع باحثون جودة نوم 120 ألف شخص لعامين.
وأظهرت النتائج أن فترات وأنماط النوم متغيرة بشكل كبير بين الأشخاص.
مع ذلك، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين بلغ مؤشر كتلة جسمهم 30 أو أكثر، وهي ما تعتبره المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها مؤشراً للمصابين بالسمنة، يعانون من متوسط فترات نوم أقصر بقليل، إضافةً إلى أنماط نوم متغيرة بشكل أكبر.
ولم تخل الدراسة من القيود، إذ أنها استبعدت فترات القيلولة، كما أنها لم تتمكن من أخذ المشاكل الصحية الأخرى بعين الاعتبار.
وعادةً، ما يكون الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التتبع التي يمكن وضعها أفراداً أصغر سناً وأكثر صحة، وأفراد يتمتعون بوضع اجتماعي واقتصادي أفضل من أولئك الذين لا يستخدمون تلك الأجهزة.
وبما أنه لم يتم الموافقة على هذه الأجهزة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، يجب التحقق من صحة النتائج عن طريق أجهزة معتمدة من الإدارة، وفقاً لما ذكره أخصائي النوم ومدير البرنامج المساعد في زمالة طب النوم في كلية طب “Keck” في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، الدكتور راج داسغوبتا.
وبما أن الدراسة أُجريت بشكل مرجح على الشباب الذين هم أكثر ثراءً من ناحية اقتصادية، يتساءل داسغوبتا، الذي لم يشارك في الدراسة: “هل ينطبق ذلك حقاً على الأشخاص الأكبر سناً الذين يعانون من جودة نوم منخفضة والذين نشعر بالقلق تجاههم؟”.
ومع ذلك، أضاف داسغوبتا أن من المزايا الرئيسية للدراسة هي مراقبتها للمشاركين لأكثر من عامين.
وهناك سبب علمي وراء ربط قلة النوم بالشهية، إذ أظهرت الأبحاث أنه عندما يكون المرء محروماً من النوم، يؤدي ذلك إلى ارتفاع هرمون “ghrelin”، وانخفاض هرمون “leptin”.
ويؤدي ذلك إلى زيادة الجوع، إذ يُعد هرمون “ghrelin” مسؤولاً عن زيادة الشعور بالجوع، بحسب ما قاله داسغوبتا.
ويُعد نظام قديم في الجسم يُدعى “endocannabinoid” بمثابة سبب آخر لزيادة الوزن.
ويرتبط هذا النظام بالمستقبلات ذاتها التي يرتبط بها العنصر النشط في الماريجوانا، والذي غالباً ما يشجع الرغبة لتناول الوجبات الخفيفة.
هل ترغب بالتحكم بشهيتك؟ واعتماداً على عمرك، من المفترض أن تنام ما بين 7 إلى 10 ساعات كل ليلة.
وينصح الخبراء بالالتزام بوقت نوم منتظم، والاستيقاظ في الوقت ذاته يومياً، حتى في عطلات نهاية الأسبوع.
ومن شأن إضافة التمارين الرياضية إلى روتينك اليومي تحسين جودة نومك وصحتك.
ويمكنك أيضاً تدريب عقلك للحصول على نوم أكثر راحة من خلال هذه الخطوات الأساسية:
خلال النهار، حاول التعرض للضوء الطبيعي بشكل جيد. ومن شأن ذلك تحسين إيقاعك النمطي اليومي
تجنب استهلاك المحفزات مثل القهوة والشاي بعد الساعة 3 مساءً، وتجنب الأطعمة الدسمة قبل النوم
ضع روتين لوقت النوم يمكنك اتباعه كل ليلة. ويُعد الاستحمام بماء دافئ، أو قراءة كتاب، أو الاستماع إلى موسيقى هادئة خيارات جيدة
لا تشاهد التلفاز أو تعمل في غرفة نومك، فأنت ترغب في أن يفكر عقلك عن غرفة النوم كمساحة من أجل النوم فقط
تخلص من جميع الأضواء. ويمكن للضوء الأزرق الصادر من الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب المحمولة أن يكون معطلاً لنومك