حذر أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، من أن فيروس كورونا “خارج السيطرة، ولا يوجد دواء سحري للقضاء عليه”، مشيرا إلى أن “العالم يحترق” في ظل ارتفاع درجات الحرارة، جراء ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبمناسبة الدورة الخامسة والسبعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية، التي انطلقت الثلاثاء، قال غوتيريش، في مؤتمر صحفي: “أصبحنا علي أعتاب مليون شخص فقدوا حياتهم، جراء انتشار الوباء في العالم”.
وأصاب “كورونا”، حتى مساء الأربعاء، أكثر من 29 مليونا 844 ألف شخص في العالم، توفى منهم ما يزيد عن 941 ألفا، وتعافى أكثر من 21 مليونا و634 ألفا، بحسب موقع “worldmeter” المختص بإحصاء ضحايا الفيروس.
وأضاف أن هذا “الفيروس هو التهديد الأمني الأول في عالمنا اليوم، ولهذا دعوت في مارس (آذار) الماضي إلى وقف عالمي لإطلاق النار، وكان لندائي صدى لدى الدول الأعضاء والمجتمع المدني وجماعات مسلحة في جميع أنحاء العالم”.
وتابع: “من أفغانستان إلى السودان، نرى خطوات جديدة واعدة نحو السلام، وفي سوريا وليبيا وأوكرانيا وأماكن أخرى”.
وأردف: “يمكن أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى خلق مساحة للدبلوماسية، وفي اليمن، نضغط لوقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية، لكن المخربين ينشطون، ويوجد انعدام عميق للثقة”.
واستدرك: “لكن علينا أن نثابر، وسأوجه، في خطابي أمام الجمعية العامة، الثلاثاء، نداء إلى المجتمع الدولي لتعبئة كل الجهود ليصبح وقف إطلاق النار العالمي حقيقة بحلول نهاية العام”.
ودعا غوتيريش إلى اغتنام “كل فرصة في الأسابيع المقبلة، والقيام بدفعة جماعية جديدة من أجل السلام”.
ومضى قائلا: “الكثيرون يعلقون آمالهم على لقاح (لكورونا)، ولكن لنكن واضحين: “لا يوجد دواء سحري للقضاء على الوباء”.
واستطرد: “لا يمكن للقاح وحده أن يحل هذه الأزمة. بالتأكيد ليس في المدى القريب، خاصة وأن أي لقاح ناجع ينبغي أن يكون متاحا وفي متناول الجميع في أنحاء العالم”.
وحذر من تداعيات “انتشار المعلومات المغلوطة حول اللقاح الناجع وإثارة نظريات المؤامرة بشأنه وانعدام الثقة في نجاعة أي لقاح يمكن أن نصل إليه”.
ودعا إلى “بذل قصارى جهدنا لوقف المعلومات الخاطئة القاتلة، والقيام بالمزيد لمعالجة الهشاشة العالمية التي كشفها الفيروس”.
وأشار إلى أنه “حتى قبل الوباء، كان العالم بعيدا عن المسار الصحيح في الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وخسر المعركة ضد تغير المناخ، ووصلت تركيزات غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية جديدة هذا العام، وشهد نصف الكرة الشمالي للتو أسخن صيف على الإطلاق.. والعالم يحترق”.
وشدد على أن “التعافي هو فرصتنا للسير على المسار الصحيح، بحيث يتماشى ذلك التعافي مع أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ (لعام 2015).. وأن نعمل على تعزيز المساواة بين الجنسين”.